الفصل الخامس والعشرون

23K 858 99
                                    

#سجينة_جبل_العامري
#الفصل_الخامس_والعشرون
#الأخير
#ندا_حسن

"جمعتها الصدفة به عندما دلفت جزيرة العامري التي كانت عبارة عن دماء وأسلحة وملجأ لكل من هو خارج عن القانون، الآن باتت جزيرة العامري مكان ترفع منه شعائر الهوى"

عادت "زينة" إلى الخلف لتقف في آخر بقعة في المرحاض تستند على الحائط بظهرها تنظر إلى الغرفة أمامها ترى الفراش تلتهمه النيران والستائر المعلقة على باب الشرفة، ترى سجادة الغرفة تشتعل والنيران تتصاعد بشكل مخيف يدلف الدخان بكثرة إلى المرحاض ليكتم أنفاسها ويسلب منها حياتها

لم تفعل شيء في ذلك الوقت إلا أنها تقف بعينين مُتسعة مصدومة مما يحدث لا تقوى على الحركة أو الصراخ تنتظر أن تعبر النيران إليها لتشعل المياة معها فمظهرها لا بوحي بأن هناك شيء يخمدها..

عبر شريط حياتها أمامها فلم تجد سبيل للفرحة ولو ليوم واحد ولم تجد طريق تعود منه إليه لترتمي داخل أحضانه، فلا مأوى يحتضن قلبها سوى الحزن والتعاسة..

عاشت حياتها الأولى في خديعة وكذبة مريرة لم تعبر حلقها إلا بعدما أشعرتها بمرارة العلقم ثم أكملت وحيدة ليالٍ طويلة لم يكن انيسها الوحيد سوى الذكرى الراحلة التي لم تكن إلا احتلال لقلبها المسكين، لتأتي أخيرًا إلى مذاق القسوة والجنون ترتمي في أحضان الخوف والذعر وآنات الألم وعندما أتت الفرصة لتدلف إلى عرين الذئب الذي تحول إلى صياد حنون يمسد بيده المحبة على خصلاتها ويربت بكلماته على جدران قلبها تأتي النيران المندلعة في لحظة قسوة ضارية لتأخذ منها كل شيء وأولهم حياتها فلم تدرك حينها إلا أنها خسرت كل ما ملكته ولم تكتب الفرحة يومًا لها..

استمعت إلى صرخات عنيفة في الخارج أخذت قلبها من مكانه، شعرت بالذعر والرعشة سارت في أنحاء جسدها خوفًا أن تكون شقيقتها ومستها النيران تقدمت سريعًا دون تفكير لتخرج من المرحاض تلقي بنفسها في التهلكة لأجلها ولكن قدرها اسعفها جاعلها تقف على أعتاب باب المرحاض لترى "تمارا" هي من تصرخ محاولة الخروج من الغرفة والنيران تلتهم جسدها بقسوة..

انهمرت الدمعات من عينيها وهي تراها بهذه الحالة تصارع الموت محاولة النجاة، نهش الحزن قلبها وهي تنظر إليها في هذه الحالة لتستدير "تمارا" وهي تصرخ تنظر إليها بشر ومازال الحقد يملأ قلبها ولم يزول على الرغم مما هي به وجدتها "زينة" تتقدم منها تصرخ بعنف عليها تنوي على الشر فدلفت إلى الداخل سريعًا بخطوات متعثرة تغلق الباب من خلفها بالمفتاح من الداخل..

ازدادت ضربات قلبها سرعة وهي تستمع إليها تضرب على باب المرحاض بقوة وشعرت أن قدميها لن تتحملها إلى النهاية والدخان يدلف إلى المرحاض شيء فـ شيء لتسلب أنفاسها عنوة..

تعالت صرخات "تمارا" في محاولة منها للخروج من الغرفة ولكنها تعثرت في فتح الباب..

استمع "جبل" إلى الصراخ في الأعلى فرفع بصره ليجد غرفته مشتعلة والنيران تلتهم كل ما بها يخرج الدخان إلى الخارج بكثرة ولا يظهر أي شيء بها سوى اللون الأحمر..

سجينة جبل العامري "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن