2.

333 22 3
                                    

و أصبح الخوف و الخجل بداخلي أضعافاً مضاعفه
و أصبحت جرأتهما أيضاً أضعافاً مضاعفه

فأصبحا لا يهتمان بالمكان الذي نحن فيه ، سوا في
منزلنا أو منزلهم فقد كانا يستطيعان دائماً
الوصول إلي أهدافهما .


في مثل هذه السن لم أكن أسمع قط عن كلمة " تحرش "
و لم يكن يعي ذهني تعبير إساءة جنسيه أو إستغلال
الأطفال ، لم أكن أعرف قط أن هذا النوع من الإعتداء
الذي يجب علي التصدي له

الاني ببساطة تخليت أنه يحدث معي أنا فقط ، و
تصورت أنني الوحيده في هذا العالم التي تمر
بهذه اللحظات الرهيبة

و طبعاً لم يكن ملجأ كل هذا في تفكيري إلا لشخصي
فقد شعرت وقتها أنني أنا الشخص الخطأ و من الأكيد
أن هذان الصبيان لمسا في أنا عيباً معيناً جعلهما يجرؤان
على فعلهما هذا معي .

و يوماً بعد يوم ، أخذ الشعور بالذنب و الحقارة
ينمو بداخلي ، و أصبحت أشعر لست تلك الطفلة
البريئة ، بل أنا شخصية قذره مدنسه تحيا وراء
ستار من الطفولة .

أصبحت أشك في نفسي و ألومها و أحتقرها ، أصبحت
لا أستمتع أبداً باللعب مع رفيقاتي كما كنت أفعل سابقاً

رغم أنه لم يمر الوقت الكثير على هذا العهد ، فأنا
لم أكبر عما مضى سوى عام واحد ، إلا أني أشعر
الآن بالزيف و الحقارة اللذين يمنعاني أن أواصل حياتي
متظاهرة بأن شيئاً لم يكن .

ثم اصبحت أجرأ بعض الشيء فإحساسي الداخلي
بالدناءه هذا ، جعلني أشعر أني أصبحت مثل
هذين الدنيئين ، لهذا كانت تأتيني الجرأة أحياناً
لأصرخ في وجهيهما ، أو أن اصفع أو أركل أحدهما

فقد شعرت أني أصبحت فردا من تلك العصابة الملوثه
مما أكسبني الجرأة معهما بعض الشيء ، لكن هذا
الإحساس لم يكن كافياً أبداً ليمحو الضعف و الخوف
و الوحدة الفظيعه من داخلي ، فقد كنت كل مرة
أزداد رهبة من مجرد ذكر فكرة مصارحة أحد بما يحدث معي .



إلي أن جاء يوم أجاتني فيه نجدة السماء ،
و قرر والدي أن نعيش في كوريا حيث منشأ والدتي

و حينها تنفست الصعداء ، فلن أرى هذه الوجوه
البغيضه مرة أخري و لن أكون مضطرة للاكتواء
بنارها بعد الآن.

و لكن هل تراني عُدت أدراجي كما كنت ، الفتاة صاحبة
الثماني سنوات ؟ .... أبداً ، ظل نفس الشعور بداخلي
كما هو ، بل أخذ ينمو مع الوقت .

فكنت كلما نظرت في عيني أحد والدي ، أشعر أنني لست
إبنتهما التي يعرفانها و يحبانها ، كنت أشعر بالخيانه
نحوهما و اني أخدعهما و أني أخفي عليهما سراً لو
عرفاه ما نظرا في وجهي مرة ثانية.

و كنت كلما نظرت لنفسي في المرآة و أنا أرتدي
ملابس جديده أحضرها إلي والدي ،كنت أري
إنسانه ملوثة حقيره.

ضحية مُتحرش //𝐒𝐞𝐨𝐤𝐉𝐢𝐧حيث تعيش القصص. اكتشف الآن