الواحد والعشرون

22.7K 1.1K 182
                                    

#سجينة_جبل_العامري
#الفصل_الواحد_والعشرون
#ندا_حسن

"ربما، خدعة بسيطة بتدمير العلاقات تكن بداية ظهور الحقائق"

وقف أمامها ذلك الذئب البشري الذي رأته كثيرًا من المرات منذ أن أتت إلى الجزيرة ولكن منذ فترة طويلة لم ترى طيفه ولم تشعر بوجوده.. كيف له أن يخرج الآن!..

تحرك أهدابها بكثرة تنظر إليه بخوف ورهبة شديدة، الارتعاش احتل سائر جسدها وأخذ قلبها يخفق بعنف وقسوة خوفًا مما هو قادم عليها معه..

أقترب منها ينحني على الفراش يستند عليه بإحدى قدميه ليقبض على خصلات شعرها مرة أخرى بقسوة ضارية فصرخت خائفة من اهتياجه وشراسته الواضحة ولكن صوته خرج خافتًا أمام وجهها:

-طاهر طريقك لجهنم يا غزال.. عرفاها؟

رفعت يدها تقبض على يده الممسكة بخصلات شعرها بعد أن شعرت بالألم المُميت يضرب رأسها وكأنه يقتلع شعرها من جذوره قائلة بتردد وارتعاش:

-اسمعني يا جبل أنا هفهمك اللي حصل

سألها قاطبًا جبينه مضيقًا عيناه عليها شاعرًا بالألم يغذو قلبه والغدر متربع على عرشه:

-تفهميني ايه بالظبط

اشتدت يده على خصلاتها يكرر بعنف وغلظة:

-تفهميني إنك خاينة وغدارة وحقيرة

أكمل بنظرات محتقرة ولا يحركه تجاهها إلا العشق الذي اضنى قلبه:

-بس العيب مش عليكي العيب على الخايب اللي زيي اللي سمحلك بالتمادي كده.. العيب عليا علشان حبيت واحدة زيك

حركت يدها أمام وجهه وترقرت الدمعات بعينيها بعدما رأت نظرته المحتقرة نحوها غير مدرك ما الذي حدث يظلمها بقسوة:

-والله العظيم أنا هفهمك كل حاجه بس استنى

وضع إصبع يده أمام شفتيه قائلًا بجمود:

-شش، مش عايز أسمع صوتك..

انهمرت العبرات من عينيها بكثرة خلف بعضهما وكأن باب السجن فتح على مصراعيه، تنظر إليه بضعف وقهر شديد لا تصدق أن كل ما امتلكته سيضيع بهذه الطريقة خرج صوتها ملحًا:

-لازم تسمعني لازم تفهم اللي حصل علشان يبقى رقمه عندي علشان خاطري يا جبل بلاش تعمل كده اسمعني

نظر إلى عبراتها، وشعر بارتعاش بدنها، خفق قلبه داخل أضلعه وأشبع عيناه من ملامحها، تلك الطعنة تؤثر على ما يخرج منه، ينظر إليها بعتاب خالص وتحدث بخفوت:

-قولتيله السر اللي مأمنتش حد من أهلي عليه غيرك! ضربتيني في ضهري وقولتيله إني بشتغل مع الحكومة

حركت رأسها بقوة يمينًا ويسارًا تتابعه بعينين متسعة للغاية فهي لم تفعل لذلك لتصرخ بهستيرية:

سجينة جبل العامري "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن