1

1.1K 13 3
                                    

الرواية قيد الكتابة اول ما تنزل الكاتبة باذن الله بنزل الجديد 


مع أصوات العصافير الصباح ورزاز المطر و ونسة حبوبة مع جدو فوق راسي ، يومي ببدا كدة أول ما امد يديني عشان اتمطا حبوبة بتقول لي سندس ، قومتي يا بتي !

عارفة انه حبوبة بتستهبل وبتكون منتظراني اصحى بفارق الصبر ، و دة واضح من هبشيها لشعري و دققتها لي اضاني الشمال دايما ..

بصحى واول حاجة بسويها اني ابوسها في جبينها و اقول ليها يُمى اصبحتي كيف!

...

عشتا في مروي زي تلاته سنين من رجعتي لي ايرلندا ، بمشي الجامعه و برجع مروي في الاجازات و في كل مرة بلقى فيها فرصة اني ازور مروي .. الجمعة والسبت و اسابيع المظاهرات ، بقيت متعودة كل ما القى فرقة بجي جاريه مروي ، خلاص دي اخر سنة في الجامعه وحأتمها على خير ، و الليلة دة اخر يوم و حأرجع الخرطوم .. عشان كدة الوقت كلو بكون مبارية حبوبة ، بالأصح يُمى ، بقيت اناديها زي ما سامية واحمد بنادوها وبنادوا جدو يابا ..

يمكن انا الوحيدة البعوض حنان الأب و الأم بي حبوبة و جدو .. في اي حاجة بتعملها انا بحاول اقلدها ، علمتني كيف أسوي ملاح تقلية براي ، و ملاح نعيمية و بتقول لي يدك طاعمة حأعلمك الكسرة والعصيدة لمن تنتهي من الجامعة ، عشان تكوني جاهزة لعريسك تب ! ..

بقول ليها حبوبة انا ماحاعرس وحاقعد معاكم هنا ، وهي بتصر على اني حأعرس عرس سمح كمان ..

بنقعد نتناقش كدة و بخسر بإصرارها علي ، رغم اني فعلا ما عايزة اعرس بعد قريت القراية المرهقة دي نفسي اشتغل و يكون عندي بصمة في المجتمع و الناس كلهم يتذكروا سندس بعد تموت ، ورغم حواري الطويل دة لسة حبوبة مصرة اني حأعرس واجيب اطفال وابقى احن ام في الدنيا ، زي ما بتسميني الحنينة ، وانا حقيقة ماعارفة هل انا حنينة ! ولا هي شايفاني كدة براها لاني بت ابراهيم ..

...

قمتا الملم في شنطتي ، واتجهز للطلوع بعد ما فطرنا بي قراصة بالدمعه عملتا سامية ، و احمد جهز عشان يوصلني الباص .. وانا جوة لبستا فستاني الطويل و لبستا اول التوربان وبعده لفيت الحجاب و قعدتا اعاين في المراية المكسورة حقت حبوبة ، كيف انه البنت بتبقى حلوة كدة بالحجاب ؟ و كيف الطرحة دي بتزيد جمالها !

بهبش في خدودوي و وشي البقى مدور بعد لفت الطرحة ..

كيف الحجاب بديني احساس الاحتواء لنفسي !

انا حقت نفسي بس ، الخصوصية البشعر بيها بعد ما البس الحجاب مختلفة تماما عن الاحساس الكنت بحسه بدون الحجاب ! ..

الحجاب هو الأداني الخصوصية دي ، وانه انا ملكة نفسي ، وانه شعري و ملامحي كلها لمن تتغير بدون طرحة فهي من حقي و من حق زول واحد حيشاركني حياتي ، فكيف قطعة قماش صغيرة قدرت تخلق جواي سعادة كبيرة كدة واحتواء لنفسي ..

