Part 24

109 9 3
                                    

داخل الغرفة البيضاء التي تعج برائحة المنظفات
يستلقي سيهون بهدوء وقد مرت عشرة أيام كاملة ولم تكن هناك أي علامة تدل على إستيقاظه

فتح كاي باب الغرفة واتخذ مقعدا وكعادته كل يوم بعد أن ينتهي من العمل يقضي الليل كله معه ولا يخرج إلا عند بزوج الفجر الأول

عينيه تشكلت حولها دوار سوداء تظهر قلة نومه والإرهاق بادئ عليه وملامحه راكدة كــ ورق شجر بهت رونقه وتساقط في الشتاء

جالساً بجانبه مال عليه يبعد خصلات شعره عن وجهه
كل يوم يأتي بأمل أن يرى تلك العينين حيوية مستيقظة وفي نهاية اليوم تتداعى جميع أمنياته

عينيه محمرة ومشاعره مبعثره وغير مستقرة يشعر بالغضب ، الحزن ، الشوق ، الاستياء والحب
أقترب وتحدث بحنق وكأن سيهون يسمعه
" لن أنتظِرك ولم أعُد الدقائق الخالية مِنك ، لم أنتحِب علی فُراقك ولن يسقُط دمعي ، أنا سعيد وأنام قرير العين كل ليلة "

قبض الألم صدره وغرز خيوطه ينسج شبكة غير مرئية حول قلبه يحتجزه داخل بقعة حالكة

عض شفتيه وأغمض عينيه وقال بصوت باكي متشبع بالأسى
" أنا كاذب وحزين جداً ، جفَ الدمعُ وغادرني النومَ ، كُل شيء بي باردٍ يفتقر للـِحياة ويُتعبني حتی أنفاسي التي تدخُل صدري باتت تؤلمني"

ما يشعر به لايوصف
هو مرهق ويختنق يناضل حتى لا يغرق ثم لا يجد سبيلاً لينجو

كابوس !
كل مرة يتهيأ له أنه يحلم ولكنه حتى لو صفع نفسه مراراً وتكرارا لن يستيقظ لأنه يدرك هذا واقع

وياللهي كم يشعره هذا الواقع بالسقمِ
يتنفس كما لو أنه يحتضر ويبكي وكأنه على وشك تقيؤ قلبه

ضعيف وواهن .

باهت .

كــ أرض قاحلة .

عشر أيام مِثل عشر سنين عُجاف .

لأن الحياة والوقت لا يعنون شيئاً له من دون سيهون
فلا حياة من قبله ولا من بعده

وضع أنفه على وجنة سيهون يشتم رائحته ويتمتم مكتئبٍ
" كان خطئي أنا مخطئ أرجوك حبيبي أفتح عينيك"

أمسك كاي يده وأبعد جسد سيهون قليلاً واستلقى يضع رأسه على صدره يتشبث به مثل طفل صغير خائف

في البداية لم يكن سيفعل ذلك لأنه لم يرد أن يضايق سيهون بسبب حجم السرير الصغير ولكنه في النهاية وجد نفسه ينقاد وراء حاجته الملحة لقربه

عَطَب _ Damageحيث تعيش القصص. اكتشف الآن