خط البداية |الفصل الثاني|

1.2K 45 6
                                    

سعات القدر والنصيب بيكونوا اقوي مننا، بس الدعاء
والترجي والطلب من ربنا بيكون أقوي من الظروف ويقدر يغير القدر، فارجعوا لله اللي خلق أنفسكم واشكروه واحمدوه، وصلوا علي سيدنا محمد خاتم الأنبياء والرسل، ويلا بينا نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

التوقيت 00 : 1 مساءً

بعد مرور عدة سنوات
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

السماء صافية، والقمر يُضئ للعالم، والنجوم لامعةً في كبد السماء، والجميع نِيام فـ الساعة تُقارب الواحدة بعد منتصف الليل، وصوت الضفادع والحشرات يَعم المكان، وإذ فجأةً صوت الرصاص الخارج مِن سلاح أحدهم، دوي صداه في أرجاء المكان مما جعل جميع الناس يستيقظوا مِن نومهم منفزعين، أما في الجهة الأخري يركض ذلك الشخص المُقنع خلف شخصٍ أخر يهرب مِنه، ليقوم ذلك الشخص المقنع بتصويب سلاحه علي الشخص الأخر ثم قام بإطلاق الرصاصة مرة أخري عليه، فتأوه وسقط علي الأرض المليئة بالحشائش الخضراء، أستغل الأخر وقوعه وانطلق نحوه في سرعة البرق يجذبه مِن ياقة قميصه، حتي أصبح واقف أمامه وهو يتأوه من شدة الألم، ثم قام الأخر بصفعهِ علي وجهه فسقط علي الأرض مرةً أخرى
حاصر رجال الشرطة المكان بأكمله، ثم قاموا بتصويب أسلحتهم علي ذلك الشخص الواقع علي الأرض، اقترب أحد رجال الشرطة مِن ذلك الشخص المقنع الواقف على بُعد متر مِنهم، لنري إبتسامة جانبية علي ثغره، اقترب ذلك الشرطي منه بلهفة وقال بتساؤل : معاليكِ كويسة؟
والأن تقوم هي وأخيرًا بإزالة ذلك القناع مِن علي وجهها، لنري فتاة في قمة جمالها وخصلات شعرها گ الحرير، وعلى وجهها يظهر الحزم والجدية، وفي عيناها يظهر ألمٌ عميق، ينبع مِن أعماق قلبها، لتقول هي بصوت يُشبه الرجال : أيوة كويسة، عيزاكم دلوقتي تقبضوا علي الكلب دا، وتحطوه في حبس انفرادي وجهزوا نفسكم عشان هطلع للصحافة دلوقتي وحالا.
قام ذلك الشرطي بتأدية التحية العسكرية لها وقال بطاعة : حاضر.
بعد مرور مايقارب بالنصف ساعة، تم فيها القاء القبض علي ذلك المجرم، بعد إخراج الرصاصة مِن قدمه اليسري ومعالجته، وقامت تلك الوزيرة بتغيير ملابسها واستعدت للقاء الصحفي، وهي الآن واقفةٌ علي المنصة، ويوجد بعض الناس المهميين و الصحافة جالسين أمامها علي المقاعد الفخمة كا حال المكان، تنهدت الوزيرة ثم قالت أمامهم : طبعا أنتوا دلوقتي بتسألوا إزاي قدرت أقبض علي أكبر تاجر مخدرات في العالم كله، واللي العالم كله فضل حوالي عشر سنين يدوروا عليه وفي الأخر مش وصلوا ليه، انا مش هقدر اقول الخطة اللي قدرت اوصله بيها، لكن اقدر أقول إن العالم كله في أمان دلوقتي، ومحدش يخاف ولا يقلق وهو دلوقتي في السجن، وبالنسبة لـ أتباعه هما كمان حصلوه يعني العصابة دي وقعت خلاص ومش فاضل منها غير القليل، فا أطمنوا ومحدش يقلق او يخاف لإن القلق والخوف مِن اصعب الحجات اللي ممكن تمر علي الانسان ......
قالت جملتها الأخيرة وهي شاردة، خرجت من شرودها لتختم حديثها قائلةً : وشكرا جدا لحسن استماعكم.
عم صوت التصفيق في أرجاء المكان، بعدما أنهت حديثها وأجابت علي أسئلة الصحافة، ثم خرجت هي مِن بين الناس الذين وقفوا مِن علي مقاعدهم أحتراما لها
،وظلوا يلتقطوا لها بعض الصور بالإضافة إلى الصحافة التي كانت تُحاول الإقتراب مِنها، لكن قام حراس تلك الوزيرة بمنعِهم مِن الإقتراب، كانت الأرض مِن تحتها مليئة بالورود الحمراء، بالإضافة إلي السجادة الحمراء التي تقبع في منتصف القاعة، والناس مِنهم الواقفون علي الجهة اليمني ومنهم الواقفون علي الجهة اليسري، وصلت إلي سيارتها الفخمة و التي بها السائق الخاص، أستقلتها وانطلقت بها إلي قصرها، وانطلقت السيارة الأخري التي بها حراسها الشخصيين خلف سياراتها
الرواية بقلمي ........مريم محمد
وبعد مرور مايقارب بالنصف ساعة وقفت سيارتها أمام باب قصرها المرتفع والمصنوع مِن حديد متين، ليقوم حُراس القصر بفتح الباب؛ فتنطلق سيارتها إلى الداخل، وبعد أن توقفت السيارة عن الحركة ترجلت مِنها، ووقفت أمام الباب الداخلي للقصر، وقبل أن تضغط علي زر الجرس، وجدت الباب يُفتح لها، ثم وجدت عمها حمزة واقف أمامها وعلي فمه ابتسامة فخر ودموع الفرح في عيناه، وخلفه علي اليمين ابنته زهراء وعلي اليسار ابنه زياد، وبدون أي مقدمات دفنت تلك الوزيرة نفسها داخل أحضان عمها وهي تبكي، فكانت تعتقد أنها لن تراهم مرة أخرى بسبب تلك المهمة الشاقة، أما عن عمها فكانت دموعه تنزلق مِن عيناه وهو يضمها إلي قلبه، وزهراء وزياد كانت الدموع لاتفارق عيناهم، لسببين، السبب الأول هو أنهم اعتقدوا إنهم لن يروها مرةً أخرى، والسبب الثاني هو تأثرهم لحديثها وبُكائها؛ فكانت تحتضن عمها بقوة وهي تبكي وتقول من بين شهقاتها: أنا مش كنت خايفة من الموت، أنا كنت خايفة إني مش اشوفكم تاني.
ضمها عمها أكثر، واقتربت زهراء مِنها وعانقتها مِن الخلف، حتي قاطع تلك اللحظة صوت امرأةٌ تبدو في الأربعين مِن عمرها، وهي تقول بغيظ وحقد : اي جو العياط دا........دا أنا كنت بدعي ربنا إن أنتوا تعيطوا بس لما حضرة الوزيرة كيان تموت، مش تعيطوا دموع فرح برجعتها.
خرجت كيان من أحضان عمها وهي تمسح دموعها، أما حمزة فنظر لها بغضب أعمي وقبل أن يتفوه بكلمة واحدة، قامت كيان بمسك ذراعه فـ أستدار لها فوجدها تُهز رأسها بمعني لا، نظر إلي زوجته والتي تُدعي « دنيا » مرة أخرى بغضبٍ مكبوت، فسكتت ولم تتفوه بكلمةٍ واحدة، فقط أكتفت بنظرةٍ تحمل كل معاني الغل والحقد إلي كيان، ثم اتجهت نحو غرفتها، ظل زياد وشقيقته زهراء ينظرون إلي أثرها بحزن عما تفعله مع كيان
قال حمزة وهو يربت علي ظهر كيان : يلا ياكيان علي اوضتك ارتحيلك حابة، وبعدها نبقي نتكلم.
كيان بطاعة : حاضر.
هذه هي كيان، في عملها جديةً و حازمة وذات شخصية رجولية، أما مع عائلتها شخصية أخرى، فهي تحب عمها وأولاد عمها، أما زوجة عمها فهي تتعامل معها بـلطف وتحترمها مِن أجل عمها، ولكن زوجة عمها تُعاملها بطريقةٍ عكس ذلك تماما، صعدت كيان إلى غرفتها الكبيرة والواسعة مِن الداخل، فأثاث غرفتها في قمة البساطة والجمال، لكن تلك الستائر التي تحجب الضوء ولون جدران الغرفة والأثاث تجعل الغرفة وكإن ليس بها أي حياة، بعد أن دلفت كيان إلى غرفتها اتجهت نحو شرفة الغرفة الواسعة، فغرفتها هي أكبر غرف القصر، ظلت تتأمل السحاب والشمس التي هي على وشك الغروب، والطيور التي تحلق في السماء والهواء الذي يحيط بها من جميع الإتجاهات، واقفةً في الشُرفة وكإنها ملكة، جمالها يفوق العقل البشري، وشخصيتها لا يستطيع أحدٌ فهمها، فهي كالغز لا يستطيع أحدٌ حله مهما حاول، قاطع ذلك الصمت صوت طرقات علي الباب؛ ففتحت باب الغرفة لتجد زهراء واقفةً، فسمحت لها بالدخول ووقفت معها في شرفة الغرفة.
وضعت زهراء يدها علي يد كيان، ثم قالت لها بحزن : كيان أنا عارفة إن أنتِ مر عليكِ ظروف كتير صعبة ومحدش كان يقدر يتحملها زي ما أنتِ اتحملتيها و...
قاطعتها كيان بإنزعاج مكبوت : زهراء ادخلي في الموضوع علطول.
زهراء : بصي يا كيان مِن الأخر كدة أنتِ المفروض تفكري في نفسك شوية.
عقدت كيان حاجبيها بتعجب واستغراب مما قالته زهراء للتو : افكر في نفسي!!! .....إزاي مش فاهمة ؟؟؟
زهراء : بصي يا كيان يا حببتي أنتِ دلوقتي عندك ٣٠ سنة، والمفروض تفكري في حياتك يعني تتجوزي وتخلفي وتعيشي في تبات ونبات وتجيبي .....
قاطعتها كيان بغضب مكبوت : بصي يا زهراء أنتِ عارفة كويس إن أنا مبفكرش في الجواز ولا بحب حتي سيرته، أصل الواحد مش ناقص قرف ولا ناقص هم وحزن، فاخلينا كده احسن، أنا عايزة اركز في شغلي وهدفي وبس.
زهراء بغضب وخوف عليها : امال هتفضلي كده لحد امتي؟؟........انسي اللي حصل بقا وركزي علي الحاضر والمستقبل، والماضي اتعلمي منه وبس لكن مش تحبسي نفسك فيه .......
تنهدت ثم أكملت تقول : كيان أنتِ بالنسبة ليا اختي الكبيرة وأمي كمان، أنتِ كل حاجة ليا، أنا اتعلمت منك حجات كتير وسمعت لكل نصايحك، دورك تسمعي ليا ولو لمرة واحدة .....
تنهدت كيان ووضعت يدها علي يد زهراء وهي تربت عليها وتقول : معلشي يازهراء أنا مش هقدر اسمع للنصيحة دي، انصحي بـ أي حاجة إلا الجواز، أنا بكره اسم الحب والجواز، والكلام دا كله لا يعني لي شئ مِن الأثاث، وأنا للمرة الألف هقولهالك أنا عايشة عشان شغلي وهدفي والبلد وبس.