قاطعني احمد وهو بقول لي ( احم احم ) سندس العاجابها روحها ، كفيت المراية على وشها وقلت ليهو احمد الزول مايعاين معاكم ؟

قال لي قومي لاننا اتاخرنا ، البسي شنطتك دي و ابقي مارقة ، مش شنطك ديل ياهم؟ قلت ليهو ايوة ديل ياهم .. مرقت وراهو وهو شتيل شنطي للبوكس ، وحبوبة مع جدو في الحوش بستهم وحضنتهم سوا وقلت ليهم انا ماشة ، قال لي جدو دعواتنا معاك الله يوفقك وينجحك و تبقي من الأوائل ، قلت ليهو بس ياجدو ماتنسى بعد القيام تدعي لي ، قال لي الله يباركك يابتي ..

وحبوبة اكتفت بي انها تضمني شديد وتوصيني على الصلاة ما اقطعها و لا افطها وعلى الاكل و صحتي ..

قمتا على حيلي من الواطة و سلمت على مرت عمي و سامية و طلعت مع احمد لموقف البص ، انتظرته يدخل الشنط تحت في مكانها في البص و قال لي خلي بالك من روحك و مشى ..

ما قادرة افهم احمد بيعاملني باللطف دة لانه شايفني اخته الصغيرة و لا عندو مشاعر لي ؟ بالنسبة لي انا معجبة بيهو جدا وبي شاهمته وبي شخصيته لكن مافي زول قدر يشيل من قلبي حتة غير محمد ، والمشاعر الحسيت بيها اتجاه محمد ماقدر زول تاني يحسسني ليها ..

الحمد لله ، انا وين و محمد وين هسي! ..

..

طول طريق مروي للخرطوم وانا بفكر في نور صحبتي مالاقيتها بعد ولادتها لمحمد ولدها ، ماقدرت ازورها في بيتها .. فأول ما أصل الخرطوم حأزور نور في شرق النيل واشوف ولدها وأباركه ليها .. بالنسبة لي نور نموذج للمرأة المكافحة ، اتخطبت واتزوجت و وولدت و هي من اوائل الدفعه !

و انا لو حبوبة جابت سيرة عريس بحس اني حأعيد السنة و لا اشيل مواد .

فالبنسبة لي نور من النساء القويات ، ماقدر راجلها يوقفها عن جامعتها ولا قدر يحميها القراية ..

عموما العرس في السودان صعب ، الاختيار صعب و موافقة الأهل صعبة ، و الأصعب من دة كلو المجتمع البكون منتظرك بتين تعرسي ، حقيقة انا الماعشتا كتير في السودان بقيت بعاني من السؤال في مروي ( متين العرس ) يابت كبرتي خلاص ، اذا اتخرجتي مافي زول حيعاين ليك تاني !

انتي مانفسك تعرسي؟ البت البترفض العرسان عندها سببين يا اما غلطت مع زول يا اما لا سمح الله تكون ماطبيعية ! يابت انتي عندك زول غاشيك ؟ يابت الحب دة كلام فارغ وما ببني بيت !

و الكلام الكتير البسمعه لمن امشي مروي من جيرانا ومن اهلنا ، انا ماعارفة هم شايلين همي بالجد ! و لا بس نفسهم يتكلموا و يمسكوا سيرتي !

بالنسبة لي الحب هو الرابط الحيخليني استحمل راجل اعيش معاهو باقي عمري ، حاعيش كيف اربعين او خمسين سنة مع راجل ما عندي لي مشاعر ؟

الحب اذا كان قبل الزواج او بعده فبالنسبة لي هو رابط الزواج المهم ..

انا نفسي اعيش زي السيدة عائشة ، من حقي كمسلمة افتش على الراجل الأخلاقه بتشبه اخلاق النبي محمد ..

رغم اني مقتنعه انه ماعندو شبيه ، الا اني مصممة اتزوج الاخلاقه قريبة ليهو و لو شوية ! ان شاء الله يكون شايل ربع منها ، المهم يكون بحب النبي محمد زي ما انا بحبه و اكتر ..

إلى أرض تاسيتي.. قيد الكتابةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن