الفصل العاشر |تركها ورحل|

228 12 5
                                    

تشعر بالخوف من القادم، تشعر بالأرتباك، وها هي الآن جالسة في السيارة المتجهة لقصر المنياوي، بجانب زوجها "آسد"، فقط تنظر لنافذة السيارة وعقلها شارد في كل مامضى عليها من عقبات ومصاعب، استطاعت هي ببراعة ان تتجاوزها.

ولكن الآن هي عاجزه امام هذا الزواج فهى لاتريده، وهو ايضا لايريدها فكيف ستكون حياتها معه، هل سيعاملها بما يرضي الله؟
ام سيتعامل معها بإهانة، ويقوم بطردها؟
عقلها الآن شارد، ودوامه من الأفكار تعتصر عقلها وتجعلها تشعر بأن عقلها سينفجر بعد دقائق ليست بكثيرة.

خرجت من دوامة شرودها عندما شعرت بتوقف السيارة داخل حديقة القصر، ترجل "اسد" من السيارة قبلها  وسارع في سيره للداخل بخطوات سريعه مما جعلهم جميعا في حاله من التعجب والإستغراب، ولكن هو الآن في حالة من الغضب لاتسمح له بأن يتحدث أو يستمع ل احد، فقط يريد النوم، يريد الأنفصال عن هذا العالم بأسره، اوقفه عمهُ "سُليمان" الذي لحقه للداخل حتى اوقفه في فناء القصر بقوله الحازم: استنى عندك، أنتَ رايح فين كده وسايب مراتك؟
تمالك "أسد" غضبه فهو يريد الذهاب لمكتب آدم المنياوي الذي سبقهم في العودة إلى هنا، فهو يريد أن يتحدث معه بخصوص "سلمى"، فهو الآن نفذ شرطه،  تجاهل" آسد" حديثه وكإنه لم يقل شئ، ولكن قبل ان يذهب لوالده اوقفه صوته مرةً ثانية وهو يقول بغضب من رد فعل ابن اخيه، بل ابنه كما يعتبرهُ:  استنى هنا أنا بكلمك والمفروض ترد عليا.
استدار له "آسد" قائلا بصوت عالٍ يحاول التحكم فيه:  عمي لو سمحت أنا مش قادر اتناقش دلوقتي خالص.

قطع "سليمان" المسافة بينهم ليقف امامه، وهو يقول له مستفسرًا: طب أنتَ سايب مراتك ليه برا لوح......

مراتك.... مراتك... مراتك... أنا قرفت بقا، أنا دي مش بعتبرها مراتي ولاهعتبرها حاجة في حياتي اصلا،  طول ماهي من اختيار اللي عامل نفسه ابويا ده..... قال آخر كلماته وهو يشير على باب غرفة المكتب..... اكمل حديثه قائلا...... واكيد هى شبهُ ماهو اللي بيجي من ورا العقرب اي غير السم.

هذا ماتفوه به "آسد"وأخرج آخيرًا طاقة غضبه، اخرجها بكلمات كانت بجعبته، ولكن غضبه لم ينفذ بعد، ولكن ماذا عنهم وعن صدمتهم بما قاله" آسد" للتو؟ هل يُعقل إنه تزوج كيان رغما عنه؟ ولكن كيف؟

هذا هو ما يدور في عقولهم الآن، ولكن ماذا عن صدمة كيان التي ما إن دلفت من باب القصر حتى سمعت جملته تلك، هى كانت تتوقع منه اي شئ، إلا إنه يتحدث هكذا امام العائلة، ولكنها لاتستطيع ان تفعل شئ الآن سوى إنها تصمت وتنصت إلى حديثه، الذي اكمله بقوله الغاضب: أنا مش عايزها ولاحتى عايزها تكون مراتي.
اقترب منه عمهُ "عثمان" وامسكه من تلباب قميصه وصاح به غاضبا:  يعني اي اللي أنتَ بتقوله دا؟...... ثم قال ما استنتجه..... يعني أنتَ متجوزها غصب عنك؟
صمت "آسد" ولم يتفوه بشئٍ آخر، فقط ينصت لهم، دفعه "عثمان" بيده ليرتد إلى الخلف، وصاح فيه بغضب اكبر: ماتنطق...... وجه سؤاله له مرةً ثانية...... أنتَ متجوزها غصب عنك...... قال هذا وهو يشير على "كيان" الواقفة في تيهة وبجانبها زوجة "عثمان" وعلى الجهة الأخرى رقية التي اخذت تُربت على ظهرها بحنان، ولكن هي ليست معهم، هي بعالم آخر، تريد فقط والدها او والدتها لترتمي في احضانهم وتبكي بحرقة، تبكي على مامضى وعلى ماتعيشه الآن، حمدت ربها أن عمها حمزه ليس هنا الآن وإلا قد نُشبت حرب.

وإذا جمعنا النصيب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن