الفصل الثاني عشر

42 7 9
                                    

الأيام تمر وعقارب الساعة تسرع ولكن نحن ما زلنا في نقطة البداية لا نتحرك منها أبدا وكأننا ننتظر رياح الشتاء لتجعلنا نتحرك من أماكننا هكذا نحن دائما لا نتقدم إلا بعد أن نخسر شيء ما أو نطمع في شيء أخر
دائما نحتاج  إلى دافع لنستمر في التقدم
                                                         مريم حسين

في الساعة الخامسة مساءاً كان قد عادت جميع الفتيات
من الإمتحان ونرجس و وردة التي شعرت بالسعادة اليوم ولكن على النقيض رحيق التي لاحظ الجميع شرودها صاحت بها نرجس بعد أن وضعت طعام على الطاولة ليتناول بعد هذا اليوم المتعب:
رحيق رحيق يافتاة
انتبهت رحيق لها ونظرت إلى نفسها يبدو أنها شردت طويلاً فالعشاء أصبح جاهز والجميع قد أبدلوا ملابسهم إلا هي مازالت على جلستها منذ أن أتت أجابت نرجس:
أجل ماذا هناك
نرجس باستغراب لحالها:
هل أنتي بخير ناديتك كثيرا ولكن يبدو أنك لستي هنا
أجابت الأخرى بثبات حاولت التحلي به حتى لا تقلق أحد :
أجل بخير لا تقلقي
جلست جوري بجانبها :
لا لست بخير أنتي حتى لم تسألين كيف كان الإمتحان اليوم هذه أول مرة تفعلينها
رحيق بحزن حقيقي :
لاتقلقوا فقط يوجد في المشفى حالة عزيزة علي لذلك أشعر بالقلق قليلا هيا تناولوا الطعام سأذهب لأبدل ملابسي ثم أعود وبالفعل ذهبت وهي تحمد الله أنها تماسكت أمامهم وبعد العشاء ذهبت كل واحدة إلى غرتها منهم لتنام ومنهم لتدرس
                     
                         ♡♡♡♡♡
أما لدى ميسم التي تفكر كيف ستتقرب من كنان لتعلم عنه معلومات أكثر قررت أن تذهب غدا للشركة وتخترع حجة لبقائها وفي الصباح اليوم التالي وصلت إلى باب مع وصول الشباب معاً الذين استغربوا وجودها  عدا تميم لم يستغرب لأنه كان يعلم يتأكله الفضول ليعلم لماذا لم تسافر
شرد في ليلة البارحة عندما كان جالس على سريره يفكر في طريقة لإبقائها هنا حتى أنه كلفة رجاله بأن يفعلوا أي شيء مقابل أن لا تصل إلى المطار في موعد إقلاع الطائرة ولكن أصابه الإندهاش عندما علم بعدم حجزها للتذكرة وعدم خروجها من المنزل للذهاب للمطار شعر بالسعادة ولكن استغراب أيضا
فاق من شروده على صوت جواد بجانب إذنه وهو يهمس له:
ماذا فعلت لكي تبقى ولا تسافر
تميم بهمس هو الأخر وعيناه على تلك التى تنظر له كما يظن :
صدقني لم أفعل شيء ولا أعلم لما لم تسافر
أما ميسم عندما رأتهم قادمين نحوها وقفت وهي تنظر إلى كنان الذي كان يقف خلف تميم وهو ينظر لها أيضا بغرابة قطع الصمت صوت جواد:
صباح الخير أنسة ميسم كيف أصبحتي
ميسم بهدوء:
صباح الخير بأفضل حال الحمدالله
تميم بثبات وهو بداخله سيرقص من الفرحة لوجودها هنا :
أمر عجيب لماذا لم تسافري
ردت الأخرى بغيظ منه فهي كانت تحاول إيجاد سبب لعدم سفرها :
هل سنتكلم هنا لنصعد إلى الأعلى أليس أفضل
تميم :
بالطبع هيا بنا
واستقلوا جميعهم المصعد
وعندما وصلوا اقترح عليهم جواد لشرب شيء ما
جلست ميسم على الكرسي وهي تقول:
أنا لم أسافر لانني سأكمل العمل هنا وعندما ينتهي سأذهب
تميم بسخرية :
حقا ما الذي غير رأيك من البارحة إلى الأن
نظرت له ورحيق بضيق وأجابت :
كل مافي الأمر أن الشخص الذي سيأتي مكاني حصل له ظرف ما لهذا سأبقى أنا
وهذه المرة أجاب جواد وهو يرى فرحة صديقه  :
هذا جيد لا تقلقي لن يطول الأمر فقط أسبوعان أو أكثر وبعدها تعودين إلى حيث بلدك
ميسم بتسرعة لامت نفسها عليه لاحقا:
لا يوجد مشكلة حتى إن بقيت أطول من ذلك
وهنا أجابها كنان الذي كان يأخذ وضع الصامت :
مثلما علمت أنكي كنت على عجلة من أمرك للذهاب بأسرع وقت
ميسم وهي تحدق بوجهه بدقة لدرجة أن الجميع لاحظ ذلك :
لا شيء فقط أنا أريد ذلك
شعر تميم بالغضب والغيرة من تحديقها بصديقه هكذا
كان يريد أن يقتلها الأن فغيرته شديدة ولا يستطيع التحكم بغضبه دائما
أنقذ الموقف جواد الذي قال :
أنسة ميسم ماذا حدث بالأشخاص الذين يتعقبونك
ميسم وهي تفيق من تحديقها بكنان أجابت بارتباك من نظرات تميم الغاضبة:
لا أعلم لم ألاحظ أحد عند عودتي البارحة ولا حتى صباحا
جواد بهدوء :
لا تقلقي أرسلت حارسين خلفك ولم يكن هناك أية أحد يبدو أنك كنت تتوهمين
ميسم :
ربما ثم لا تضع الألقاب بيننا نحن إخوة نادني ميسم فقك أنت والأخرين قالت ذلك وهي تلتفت إلى كنان تريد أن تشعر به كشقيقها وان تتقرب منه حتى تعلم إن كان هو
صاح تميم بغضب :
لا أنا أحب الرسمية وجميعنا كذلك أيضا
شعرت ميسم بالحرج من حديثه ولكن عندما لاحظ كنان ذلك أراد أن يزيل هذا الحرج عنها
كنان بمزاح :
ولكن أنا أريد أن يكون لي شقيقة مثلها أنظر كم هي جميلة ولطيفة أليس كذلك جواد
واكد جواد على حديثه لينقذ ما فعله صديقه الأحمق فبهذه التصرفات لن يتقرب منها أبدا
ولكن ميسم كانت في عالم أخر عندما أقر كنان أنه يريد أن تصبح شقيقته وأجابت بسعادة بالغة مرسومة على وجهها :
حقا إذا من الأن أنت كنان فقط وأكملت لكي لا يلاحظوا تميزها لكنان وأنت جواد والسيد تميم إن لم يحب لن أناديه أبدا
شعر تميم بالغيظ منها فخرج غاضبا لحق جواد بصديقه بعدما أخبر كنان أن يريها لميسم مكتبها الذي ستعمل به هذه الفترة بعد خروجهم ساد الصمت في المكان فميسم تفكر كيف ستتقرب منه وكنان يشعر أنه رائها في مكان ما وأنها قريبة منه ولكن للأسف هو فاقد الذاكرة حتى وإن كانت قريبة منه لن يتذكرها
قررت ميسم قطع الهدوء السائد بالمكان :
إذاً كنان ألن تأخذني إلى مكتبي
أجابها الأخر :
بالطبع تفضلي معي ولكن أشعر أنني رأيتك في مكان ما
شعرت الأخرى بالسعادة بكونه بادرة بالحديث وردت :
حقا وأنا أيضا ولكن لا أتذكر
كنان بإحباط :
ماذا حتى أنتي فاقدة الذاكرة
تفأجات ميسم ماذا يقصد بحتى أنتي
ميسم بصدمة :
فاقدة الذاكرة هل أنت فاقد الذاكرة أرجوك أجبني
كنان باستغراب من تصرفها :
أجل ماذا في ذلك
ميسم وهي تقترب منه :
منذ متى وأنت فاقد ذاكرتك وكيف حصل ذلك
ازداد استغراب كنان وهو يجيب :
منذ زمن تقريبا سبعة سنوات ولكن ما بكي لماذا تصرفين هكذا وأكمل فجأة هل تعرفينني
كانت ستجب ولكن قاطعها دخول تميم وجواد المفاجأ
تميم بارتباك من وقفتهم :
ماذا يحصل هنا
أجاب كنان بثبات وهو ينظر له :
لا يحدث شيء فقط كنت أوصل ميسم لمكتبها كم قال جواد والأن هيا بنا لندعها تتعرف على الكتب بمفردها
خرجوا ثلاثتهم ولكن نظر كنان نظرة أخيرة لميسم وكأنه يقول لم ينتهي حديثنا بعد
جلست ميسم بصدمة بعد خروجهم وهي لا تصدق الأم تأكدت أنه شقيقها وعلمت لما لم يتعرف عليها إنه فاقد للذاكرة يجب أن تعلم ماذا حصل معه وكيف وصل به الحال إلى هنا وقررت أن تسأل تميم وجواد بعد أن تتكلم معه
                       ♡♡♡♡♡♡♡♡♡
أما لدى الفتيات استيقظوا صباحا للذهاب للإمتحان
ولكن اليوم ستبقى وردة بمفردها
رحيق لوردة وهي تعيد الكلام أكثر من مرة:
انتبهي إلى نفسك ولا تخافي سأحاول القدوم سريعا من العمل
وردة بملل من تكرار الحديث :
لا تقلقي سأكون بخير هيا اذهبي ستتأخر الفتيات بسببك
رحيف وهي تضربها على رأسها بخفة :
بسببك ها لنرى من سيجلب لك الروايات والكتب التي تريدينها
وردة بلهفة فهؤ عاشقة الروايات :
لا ليس بسببك ولكن لا تنسي رواياتي
ضحك رحيق وهي تذهب إلى الخارج بينما ذهبت وردة لتدرس قليلاً فلم يتبقى سوا يومان للإمتحانات الثانوية
وبعد ما يقارب ثلاثة ساعات شعرت بالملل فقررت الخروج للحديقة قليلاً لتسقي أزهارها وتنظفها وبالفعل خرجت وجلست بين الأزهار وكانت أجمل زهرة بينهم
ولكن أثناء إنشغالها سمعت صوت بائع غزل البنات فكرت أن تخرج لتشتري لها قليلا ثم تذكرات توصيات رحيق بان لا تخرج أبدا ولكن ما ازدياد الصوت قررت أن تذهب إلى شرفة المنزل لترى إن كان بعيد عن المنزل أما لا
وردة  لنفسهاوهي تنظر إلى عربة غزل البنات التي تبعد بضعة أمتار فقط :
سأذهب لأشتري:القليل فقط وأعود فورا
وبالفعل ارتدت حجابها على رأسها وخرجت ولكن كان قد ابتعد قليلا مع ذلك لم تلاحظ وردة ذلك ولم تلاحظ أيضا أنها أصبحت بين القليل من الناس إلا عندما وقفت أمام العربة شعرت بالخوف قليلا ولكن تذكرت تشجيع نرجس لها بأن تواجه مخاوفها
وردة للبائع وهي تقدم له المال :
أريد القليل من فضلك
البائع بتفاجأ:
ماذا القليل بهذا المبلغ ستأخذين أكثر من نصف العربة
وردة بخوف قليلا وهي تلاحظ أن أحد ما يقترب منها :
لا يهم أعطني بسرعة
ولكن لم تكمل وشعرت بأحد ما يصرخ بها وهو يقول أنها سرقت المال منه تجمع الناس حولهم والرجل ما زال يصرخ ازداد خوف وردة وتكاثفت الذكريات السيئة في عقلها حتى أتت الشرطة عندما أبلغ بعض الناس
تقدم الضابط وهو يسحب وردة من يدها ويصرخ بها :
هيا لنذهب لما أنت واقفة
وما كان منها سوا الصرا ومناداة رحيق
وردة بصراخ وخوف :
أريد رخيق أين رحيق بقيت تكرر هذا الكلام حتى وصلت إلى قسم الشرطة ومعها الرجل الذي اتهمها بالسرقة.

وللحكاية بقية ..............
                         ♡♡♡♡♡♡♡
إلى اللقاء قريبا وبعتذر عن التأخير جولت البارت شوية كنوع من الإعتذار وإنشالله الجاي رح يكون أطول وإحداث أروع


أزهار في قلوب قاحلة (جاري تعديل السرد ثم إستئناف الرواية في بداية الشهر القادم)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن