Part 21

129 7 85
                                    


أصوات المعلاق التي ترتطم بالصحون تكسر الهدوء بين الأم وأبنها فهما غالباً لا يتحدثان كثيراً

هذا المنزل الذي لطالما كان حيوي
سواءً بتذمرات آيان أو توبيخ إيلا الصارم وحتى ضحك كيونغسو الذي يحمي أخيه من ضربات والدته

كيونغسو
والذي منذ رحيله بات كل شيء بلا معنى وكأنه سرق الألوان المشرقة لهذا المنزل تاركاً الرمادي البارد

مثل الشخص الذي فقد صوته .

كالأغاني بلا موسيقى .

مثل تساقط الأزهار في الشتاء .

أجوف وبارد .

نظر آيان لأمه التي زارت خطوط قليلة من الشيب رأسها
وبعض التجاعيد الخفيفة على زوايا عينيها وتذكر أنها أكلمت عامها الخامس وخمسين هذا العام

مازالت جميلة رغم الحزن الذي جعل الكدر والبرود يغلف ملامحها ولكنه لم ينتقص منها كما لو أن هناك هالة من الأناقة النبيلة تطوف حولها

أعاد آيان كلمات بيكهيون في رأسه فهو كان يحثه منذ مدة طويلة على الحديث معها وأخبره أن الهروب لن يكون حل وعليه أن يفعل شيئاً

أما أن يواصل الصمت ويسمح لهذه العلاقة أن تغرق أو يضع الضغائن خلفه ويحاول الاستماع لأسبابها ويرى القصة من طرفها

تجاهل حديثه مرار وتكرارا لأنه كان خائف من فتح دفاتر الماضي وخائف من مشاعره السقيمة

ولكن الآن حتى يعيش حاضره عليه أن يدفن الماضي مرة وللابد من أجل المستقبل

وضع آيان معلقته وأعتصر طرف الطاولة حتى أبيضته مفاصله وشعر بظهره يقطر عرق بارد دليلاً على توتره
"  أمي "

رفعت إيلا رأسها بسرعة
عينيها لمعت بشيء من الصدمة عدم التصديق وحتى ممزوجة ببعض الفرح والأمل

لأن آيان لم يخاطبها بهذه النبرة منذ أخر كريسماس قبل عدة سنوات وجميع أحاديثهم مختصرة وروتينة

أبتلع آيان ريقه
خائفاً من أن تكون هذه المرة الأخيرة التي يناديها بأسم أمي
فما سوف يقوله الان قد لا تتقبله والدته إطلاقاً

لاحظت آيلا أرتباكه
شجعت نفسها وطردت خوفها من الرفض ثم أمسكت يده وضغطت على كفه بخفة تحثه على الحديث

نظر آيان اليها بهدوء وقال بحذر
"  أنا أواعد رجل"

حول بصره الي كفه منتظراً صراخها أو أن تغادر يدها كفه ولكن لاشي لم تفعل ولا شيء فقط أعطته إبتسامة ناعمة ومطمئنة

عَطَب _ Damageحيث تعيش القصص. اكتشف الآن