الرواية بقلمي......مريم محمد احمد

تنهدت زهراء وخرجت مِن الغرفة وهي تدعي وتطلب مِن الله عزوجل أن يهدي شقيقتها وصديقتها كيان، وتتذوق طعم السعادة ولو ليوم واحد، وأن يأتي فارس أحلامها الذي سيخرجها مِن هذا السجن، ويكون لها يد العون والمساعدة ويكون نصفها الأخر، أما عن كيان التي كانت ومازالت تكتم وتكبت حزنها وضعفها وتخشي أن تسلم قلبها لـِ أحد ويتركها ويخذلها وتتذوق هي طعم الحُزن والخوف مرة أخرى، وها هي الأن تجلس علي فراشها بعدما بدلت ملابسها، وقبل أن تضع رأسها علي الوسادة وتنعم بالنوم الشبه مريح، سمعت صوت رنين هاتفها، من أحد الظباط لترد علي الفور : ايوة في حاجة.
الظابط : معاليك المجرم اللي قبضنا عليه إنهاردة......
كيان بمقاطعة و نبرة بها الخوف : اوعي تقول إنه هرب.
الظابط بسرعة : لا لا لا مش هرب ولا حاجة بس هو مبهدل الدنيا هنا، وحاولنا معاه بالضرب والتهديد بس هو مفيش فايدة، وعمال يهددنا ويقول إن العصابة مش وقعت وإن المخدرات اللي هما اخترعوها هتلف العالم كله وهيدمروا بيها مصر، وحلمهم في تدمير مصر بالكامل هيتحقق، وكلام كده ملهوش لازمة.
كيان بشرود : زي ماتوقعت مش بسهولة إن العصابة دي تقع، والرأس الكبيرة للعصابة دي لسة موجود، و حسام اتنكر إن هو الزعيم بتاعهم علشان لو أتكشفوا يبقي حسام هو اللي يتمسك مش الزعيم الأصلي، بس مش مشكلة عادي خليهم يلعبوا زي ما هما عايزين، لحد ما أحنا نيجي وننهي اللعبة دي، بس أحسن حاجة في الموضوع إن احنا كسرناهم وخلصنا علي اللي معاهم مش ناقص غير إننا نكشف الزعيم بتاعهم ونقبض عليه؛ لإن احنا لو مش لحقنا نمسكه هيرجع يكبر العصابة دي تاني وهتبقي مشكلة، بس دلوقتي حاول تحصل من خلاله علي بعض المعلومات اللي ممكن تفدنا لحد ماجي الصبح، ولو مش عرفتوا سبوه عليا أنا هعرف اتصرف معاه.
الظابط بطاعة : تحت اوامر معاليكِ.
أغلقت كيان الهاتف وهي تفكر، ياتري ماهو القادم هل خيرًا أم شرًا ؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هنزل البارت الجديد لما التفاعل يزيد.

الرواية بقلمي .......مريم محمد

ملكة المُغامرة

يُتبع...........

وإذا جمعنا النصيب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن