الفصل الرابع

27.4K 1K 233
                                    

#سجينة_جبل_العامري
#الفصل_الرابع
#ندا_حسن

"أنهارت حصونها ووقعت فريسة سهلة الصيد"

بقيت صامتة، تنظر إليه فقط بعيون مُتسعة مُستغربة مما استمعت إليه منه، لقد ألقى عليها صاعقة لم تكن مُستعدة لمواجهتها، أهو جن؟ هل هو أحمق؟ نعم مجنون وأحمق الاثنين معًا من يفعل شيء كهذا يكون مجنون ومختل عقليًا..

هي زوجة شقيقه! كيف يفكر بها بهذه الطريقة؟ كيف يرى أنها من الممكن أن توافق أن تكون زوجة رجل مثله غامض وغريب الأطوار..

صمتها طال أمامه وهي واقفة تفكر في كل الأبعاد لهذه الكلمة الوحيدة التي خرجت منه وكأنه مجنون.. أهو يفعل ذلك حتى لا تأخد مالها هي وابنتها؟ هل يطمع في حقها وميراث طفلة يتيمة مثل هذه.. إنها لا تطالب بشيء غريب ولا تطالب بحق ليس لها وهو يملك الكثير والكثير لما قد يفعل ذلك..

لما قد يفكر في زوجة أخيه زوجة له؟

حرك عينيه عليها ليحثها على الحديث بعد صمت طال بينهم، حركت رأسها وعينيها هي الأخرى بطريقة عفوية مُطالبة بالشرح أكثر من هذا:

-نعم!

أقترب منها إلى الداخل ومازالت يده بجيوب بنطاله، يقف كما هو بنفس العنجهية والتكبر الذي رأتهم به واستمعت إليه يقول:

-قولت عايز نتجوز

ابتسمت بسخرية وهي تضع يدها الاثنين أمام صدرها قائلة باستياء:

-وأنت بقى بتاخد رأيي ولا قررت

بادلها الابتسامة الساخرة وعلم مقصدها وفهم أن ما أراد أن يوصله إليها قد وصل فقال ببرود:

-أحب اسمع رأيك.. ده لو عندك

تنفست بعصبية وهي تبعد يدها إلى جوارها بعد أن استفزها حديثه وكأنه يقول أنه قرر بالفعل وسيستمع إلى كلماتها لمجرد الاستماع فقط:

-رأيي هو إني رافضة.. طلبك مرفوض

ابتسم وتقدم إلى الداخل أكثر ليقف قبالتها مباشرة، ينظر إلى سحر عينيها الغاضب من طلبه، ينظر إلى شراسة إمرأة مكبوتة داخلها لأنها تخاف من أن تخرجها في مكان لا أحد معها به وهي الحامي الوحيد لعائلتها..

هتف ببساطة واستلذ بالحديث معها:

-هسيبك تفكري.. بس خدي بالك في الآخر كلامي هيتنفذ

تحولت نظرتها نحوه للغضب الذي ظهر عليها فجأة وقالت بتهكم:

-ليه لوي دراع؟

سار داخل الغرفة، أخذها نقطة الدائرة وأصبح يلف حولها بجسده ثم وقف أمامها وثبت عينيه الخضراء عليها قائلًا بقسوة:

-أنا مبلويش دراع حد.. أنا بقطعه

ابتلعت غصة تكونت في حلقها وتابعت في تمثيل الشجاعة والغضب تهتف:

سجينة جبل العامري "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن