part 22

107 4 2
                                    

والدي معارضة أعمامي من أجلي على الرغم من أنه لم يكن سعيداً بك يا عزيز إلا أن سعادتي برأيه كانت تكفي !... أذكر اليوم الذي زارتنا خلاله والدتك وشقيقتاك، أذكر إنك اتصلت بي.. قلت لي بأنك لقد أوصلتهن للتو إلى بيتنا.. كنت وقتذاك في حجرتي.. كنت خائفة ومرتبكة فقلت لك عزيز!.. لقد غيرت رأيي).. قلت لي : لا بأس ..... انزلي الآن ومن ثم غيري رأيك كما

تحبين..

قلت لك باكية: لن أنزل !... صحت في وجهي بغضب : بنت !.. لا تعصبيني الله يخليك... ونزلت ... أذكر بأنني لم أنبس ببنت شفة.. كنت أتأمل والدتك الخمسينية الجميلة طوال الوقت وفي داخلي رغبة كبيرة لأن أحضنها.. كنت أبحث في ملامحها عن شبه يا عزيز، بحثت في تجاعيدها عن شبابك وشقاوتك وسحرك.. أتعرف بأننا نحب أمهات

من نحب ؟!.. لطالما أحببت والدتك.. بالرغم من لهجتها الجافة تلك.. إلا

أن حبي لها لم يتغير أبداً أبداً أبداً.. يكفي أنها أنجبتك كي أحبها يا عزيز.. يكفي ذلك لأن أحترمها.. ولأن أتمنى أن أصبح أماً

مثلها، أن أنجب ابناً جذاباً ساحراً مثلك !...

كان قلبي يخفق في كل مرة تتحدث فيها أمك عنك.. كنت ابتسم على الرغم مني وهي تتحدث عن طفولتك الشقية.. عن شجاراتك في المدرسة عن سرقتك للسيارة في العاشرة من

عمرك.. وعن دلالك ونرجسيتك... فزعت أمي.. أمي التي لم تواجه في طفولة شقيقي شيئاً من هذا القبيل.. كنت أرى الفزع في عينيها.. بينما كانت أعماقي تضحك بسبب طفل شقي ليس إلا أنت.. حينما أخبرتك ليلتها عن حديث والدتك قلت لي بسخرية يا حليلها الوالدة!.. تبي

تنحشك ! ... لم تعرف والدتك كما لما تعرف والدتي إلى أي درجة كنت متمسكة بك يا عزيز.. لم تفهما بأنني متشربة بك إلى أقصى حد وبأنني لن أتنازل عنك مهما جرى.. كيف أتنازل عنك وأنا المرأة التي تخليت عنها وتزوجت من غيرها.. ومن ثم وببساطة عادت إليك ...

أتدري يا عزيز.. كنت أظن طوال علاقتنا بأنه لا قدرة لي على أن أحيا معك وفي داخلي إحساس مجرد إحساس بأن امرأة أخرى تشاركني إياك .. لكنني عرفت وبعد أن تزوجت من غيري بأنني على استعداد لأن أكون الثانية.. الثالثة.. الرابعة..... المهم أن أكون معك !...

كنت كما قال العظيم محمود درويش لم يبق بي موطئ

للخسارة).. ولم أكن لأقبل بخسارتك ... أقادر أنت الآن على أن

تتخيل إلى أي مرحلة من مراحل الذل قد أوصلتني..؟.. أتدرك الآن

كم حاجتي إليك متضخمة وملتهبة وحادة ! أتدري يا عزيز.. كم

تمنيت أن تحبني والدتك.. لكنني لم أعجبها في لقائنا الأول.. مثلما

لم تعجب أنت والدي.. وكأن أرواحهما تواطأت على ألا نجتمع...

لكننا تمسكنا ببعضنا بعضاً حتى وافق الجميع على مضض فوصلنا

إلى مرحلة أن نلتقي ... كان من المضحك برأيي أن تخضعني

احببتك اكثر مما ينبغي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن