يقف وسط غرفةٍ بإحدى المستشفيات ، محدقاً بتركيزٍ بالسرير ، حيث يرقد به شخصٌ عزيزٌ عليه ، تعلق به كثيراً و أحبه تماماً كما أحب والدته من قبل ، بل جعله يشاركها مكانتها لديه و يحتلها ، يُشابك أصابعه بتوتر و عشبيتيه تحدق بثباتٍ تام بالمستلقي بهدوءٍ و صمت بضمادةٍ حول رأسه و جبيرة بساقه و أخرى برسغه ببعض الكدمات الملونة بوجهه و جسده ،
يربت بهدوء على كتفيه و يتحدث بنبرة هادئة و لطيفة ناحية أذنهسام : ... إيان ... إهدأ صغيري ... إسترخي قليلاً... سيكون بخير لا تقلق ...
إيان : ... ميا ... ساي ...
دون إبعاد بصره أو تبديل ملامحه العابسة بغضب ، فك تشابك أنامله ليقبض كفيه الراقد بقوة
إيان : ... ميا ... ساي ...
سام بتأثر : ... كلا إياني ... سيكون بخير ...
قُرع باب الغرفة لتدخل منه الشقيقات القلقات على شقيقهن الوحيد ...
مايا : ... كيف حاله ...
سام : ... لا يزال نائما ...
ميرا : .. سيستيقظ لا تخف ... صحيحٌ أنه دبٌ شتوي يحب النوم ... لكنه سيستيقظ حتماً ...
تحاول بجهد كبح مشاعرها و إخفاء نبرتها التي على وشك خذلانها و إنهيار دموعها بينما الصغرى تشهق و تنتحب بصمت على كتف شقيقتها الكبرى ، إلتفت الصغير بسماعه صوتاً معيناً
ديلان : ... عمي سام ... كيف حاله ...
سام : ... أهلاً بك ديلان ... لما نهضت ... تعال إسترح هنا ...
برفقة والده الذي يُحكم إمساك صغيره الذي بدوره مضمد اليد و بجبيرةٍ تحيط قدمه ، يتجه للأريكة ليسترح ، ليتم سحبه قبل وصوله و يرمى أرضاً ، هرع دان نحوه محدقاً بذهول بالآخر الذي بدوره يحدق بغضبٍ كبير بعشبيتيه تجاهه الأصغر الذي تجمدت كريستاليتيه السوداوتين بدهشة ، تحمر أجفانه بإرتجاف شفتيه
سام بذهول : ... إيان ... ماذا فعلت ...
إيان : ... ديلان سيء ... سيء ... ميا ... ميا ...ديلان سيء ... سيء ... سيء
يعاود الدخول بنوبةٍ أخرى بذات عنف السابقة ، ليُسرع سام بتقيده بين ذراعيه محاولاً إيقافه عن التصرف بعدوانية و شراسة إلى وصول الطبييب الذي قامت بإحضاره ميرا فوراً و الذي بدوره أعطى المنفعل بعض المهدئات العصبية ليغط بنومٍ عميق بعد محاولات عديدة للمقاومة ،
كلماته و تعابيره لم تغادر ذهن الصغير أبداً ، يجلس بهدوءٍ و صمت بعينين لا تتوقف عن التبلل ، مخفضاً رأسه أرضاً و يشعر بالذنب الشيدد و الألم ، كونه تسبب باذية ميا و لأنه شهد عدائية الآخر ضده ، قلبه لطيف جداً لتحمل أمرٍ كهذا ، ليقاطع غرقه بعذاب ضميره جلوس أشقر طويل بشهليتين فاتنة تحدق به بحنيةٍ كبيردان : ... ديلان .... عزيزي ... الخطأ ليس خطأك ... كان حادثاً لا أكثر ... لا تقلق ... ميا سيكون بخير و سيتيقظ ... و لا تفكر بما قاله إيان ... هو فقط منفعل و لا يستطيع فهم الأمر بوضوح ...
أنت تقرأ
صفر : بداية النهايات
Randomإيان ، متوحدٌ و لطيف ، يعيش ضمن عائلةٍ لطيفة و محبة ، يقع بالحب ليختبر مشاعراً غريبة و غير مألوفة بتاتاً ، عالمٌ غريب بالكامل ، صراعٌ ذاتي و مخاوف مدفونة ، محاولاً العيش كشخصٍ طبيعي ... قصة جانبية من رواية صفر bl /مثلي عاطفي / حب / رومانس / كوميد...