الفصل الثامن |ليلة ممطرة تجمعنا|

414 16 8
                                    

جالسة على العشب، وحولها الأشجار والهواء يجعل خصلات شعرها البُنية سابحة وكإنها حرية خرجت للتو من المياه، وأعيُنها الخضراء التي تُشبه الخُضرة المحيطة بها، وابتسامتها المرسومة على ثغرها، تجعلها أميرة من أميرات ديزني..

اعتدلت على الفور، واختفت تلك البسمة، عندما وجدت إسلام أمامها يقول لها وهو يجلس أمامها على العشب : مش قادر اصدق، إننا هربنا منهم، دا احنا من امبارح بنلف كده.
مريم وهي تنظر حولها بإنبهار : احنا شكلنا كده دخلنا في غابة، بس بصراحة الغابة دي جميلة جدا.

إسلام بغضب : أنا عايز انام، ومخنوق منك.
مريم : طب أنا اعملك أي ؟

إسلام وهو يضع يده على فمها :انك تسكتي خالص، ومش اسمع صوتك.
ابعدت مريم يده عنها بقوة، ثم قالت بصوت مرتفع : لا ايدك لتوحشك.
إسلام باستغراب وتعجب : توحشك...... ثم قال بإبتسامة.... أيوة بقا، أظهري على حقيقتك ياحضرة المشهورة.
نظرت مريم للجهة الأخرى بغضب، أما إسلام فنهض، ومد يده لها بغرور قائلا : طب يلا علشان شوفت فندق هناك، تقدري تاخديلك اوضة، وأنا اوضة، والحساب عليا أنا.
مريم برفض : مش عايزة.
إسلام بتنهيدة : يلا علشان أحنا من امبارح مش نمنا، فا دا هيأثر علينا ومش هنعرف نكمل ونرجع مصر.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الجميع مقسومين نصفين، نصف حزين، والأخر سعيد، نعم سعيد؛ فاغدا حفل زفاف أسد المنياوي في هذا القصر، الذي سيشهد على الكثير والكثير، والآن جميعهم يجهزون لحفل زفاف أسد الغالي على القلب لدي معظمهم، وبالأخص رقية والدته، التي عندما علمت بأن ابنها سيتزوج وسيستقر في هذا القصر والسعادة اصبحت حليفتها.

أما ابناء وبنات أعمام أسد، لم يستطيعوا تصديق ما حدث، هل يعقل أن أسد سيتزوج ويستقر في هذا القصر؟!
ومع ذلك، إلا أنهم كانوا يحلقون من كثرة السعادة والفرح، وبدأوا في تجهيز القصر والحديقة وغرفة أسد الجديدة.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~مريم محمد

دلف أسد إلى القصر مع آدم، وكانت علامات الغضب واضحة على وجهه.
اقتربت رقية منهُ وأخذت تنظر له بحب وحزن، ولم تستطيع تصديق أن أسد الطفل الصغير الذي كان يلعب ويلهو منذ سنوات، اصبح الآن شابا قويا، يستطيع الأعتماد علي نفسه، ولايحتاج إلى أحد كما تظن، ولكن ما لاتعلمه حتي الأن أن أسد يحتاج اليها وبشدة.
اخذوا ينظروا إلى بعضهم، وكانت عيناها تغطيها سحابة من الدموع، وقبل أن تلمس رقية وجهه، ابتعد هو عن مرمي يدها علي الفور، واستدار مواليا لها ظهره، ووضع النظارة على عيناه؛ حتي يخفي تلك الدموع التي بدأت تتكون في عيناه هو الآخر.
دلف أسد إلى مكتب والده، وأغلق الباب خلفه، ووقف أمامه وهو ساند كتفه اليمنى على الحائط، ومكتف ذراعيه، وبكل ثقة قال له : أنا وافقت إني اتجوز اللي إسمها كيان دي، مع إني واثق، انها شبهك وأعمالها كلها قزرة زيك......... ثم رفع اصبع السبابة في وجهه قائلا بتهديد : بس خليك فاكر ومتأكد، إني هكشف كل اعمالك واعمالها القزرة دي للناس كلها، وأي يعني، خليها تتجوزني بس نهايتها هتكون على ايدي.
ابتسم آدم ابتسامة جانبية، تدل على عدم اهتمامه لما يقول.
أكمل أسد حديثه قائلا : وأنا مستحيل اتجوزها واعيش معاها تحت سقف واحد، وفي القصر دا بذات أنا هتجوزها، وهرميها هنا مع اللي شبها، واخد أنا سلمى.

وإذا جمعنا النصيب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن