٤-الفَصل الرَابع.

368 44 85
                                    

- أبحَث عَنك بينَ ذِكريَاتِنا وَاثقَة  بأنِي أضَعتُك فِي مَكانٍ ما رُبمّا وَقتَ المَطر أو عٓندما حَان السَفر لا أذكُر أينْ، فأنا ضَعِيفة ذَاكرَة وقَوية الحَنينْ، أنا أضَعتكَ ربمّا في داخِلِي، أقفَلت أعمَاقِي عَليكَ ونَسيتُ القُفلَ في أعلَى غَيممَ كانتْ تُلاحِقنَا بغَيثهَا، أنَا أضَعتُك في داخِل نَبضِي بشَكل أدَق في ثَنايا قَلبي...

..........


نَحنُ نَظلُ أحيَاءً في ذِكرياتِ من نُحب مارسيلين، لهذَا لا تَزالينَ أنتِ هي نَبضُ قلبِي و الرُوحُ كُلهَا! “
إنه هو،  الرِسالَة مِنهُ هو!!

شَعرتُ بأنفَاسي تَعلقُ بحَلقِي تَجعلُ مِن قَلبي مُختنقًا، شَعرتُ بالعَبرَات تَنزلُ على وَجهي لكِنها تُخلفُ الألَم بخَافقِي كنَحر سِكينٍ حَادَة.

كُنت بخَير بحَقِ الرَب!  كُنت بخَير!
لمّا على هاتِه الصُدفَة أن تَكونْ؟؟!

لَستُ أنا أن أفلَتَ يَده في رِحلتِنا،  رِحلَة الحُب مَليئَة بالمَطبَاتْ كُنا فيهَا سَويًا حَتى أفلَت كِلانَا يَد الآخَر و زَادت العَثرات فإنقَطع حَبل الهَوى بينَنا و افتَرقَت طُرقُنا فيَظلُ حُبنَا كجَريحٍ مِسكينِ يَلفظُ أنفَاسهُ الأخِيرَة على الرَصيف المُهترئْ.

لمّا هو يَفعلُ هذَا؟  أم أنّ هذا القَدر يَحيكُ قِصَة جَديدَة لضِلعٍ أعوَج لَيسَ له صَدرٌ يَنتَمي إليهْ؟؟

تَنفستُ الصُعداء لدَقائقْ و اضطَجعتُ على سَريرِي، مَددتُ أنامِلي فأمسَحَ عَبراتِي برِفق أذكِر نَفسي أنِي بخَير.

لَقد ذُقتُ المُرّ حِينمَا انفَصلنَا لكِن ظَننتُ أنّي تَجاوزتُه فمّا بالُ هَاتِه المَشاعِر تَعودُ لي وقَد مَر علينَا تِسعُ سِنينْ و ظَننتُ أنّ هَذا الحُب قَد اضمَحَل بمُرور تلكَ السُنون عَليه غَير أنَه يَظهرُ لي العَكس تَمامًا بحَيثُ أن رُؤيتَه بَعثرتنِي و دَمرَت مُعتقدِي.

تَجاهلتُ الرِسالَة أضعُ هاتِفي جَانبًا.
لَن أجعَل كَلامَه يُؤثِر عَليّ، لو كانَ يُريدُ أمرًا ما عَليهِ أن يُحدثنِي وَجهًا لوَجه لأنِي لَن أكلمَه أو أعَاتبَه..

الـحُـبْ، مُـجـددًا. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن