غُربة

41 2 0
                                    

كانت ليلة غريبة! ليلة ما قبل السفر..
حربٌ اوشكت على البدء! كُنت على يقين أن ما سيحدث هو ما قدّرهُ الله لنا ولا أحد غيره سبحانه يعلم بما هو خير لنا..
شعورٌ بالضياع..بمجرد تذكري ان رحلتنا في اليوم التالي ولكننا لا نعلم ما هي الخطوة القادمة!
"تأجلت الرحلات لمطار مصراته"..
في اليوم التالي بعد الكثير من التردد والخوف بدأت رحلتنا إلى مصراته...الطريق كان طويلًا في طريقنا لمغادرة طرابلس كنت قلقة بعض الشيء فقبل خروجنا كانت القنابل لا تزالُ تُفجر والدماء تملأ الأنحاء!! لكنني كُنت على يقين تام أنّه لن يُصيبنا إلّا ما قدّرهُ الله لنا.
أُردد الدعوات واستودعتُ الله من في قلبي!
كُنت منشغلة بمُراقبة الطريق بصمت بينما تابعت حديث خالي ووالدتي واكتفيت أنا ببعض الكلمات!
كان كُل ما يشغل بالي هو ما الذي سيحدث ومتى تنتهي هذه الحربُ التي اشقت قلوبنا.
كل ما لدي هو الدُعاء وكنت على يقين أن الله معنا..
أن تغادر تاركًا أعزّ الخَلق على قلبك وأكثرهم حُبًا في مكان كهذا بعيدًا عنك يُشقي القلب بل يشقه على نصفين..
وصلنا أخيرًا مطار مصراته الدوليّ، بوابة التفتيش قبل المغادرة كانت الأسوء.. لم اشعر بشيء ولم اشعر حتى بالاجراءات دخلنا لقاعة الانتظار بعدها انتظرنا وقتًا طويلًا بل ساعات طويلة، الا يكفي طول الطريق؟
أخيرًا الحافلة وثُمّ الطائرة..المقاعد كانت مريحة وهذا كان الشيء المُطمئن في هذه الرحلة، مشاعر كثيرة!
هل سنُغادر هذا الوطن مُجددًا ؟ لوقتٍ طويل ؟ رُبما من يدري..بُعدٌ عن أحباب القلب مرةً أُخرى؟ شعرت بقلبي ينقبض وكان ما يطمئنني هو ان الوقت سيمضي سريعًا فكان الحلُّ هو النوم..
أتعرفُ شعورًا.. يذكرك بالطفولة؟ بأحلام خجولة؟ بالبدايات الأولى؟؟ شعور أول كلمة..أول نجاح..أول خطوة!! حُضن صديق؟ منزلُ الطفولة..
من المؤلم حقًا أن ترى وطنك يحترقُ امام عينيك والأكثر ألمًا أنّ الجميع يُفكر في نفسه فقط..
حين تُغادر وطنك فأنت لن تتبنى وطنًا غيره ولن يعود وطنك مُجددًا!
ولكن غريبٌ في وطنه بين أهله خيرٌ من غريبٍ وسط الغُرباء! 
اللّهم اجعل هذا البلد آمنًا اللّهم استودعك وطني ودائعك التي لا تضيع 🫀🫂

لِكُلّ همٍّ شريك..🥀Where stories live. Discover now