part 23

158 3 0
                                    

مني وكأنني لم أكن يوماً هناك وكأنني لم أمر يوماً على بابك!.. لا أعرف كيف ينتهي كل شيء بالنسبة إليك بغمضة عين.. وكيف يظل كل شيء بالنسبة إلي ولا يمس بشعرة ... كان من الأجدر بك أن تعلمني كيف أنتهي مثلما علمتني كيف أبدأ، كيف تحملني بذراعيك لتدخل بي في داخل البحر وترميني في منتصفه.. لتعود أدراجك تاركاً امرأة خلفك لا تجيد السباحة.. امرأة

كانت يوماً حبيبتك !... أشعر بخيبة !.. قد لا تفهم ولا تعرف كيف هي مشاعر الخيبة يا عزيز.. لكن المرارة تكاد أن تقتلني..

الغريب في الأمر أنك تدعي دوماً بأنني امرأة صعبة.. حينما نصدم في الحب كثيراً وحينما تخيب آمالنا فيه، نفكر كثيراً في أن

يكون الخلل فينا في أن يكون العيب منا .. لا أدعي أنني امرأة

سهلة الطباع، لكنني كنت كالعجينة اللينة في يديك.. شكلتني في

أغلب مراحل علاقتنا مثلما شئت وكيفما أردت.. وقد يكون هذا

أحد أسباب عدم اتفاقنا..

أعرف يا عزيز بأنني التي منحتك الفرص في أن تذلني.. أنا

التي هيأت لك نفسي لتذقني من كل صنف من أصناف الإهانة

والمذلة، أنا التي كنت على استعداد لأن أتنازل عن كل شيء من

أجل رجل سبق له وأن تخلى عني.. فكيف ظننت بأنه لن يعود

ويفعل ما سبق له أن فعله بي !.. كان من الصعب علي أن أواجه

عائلتي وقد كان من الأكثر صعوبة أن أواجهك حين عودتي.. لم

أكن على استعداد لأن أقابلك من جديد، لم أكن قادرة على أن يجمعنا مكان واحد بعد كل الذي حدث...

مرضت جداً قبل رحلة العودة.. ركبت الطائرة بإعياء وأنا أشعر بالوهن شعرت وقتذاك بانقباض كل ما في.. كنت أشعر بتشنج عضلاتي.. وبأن جبلاً من الهموم يجثم فوق صدري وبكتم أنفاسي.. حينما وصلت ونزلت إلى المدينة كنت أشعر بأن الناس ينظرون إلي بشفقة وكأنهم يعرفون عما جرى بيننا .. سالت دموعي وأنا في طريقي إلى المنزل وأنا أتابع الشوارع والمنازل، حينما

ارتفع صوت سائق سيارة الأجرة بقلق : سيدتي، أأنت بخير ..؟ كان سائق سيارة الأجرة يتابعني من خلال المرأة طوال طريقنا.. وقد كنت أعرف بأن صوت حزني صاخب على الرغم من انعدامه ...

قلت له : أنا بخير !.. إنها الغربة فقط... كان من الواضح بأنه لا رغبة لي بالحديث عن شيء ولا رغبة

لي بسماع شيء.. فابتسم السائق ولم يسترسل...

كم كانت ليلتي الأولى بعد عودتي صعبة يا عزيز !.. لم تكن

هيفاء قد عادت بعد من الكويت وقد كنت وحيدة.. وحيدة في مدينة علمتك كيف تتآمر وتقضي علي، كان قد مضى على آخر حديث لنا حوالي الشهر.. شهر كامل لم تسأل عني فيه، كما لم أسأل عنك بدوري.. أكذب إن قلت بأنني لم أكن مشتاقة إليك ولم أفكر بك طوال تلك الفترة.. لكن مشاعر الخيبة والإحباط والقهر كانت أكبر

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 12 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

احببتك اكثر مما ينبغي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن