الفصل السادس عشر

18.6K 1K 238
                                    

#سجينة_جبل_العامري
#الفصل_السادس_عشر
#ندا_حسن

"لم يكن شيء يحميني سوى صداقتنا، كنت أطلق النيران دون النظر خلفي لأني على دراية تامة أنك تُساندني، لم يُخيل لي يومًا أن تأتي الطلقة في منتصف قلبي منك"

لم يدرك ما قالته، يقف بجسد مُتصلب وعيون مشتعلة انطفأ بريق الغضب داخلها وحل محله الذهول التام والصدمة الخالصة يحاول فهم ما قالته واستيعاب ما يُشير إلى ذلك.. "عاصم"! كيف؟

تتحرك عينيه عليها بشك وحيرة في نفس الوقت، "عاصم"! إنه صديقه ومن يأمن له من بين الجميع ويعلم كل أسراره وخباياه حتى الذي لا تعرفهم عائلته..

"عاصم"! إنه دومًا عندما يدلف القصر تكن رأسه منخفضة عيناه تنظر إلى الأرضية محترمًا المكان الذي دلف إليه، محترمًا لصديقه وما بينهم..

كيف له أن يفعل شيء مشين كهذا مع شقيقته؟ هل خُدع به؟ هل فعل كل هذا أو غوته نفسه للإقتراب منها ونسيان أنها شقيقة "جبل العامري" وابنة جزيرة العامري..

تقدم منها بغضب وقسوة جاذبًا إياها من خصلات شعرها يرفعها للأمام لتقف أمامه مرتجفة البدن خائفة بشدة من القادم عليها مع شقيقها بعدما اعترفت بالكذب..

رفع وجهها له يرى عبراتها المنسابة من عينيها بغزارة ولكنه صرخ بها قائلًا وقبضة يده تشتد عليها:

-أنتي كدابة يا بت

ارتعشت أسفل يده مُتحدثة بصوت متعلثم خائف تناشدة ببكاء حاد:

-والله ده اللي حصل.. أنت بتكدب أختك علشان خاطر عاصم

أكملت موضحة القهرة على ملامحها وهي تنتحب قائلة:

-أنا هعمل كده في نفسي إزاي

صرخ دافعًا إياها للخلف بعدما وصل إلى ذروة غضبه فاقدًا أي ذرة هدوء به يرفع يده عليها صافعًا إياها بقوة شديدة جعلتها ترتد إلى الخلف أكثر ليتقدم هو منها مرة أخرى يجذبها قابضًا على ذراعها بقوة ألمتها:

-اومال ده حصل إزاي انطقي

ارتجف قلبها عندما شاهدته بهذه الحالة فأدركت إن لم تقنعه بما فعله عاصم ستكون هالكة لا محال:

-عاصم والله.. هو اللي عمل كده

نفض بدنها بقوة وهو يدفعها بكلتا يديه مستمر بالصراخ عليها وعيناه تفقد لونها الأصلي ووجه أحمر للغاية من كثرة الانفعال:

-عمل كده إزاي

رفعت يدها أمام وجهها تتحدث بضعف وتقطع خائفة منه:

-أنا.. أنا هحكيلك الحقيقة.. عاصم كان مفهمني إنه بيحبني ومرة

توقفت عن الحديث فصدح صوته المنفعل:

-مرة ايه انطقي

ابتلعت ريقها ورفرفت بأهدابها والدموع لا تتوقف عن الانهمار من مقلتيها، بللت شفتيها وابتلعت تلك الغصة المريرة التي وقفت بحلقها مرة أخرى خائفة من إخراج الكلمات:

سجينة جبل العامري "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن