5

189 8 0
                                    

يقف وسط غرفةٍ بإحدى المستشفيات ، محدقاً بتركيزٍ بالسرير ، حيث يرقد به شخصٌ عزيزٌ عليه ، تعلق به كثيراً و أحبه تماماً كما أحب والدته من قبل ، بل جعله يشاركها مكانتها لديه و يحتلها ، يُشابك أصابعه بتوتر و عشبيتيه تحدق بثباتٍ تام بالمستلقي بهدوءٍ و صمت بضمادةٍ حول رأسه و جبيرة بساقه و أخرى برسغه ببعض الكدمات الملونة بوجهه و جسده ،
يربت بهدوء على كتفيه و يتحدث بنبرة هادئة و لطيفة ناحية أذنه

سام : ... إيان ... إهدأ صغيري ... إسترخي قليلاً... سيكون بخير لا تقلق ...

إيان : ... ميا ... ساي ...

دون إبعاد بصره أو تبديل ملامحه العابسة بغضب ، فك تشابك أنامله ليقبض كفيه الراقد بقوة

إيان : ... ميا ... ساي ...

سام بتأثر : ... كلا إياني ... سيكون بخير ...

قُرع باب الغرفة لتدخل منه الشقيقات القلقات على شقيقهن الوحيد ...

مايا : ... كيف حاله ...

سام : ... لا يزال نائما ...

ميرا : .. سيستيقظ لا تخف ... صحيحٌ أنه دبٌ شتوي يحب النوم ... لكنه سيستيقظ حتماً ...

تحاول بجهد كبح مشاعرها و إخفاء نبرتها التي على وشك خذلانها و إنهيار دموعها بينما الصغرى تشهق و تنتحب بصمت على كتف شقيقتها الكبرى ، إلتفت الصغير بسماعه صوتاً معيناً

ديلان : ... عمي سام ... كيف حاله ...

سام : ... أهلاً بك ديلان ... لما نهضت ... تعال إسترح هنا ...

برفقة والده الذي يُحكم إمساك صغيره الذي بدوره مضمد اليد و بجبيرةٍ تحيط قدمه ، يتجه للأريكة ليسترح ، ليتم سحبه قبل وصوله و يرمى أرضاً ، هرع دان نحوه محدقاً بذهول بالآخر الذي بدوره يحدق بغضبٍ كبير بعشبيتيه تجاهه الأصغر الذي تجمدت كريستاليتيه السوداوتين بدهشة ، تحمر أجفانه بإرتجاف شفتيه

سام بذهول : ... إيان ... ماذا فعلت ...

إيان : ... ديلان سيء ... سيء ... ميا ... ميا ...ديلان سيء ... سيء ... سيء

يعاود الدخول بنوبةٍ أخرى بذات عنف السابقة ، ليُسرع سام بتقيده بين ذراعيه محاولاً إيقافه عن التصرف بعدوانية و شراسة إلى وصول الطبييب الذي قامت بإحضاره ميرا فوراً و الذي بدوره أعطى المنفعل بعض المهدئات العصبية ليغط بنومٍ عميق بعد محاولات عديدة للمقاومة ،
كلماته و تعابيره لم تغادر ذهن الصغير أبداً ، يجلس بهدوءٍ و صمت بعينين لا تتوقف عن التبلل ، مخفضاً رأسه أرضاً و يشعر بالذنب الشيدد و الألم ، كونه تسبب باذية ميا و لأنه شهد عدائية الآخر ضده ، قلبه لطيف جداً لتحمل أمرٍ كهذا ، ليقاطع غرقه بعذاب ضميره جلوس أشقر طويل بشهليتين فاتنة تحدق به بحنيةٍ كبير

دان : ... ديلان .... عزيزي ... الخطأ ليس خطأك ... كان حادثاً لا أكثر ... لا تقلق ... ميا سيكون بخير و سيتيقظ ... و لا تفكر بما قاله إيان ... هو فقط منفعل و لا يستطيع فهم الأمر بوضوح ...

صفر : بداية النهايات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن