6

178 7 4
                                    

بعودة المياه لمجاريها ، ببعض الصعوبة لكلا اللطيفين ، حيث تعذّر ميا عن كثيرٍ من مواعيده و محاضراته بالإضافة لمرضاه المنتظرين بعيادته ، ليرقد بالمنزل أسبوعاً إضافياً ، بينما سام يعتني به جيداً و يهتم لأمره ، و الآخر مُنع منعاً باتاً من السير من قِبل والديه إلى حين إلتئام عظامه ،
يجلس بمكتبٍ صغير بغرفته ، يخربش بعض الرسومات اللطيفة مبتسماً بلطف لما تصنع يداه ، ليملئ صفحةً بأكملها بسردٍ تصويريٍّ لطيف ، مُظهرا شخصيةً تشبهه تُحدق بغرامٍ بشخصيةٍ أخرى بجواره ، إلا أن الآخر شاردٌ بعيداً عنه و لا يُدرك تواجده ، ليتنهد بثقل مُنهيا تلوين آخر خانة لسلسلته لهذا اليوم ، يفرقع ظهره و يتمدد بينما يتثائب كالهررة اللطيفة ، ليعيده لطبيعته قرعٌ خفيفٌ على باب غرفته

ديلان : ... تفضل ...

ليظهر من خلف الباب أشقراً بطولٍ جيد و جسدٍ متناسق ، مرتدياً سترةً بيضاء واسعة ، مخططةً بالنيلي و بنطالا ًجينزياً داكن ، تدللى أكمامه تغطي كفيه بلطافة ، يحمل كراستين ضخمتين لصدره بينما يحدق أرضاً بعشبيتيه و يرمش بهدوء و تكرارية

ديلان بتفاجئ : ... إيان ...

إيان : ... د ديلان فوت ... ك كثيراً ... من ... محاضرات ... إيان ... ا أحضر م ما فوت ... ديلان ...

محدقا الآخر بالكراستين بذهول

ديلان بذهول : ... هل أحضرت لي ما فوته !! ... ح حقا ... ؟!!!

ليميئ الآخر بهدوء بإبتسامةٍ طفيفة

إيان : ... د ديلان طبيب ... ماهر .... لا يجب ... تفويت ... المحاضرات ... إيان ... لخص ... م محاضرات ديلان ... ديلان ... لن يرسب ...

يقضم صاحب الخصلات السوداء الداكنة شفته السفلية التي تتقوس بإرتجافٍ لطيفٍ للأسفل رغبةً بالبكاء ، يمد أشقر بالدفاتر له ليأخذها الآخر بسوداوتين غارقتين بدموعها محدقا بالكراستَين كابحاً تأثره

ديلان : ... شكراً ...

ليكون إبهامه ماسحاً بها إحدى ماساة كريستاليتيه رداً لشكره ، مغادراً الغرقة بعد بعثرة قلب ذلك الذي يحدق بأثره بحاجبين متقوسين ، يشرق ماء أنفه ماسحاً عينيه بكم قميصه ، ليعاود الجلوس بمكتبه أخذاً بدفتره الرسم و يرسم خانةً إضافية ، لذات الشخصيتين جاعلاً من الغافل يحدق بالمغروم بإبتسامةٍ لطيفة ، يبتسم بنفسه معها ليتأمل ملخصاته بحب و كأنه يتأمل باقة ورودٍ حمراء و ليست كراساتٍ سوداء ضخمة جداً و مليئة بالكلمات الصعبة و المرهقة لعقله

..............

يستعد الطلاب لإستقبال مواعيد الإمتحان و التجهز للإختبارات ، منشغلين تماماً بدروسهم ، مما جعل كلا اللطيفين بعيدَن تماماً عن بعضهما ، منغمسَين بالكتب و الملخصات ، أحدهم يتذمر و يحاول جاهداً عدم الإنهيار و البكاء و الآخر ينهي ما بيده كلعق ملعقةٍ من العسل ، مستعدٌ تماماً و متأهبٌ لأي نوع من الإختبارات مهما كانت درجة صعوبتها ، يخلق بذلك وقتاً لبناء النماذج و المشاريع و حل مشكلات زملائه و مساعدتهم بالفعل ....
إقتربت نهاية العام ، ليُقبل إيان لعامه الأخير ، حيث سيودع الجامعة و أيامه اللطيفة بها ليلتحق بعالم المهن و الأعمال ، و بالطبع ، ستكون شركة والده برأس قائمة الشركات التي تنتظره للإنضمام بعقله العبقري بها ،
بينما ديلان قلق كونه لن يتواجدا بذات المكان ، خائف أنه سينشغل تماماً عنه و الآخر سينغمس بعمله و بذلك تضيع لحظاتهم و فرصهم ، متوتر و قلق ، بكل يوم يقتربا لنهاية العام تزداد أفكاره بأنه سيخسره و يخسر فرصته تماماً ،
جالسٌ بسريره معانقاً وسادته بينما يقضم أظافره بتوتر بأسنانه محدقاً بالفراغ بشرود و حاجبيه مقوسين تعبيراً لأفكاره السلبية ، ليخرج من شروده دخول شبيهه الأكبر سناً بكرسيه المتحرك يتقدم لجواره

صفر : بداية النهايات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن