الفصل الرابع عشر

35 8 10
                                    

في مرحلة ما من هشاشة نُسميها نضجا لا نكون متفائلين ولا متشائمين أقلعنا عن الشغف والحنين وعن تسمية الأشياء بأضدادها

                                            محمود درويش

في مركز الشرطة ما زال الوضع كما هو وردة ترفض الحديث أو ان يقترب أحد منها وشعر ثائر بالضجر من هذا الوضع وأقسم بنفسه إن كان الرجل يكذب سيذيقه العذاب ألوان وإن كانت الفتاة هي التي تكذب وجميع ما حدث تمثيل حينها سيجعلها تمثل بطريقته اقترب صديقه أيمن منه وهو يقول :
أمرها عجيب هذه الفتاة ما زالت ترفض الكلام نظر في الأرجاء ولاحظ اختفاء الرجل فأكمل أين ذهب الرجل لا تقل أنك جعلته يذهب
ثائر بتوعد غاضب :
لا تقلق لقد جعلت الحارس يأخذه إلى النظارة لن أطلق سراحه إلى أن أعلم من المذنب حتى أستطيع أن أخرج كل غضبي الذي ازداد منذ الصباح
أيمن بضحك وسخرية :
ماذا إن كانت الفتاة مذنبة هل ستضرب فتاة
رد الأخر عليه :
بالطبع لا ولكن سأجلب من يفعل ذلك وأنا أقف لأشاهد
قاطع حديثهم طرق باب المكتب ودلوف الطارق فورا
وما كان الطارق سوى رحيف التي تكلمت بخوف :
مرحبا هل هذا مكتب الضابط ثائر
لم يكد الأخر يجيبها إلا أنها سمعت صوت وردة وهي تناديها التفتت رحيق ناحية الصوت ورأت شقيقتها جالسة على أرض في الزواية وجسدها يرتعش بالكامل
ركضت لها فورا وهي تضمها لأحضانها
رحيق بخوف وهي تتفقدها :
حبيبتي هل أنتي بخير ماذا حصل كيف أنتي هنا
ولكن لا رد سوى صوت بكاء وردة التي كانت خائفة و الأن وجدت أمانها شعرت رحيق بالخوف من الحالة التي وصلت بها شقيقتها أمسكت وجهها بين يديها وهي تحاول أن تجعلها تهدء :
تتفسي هيا بهدوء اسحبي شهيق
وبالفعل بعد دقائق هدءت وردة قليلا
نظرت رحيق إلى ثائر وهي تقول ببرود وقوة :
هل لي أن أعلم ماذا حصل حتى تكون شقيقتي هنا في هذا المكان
أجابها الأخر بسخرية :
شقيقتك متهمة بالسرقة ولكن ترفض الحديث والإعتراف
توقع ثائر أن تغضب وتثور عليه بعد حديثه ولكن تفأجا عندما انطلق صوت ضحكاتها في المكان ولا يقل استغراب صديقه عنه
رحيق وهي تحاول السيطرة على نفسها :
ماذا سرقة هل أنت جاد لو كنت اتهمتني لصدقتك ولكن أن تتهم فتاة تخاف الإقتراب من البشر هذا مستحيل
نظرت إلى وردة التي وقفت خلفها وهي تتشبث بها وتكلمت بهدوء :
وردة حبيبتي كيف خرجتي من المنزل ولما يقولون أنك سرقتي
تكلمت وردة بصوتها الرقيق وبراءة طفل جعلت ثائر وأيمن ينظرون لها ببلاهة :
كنت جالسة في الحديقة أسقي الأزهار ولكن سمعت صوت بائع غزل البنات وأردت فقط أن أشتري القليل
صمتت قليلا وأكملت بخوف ولكن عندما ذهبت للبائع شعرت بأحد يقف خلفي وفجأة أصبح يصرخ وهو يقول أنني سرقت له المال
نظرت وردة لهم وهي تقول :
أظن أن الإجابة وصلت والأن هل بإمكاننا الذهاب
أجاب أيمن :
ولكن هذا ليس دليل كافي نحن هنا نعمل بالأدلة والرجل يريد ماله
رحيق وهي تنظر بأرجاء المكتب أين هو هل استطيع التحدث معه وافق ثائر على طلبها خاصة بعد أن شك به أنه كاذب بعد قليل دخل الرجل ونظرت له رحيق بنظرة حارقة وتكلمت بهدوء :
هل أنت من اتهم شقيقتي بالسرقة
هدء الرجل قليلا بعدما رأى أنها فتاة هي الأخرى وظن أنه سيستطيع النيل منهم ومن ممكن أن تخاف من الفضيحة بأن فتيات بنفردهم في مخفر الشرطة تكلمت بثقة :
أجل أنا فشقيقتك لصة من الدرجة الأولى
شعرت وردة بالخوف منه ومن حديثه
رحيق ببرود بعد أن فهمت أنه يستهين بكونها فتاة :
حقا كم المبلغ الذي سرقته منك لأعطيك بدل منه
شعر الرجل بالسعادة بعد أن وصل لما يريد وقال بلهفة واضحة :
حقا هيا أعطيني لأذهب
هنا تكلم ثائر بغضب:
من تظنين نفسك أنا هنا من يقرر من هو مذنب ومن البريئ
ارتفع غضب رحيق هي الأخرى فهي حاولت أن تكون باردة ولكن لم تستطع شقيقاتها خط أحمر بالنسبة لها :
ومن تظن نفسك لتقرر هل بالأدلة السخيفة وأشارت إلى الرجل ما هو دليله على حديثه هيا تكلم
ثائر وهو ينظر لها بنظرات غاضبة :
الدليل في يد شقيقتك انظري المال بيدها
نظرت رحيق إلى يد وردة التي كانت خائفة وعادت لجلوس بالزاوية بعد أن ارتفعت أصوات الصراخ
رحيق بسخرية :
حقا هل هذا دليل كافي
فتح الباب فجأة وأطلت منه نرجس وهي تلهث تكلمت عندما رأت رحيق ولم ترى وردة:
رحيق ماذا حدث هل أنتي بخير وأين وردة
أشارت رحيق لها وركضت نرجس وجلست على قدميها وهي تضمها :
نرجس إهدئي حبيبتي لم يحدث شيء
وبالعودة إلى رحيق وثائر الذي صب نظراته على نرجس ولم يلاحظ رحيق التي تقدمت من الرجل وهي تمسكه ومن رقبته وتقول بصوت غاضب :
هل تظنني معتوهة يا هذا حتى أصدقك تكلم الأن وقل ماذا تريد
الرجل بخوف وهي يحاول تحرير نفسه :
ابتعدي عني سأقدم شكوى بأنك تتعدين علي بالضرب تقدم ثائر وأيمن وهم يحاولون معها لتدع الرجل وشأنه ولكن لم يفلح أحد بذلك فهي بالنهاية فتاة لا يستطيعون لمسها والتحكم بها
ولكن تركته فور أن سمعت صراخ وردة ونرجس تحاول تهدئتها ذهبت لها
رحيق بهدوء :
حبيبتي لم يحدث شيء اهدئي
لكن وردة عادت ذكرياتها وهي تسمع أصوات صراخ وسيارات إسعاف ولحظات مؤلمة تمر من أمامها
نرجس لرحيق وهي تحاول فهم ما يحدث :
ماذا يحصل هنا
أجابت الأخرى :
ذلك الرجل يتهم وردة بالسرقة تصرفي الأن يجب أن نخرج من هنا فحالة وردة تزداد سوا
نظر نرجس لثائر وهي تصرخ به :
دعنا نخرج من هنا ألا ترى حالتها هل أنت معدوم الضمير
ثائر بهدوء :
حسنا إذهبوا وأنا سأتصرف
الرجل بصراخ :
ماذا كيف ستتصرف هل ستأكلون حقي
الذي يراه يظن أنه يتكلم عن شيء عظيم لا عن قليلا من المال وليس حقه أيضا
إلى هنا واكتفى لم تعتد تحتمل نرجس وهي ترى شقيقتها تنهار وستذهب محاولات علاجها سدى
نظرت إلى ثائر ورأت سلاح على خصره تقدمت في لمح البصر وسحبته وفي ثانية كانت تضعه على رأس الرجل الذي كان سيغمى عليه من الخوف
هاج ثائر عليها :
هل أنتي مجنونة ستؤذين نفسك أعيد السلاح لي
نرجس وهي تسحب زناد السلاح :
لا تقلق أنا أعلم كيف أستعمله واستدارت إلى الرجل والأن تكلم هل سرقت شقيقتي شيء منك
الرجل بخوف وهو يرتجف : ااااجل ولكن لم اعد اريد شيء فقط انزلي السلاح
نرجس وهي تضغط على راسه بالسلاح :
أولا اعترف أنك تتنازل عن الشكوى التي قدمتها
بالفعل تنازل عنها ولكن ما زالت نرجس تضع السلاح على رأسه
تقدم أيمن بهدوء منها :
لقد تنازل هيا اعطني السلاح
نرجس بهدوء وهي تشير لرحيق بالخروج :
لا لم ننتهي لتخرج شقيقتاي أولا
رحيق وهي لا تعلم مه من تبقى وردة التي ترتجف من الخوف أما نرجس الهادئة التي إذا تحول هدوئها لغضب تحرق كل من يقع في طريقها كالبركان ولا تميز أحد
نرجس لرحيق :
لا تقلقي سأكون بخير هيا اخرجي والسيارة في الخارج
بالفعل خرجت رحيق بوردة
كل هذا تحت أنظار ثائر الذي يراها كيف تتعامل بالسلاح وكأنها ذات خبرة عالية به
نظرت نرجس إلى الأخر وهيا تقول :
والأن اعترف لماذا اتهمت شقيقتي وأنت تعلم أنها لم تفعل شيء وألا أقسم لك أنني سأفرغ هذا السلاح في رأسك هذا
الرجل :
حسنا حسنا أعترف أنني كذبت ولكن كنت فقط أريد القليل من المال حتى اطعم أطفالي ولا أحد يقبل توظيفي نظرت نرجس إلى ثائر وأيمن نظرت معناه أرايتم كان يكذب لوحت بالسلاح لثائر وهي تلقيه له
التقطه الأخر بمهارة
أما نرجس التي وقفت أمام الأخر وفجأة كانت هناك لكمة قوية تطيح به أرضا نرجس :
هذه لانه بسببك أرتعبت شقيقتي اليوم وأعطته الثانية وهي تكمل وهذه لأنك تكذب فأنت تريد المال لأجل الكحول التي تشربها كل يوم وأكملت ضربه حتى خارت قواها
ثم التفتت إلى الأخرين ببسمة مستفزة باردة :
والأن هل استطيع الذهاب
أيمن باعجاب :
واو أنتي رائعة كيف جعلته يعترف وأيضا أنه يشرب الكحول
نرجس بهدوء:
أنا طبيبة وهذا عملي وهو يبدو مدمن كحول من منظره
الهزيل وأطرافه التي ترتعش
والأن إلى اللقاء وأنتم تصرفوا معه
بعد خروجها نظر أيمن إلى صديقه الذي كان ينظر إلى طيف نرجس باستغراب
أيمن وهو يلوح بيده أمام صديقه :
أين ذهبت هل أنت شارد بها مع حق انظر ماذا فعلت لتجلب حق شقيقتها كم يبدو أنهم مترابطين وأقوياء
عندما لم يجد رد من الأخر أكمل حسنا يبدو أن وجودي لم يعد مرحبا به سأخذ هذا الغبي وأذهب
ثائر وهي ينظر إلى ذلك الممدد على الأرض :
لا اتركه لي واذهب أنت

وللحكاية بقية .....
إنشالله يعجبكوا الفصل
وحابة قول شيء مهم بدأت امتحاناتي وتقريبا بتكون لشهرين وأكثر امتحانات جامعة عملي ونظري مشان هيك هل فترة رح أخذ استراحة و وعد مني إذا كان عندي وقت رح اكتب ونزل فصل جديد

أزهار في قلوب قاحلة (جاري تعديل السرد ثم إستئناف الرواية في بداية الشهر القادم)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن