الفصل العاشر

37 8 7
                                    

خلال حياتي لم أسعى للكمال أبدا أردت فقط نهاية ترضيني في كل طريق أدخله ....ولكن كالعادة تخذلني الحياة ويجرفني الواقع إلى جانب الطريق

                                                         مريم حسين

لدى ميسم خرجت من الشركة وما زالت الصدمة تستحوذ عليها وتفكر ماذا ستفعل هل ما رأته حقيقة أم حلم يجب أن تعلم من الذي راته هل هو شقيقها كيف لم يتعرف عليها كادت أن تصعد إلى السيارة ولكن عادت أدراجها إلى الشركة وذهبت لموظفة الاستقبال وهي تحاول أن تكون ثابتة
ميسم وهي تحاول رسم الابتسامة على وجهها :
هل من الممكن أن أسئل سؤال صغير
الموظفة برسمية :
بالطبع تفضلي
ميسم بثبات خارجي :
هل مدير هذه الشركة يدعى كنان
الموظفة :
أجل لكن ليس بمفرده بل شريك مع السيد تميم وجواد
ميسم :
منذ متى وهم شركاء
الموظفة باستغراب لهذه الاسئلة وكأنها في تحقيق :
في بداية كان السيد تميم وجواد فقط شركاء ثم أصبح السيد كنان شريك لهم ايضا لماذا تسألين هل يوجد مشكلة
شعرت ميسم بمشاعر مختلطة من الخوف والفرحة وشعرت أن تفكيرها صحيح :
لا لايوجد مشكلة لكن أرجوكي اجيبي على هذا السؤال فقط من متى وأصبح كنان شريك لهم
أجابت الموظفة بما أثلج قلبها :
تقريبا من أكثر من ستة سنوات
وهنا ازدادت شكوك ميسم بأنه أخاها لا محالة فهم فقدوه منذ سبعة سنوات تقريبا إذا لما لا يكون شقيقها
شكرتها بامتنان وخرجت مسرعة إلى سيارتها وهي تقرر لن تغادر هذه البلد قبل أن تتأكد أنه أخاها

                      ـــــــــــــــــــــــــــ
سرت كل حياتي على مبدأ الحفاظ على كرامتي ومبادئ
وما زلت هكذا ولكن دائما تنبت بذرة الخوف بداخلي أن يأتي ذلك اليوم التي أنسى فيها وعودي وأقع فيما كنت أخشاه.

في المشفى التي تعمل بها رحيق ونرجس كانت نرجس جالسة في مكتبها مع إحدى المرضى وتحاول مساعدته كالعادتها بكل الطرق فهي دخلت مجالها عن حب ويقين بأن تساعد كل شخص محتاج وضائع في طريقه وكان سبب إختيارها الرئيسي هو شقيقتها وردة على الرغم من مرور السنوات على مرضها إلا أنها تملك اليقين بأنها ستشفى يوما وتعيش حياتها من دون خوف من أي شيء
نرجس بهدوء وهي تخاطب الجالس أمامها:
إذا ما هو شعرك بعدما واجهت زوجتك بمخاوفك
الرجل الجالس أمامها :
شعرت بالارتياح وكأن ثقل كبير كان فوق صدري وإنزاح
نرجس بابتسامتها المعهودة :
هذا هو المطلوب لا تدع الخوف والشك يدخل قليك اتجاه زوجتك او أي احد من عائلتك فأي خطأ صغير مقصود كان أم لا من الممكن أن يهدم بناء عائلتك التي سعيت دائما في بنائها المهم أن تكون الثقة والمودة موجودة بينكم والأن لن أقول لك ماذا تفعل اتبع قلبك ليرشدك إلى ما تريد وفي الجلسة القادمة سنرى النتيجة
شكرها الرجل وخرج إلى منزله أما نرجس أراحت رأسها على الكرسي وهي تبتسم بسعادة تشعر بها كلما قابلت نتيجة إيجابية مع مرضاها قاطع سعادتها وهي تسمع إلى أصوان ضجيج بالخارج قطبت حاجبيها بإنزعاج
وخرجت لترأ ماذا يحدث
نرجس لإحدى الممرضات :
ماذا يحدث من أين قادم هذا الصوت
الممرض باستعجال وهي تركض :
يقولون أنه يوجد حادث سير على الطريق والإصابات بليغة
ذهبت نرجس وجلبت حقيبتها ومعطفها من داخل مكتبها فهو على أية حال موعد خروجها إذا ترى ماذا يحدث وهي ذاهبة ولكن أثناء سيرها رأت أحد ما يتشاجر مع الممرضات وهو يصرخ بهم
الرجل بصراخ :
الا ترينه يموت قلت لكي أنقظيه هو أولاً
الممرضة بخوف :
يا سيد أنا لست طبيبة بل ممرضة الطبيبة ستأتي في الحال
نرجس بهدوء :
ماذا يحدث هنا
الممرضة بارتباك :
حضرة الطبيبة هذا الرجل يريدني أن أنقذ طفله وهذا ليس عملي
تحدثت نرجس وهي ترى رحيق قادمة باتجاههم وهي تمسك سماعتها بيدها :
لا تقلق ها هي الطبيبة قادمة وسوف تتصرف
بالفعل أتت رحيق ورأت حالة الطفل
رحيق باستعجال للممرضة :
إلى طبيب الأشعة فورا وجميع المرضى إلى الطورائ لنعاين الحالات أما المرافقين ليذهبوا إلى الإنتظار من أجل الضجيج وتركته وذهبت للنقل المرضى للطورائ
وهكذا تعاملت مع الحالات كما تفعل دائما
نرجس لرحيق :
لقد انتهى عملي وأنا سأخرج هل تريدين أي شيء مني
رحيق وهي تعاين المريض :
لا إذهبي أنتي أنا سأتاخر كما ترين و دعي الفتيات ينامون باكرا من أجل الإمتحان غدا
ميسم وهي ترشل لها قبلة في الهواء:
حسنا إلى اللقاء أيتها الطبيبة
وصلت نرجس إلى المنزل كانت جميع الفتيات قد ذهبنا للنوم عدا وردة التي كانت جالسة في الصالون وهي تدرس
نرجس وهي تقبلها من وجنتيها:
مساء الخير حبيبتي
وردة بإبتسامة :
مساء الخير أين رحيق ألم تأتي معك
نرجس بانهاك وهي تلقي جسدها على الأريكة :
لا يوجد الكثير كن الحالات اليوم لذا ستتأخر قليلا
أكملت وهي تنظر بأرجاء المنزل أين البقية لما المنزل هادئ هكذا
وردة :
خلدوا جميعا للنوم من أجل الإستيقاظ باكرا غدا
نرجس باستغراب :
عجبا في العادة لا ينامون إلى إذا صرخت بهم رحيق
لما أنتي مستيقظة إذا
وردة يحزن :
أنسيتي أنا لست طالبة جامعة فلا يوجد لدي إمتحان غدا
اعتدلت نرجس في جلستها عندما لاحظت نبرة الحزن في حديث شقيقتها :
ماذا هناك إن لم تكوني طالبة جامعة العام القادم إنشالله ستكونين بالجامعة
وردة بيأس :
حقا أتظنين أني قادرة على فعلها
نرجس بقوة وتشجيع :
ولما لا مالذي يقف في طريقك لا تدعي اليأس يسيطر عليكي أنت طبيعية لا يوجد ما يقف أمامك حققي ما تريدين
أجابت الأخرى :
ولكن إلى الأن لا أستطيع تخطي الماضي
نرجس بحزن على شقيقتها الصغرى :
من قال هذا بل أنتي تتقدمين للأمام دائما في البداية كنت لا تستطيعين النوم والأن انظري تنامين مرتاحة البال وايضا لا تنسي الكوابيس التي كانت تراودك قديما
والأجابة كانت بانتظارها :
ولكن ما زلت أرى الكوابيس
نرجس وهي تدخل في خطوة علاجها :
أعلم و جميعنا نعلم أن والدانا توفيا بمجريمة قتل لا حادث سير كما ذكر في الماضي وأيضا أنتي الوحيدة الني تمسكين الدليل على إمساك برأس الخيط المجرم
شعرت الأخرى بالخوف من تذكر تلك الأحداث التي تحاول نسيانها فقررت الهروب منها :
حسنا سأذهب للنوم هل تريدين شيئا قبل أن أذهب
نرجس بيأس من هروبها الدائم :
لا إذهبي ولكن ما رأيك غدا بعد أن بذهبون الفتيات
أن نذهب أنا وانتي للخروج والتجول قليلا
وردة:
تعليمن أنني لن أستطيع الاختلاط بالناس
نرجس بهدوء وهي تجذبها لأحضانها:
حبيبتي لن نذهب لمكان مكتظ بالناس بل سنذهب للأماكن الهادئة نتجولن قبل أن تبدأ إمتحاناتك
وافقت الأخرى على طلبها فهي تثق بها كثيرا

وللحكاية بقية
                  ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
لا تنسوا التصويت وإنشالله لقاءنا الجمعة القادمة










أزهار في قلوب قاحلة (جاري تعديل السرد ثم إستئناف الرواية في بداية الشهر القادم)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن