كيلر x القارئة

2.4K 137 521
                                    

أراد القدر ان تولدي في مملكة جوبا كإلإبنة الوحيدة للدوق الأكبر فيها و بعد رحيله تولى عنه عمُّك الحكم الدستوري للدوقية و صار هو كافلا لك من بعده ، و كأي سيدة تعيش في مجتمع راقٍ كذاك ، تكون الخطوة و اللفتة و النبرة و الكلمة و الأخلاق و المظهر أمور ي...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


أراد القدر ان تولدي في مملكة جوبا كإلإبنة الوحيدة للدوق الأكبر فيها و بعد رحيله تولى عنه عمُّك الحكم الدستوري للدوقية و صار هو كافلا لك من بعده ، و كأي سيدة تعيش في مجتمع راقٍ كذاك ، تكون الخطوة و اللفتة و النبرة و الكلمة و الأخلاق و المظهر أمور يحسب لها ألف حساب فعشت في تلك الظروف سنينا كان فيها اليوم الواحد يتكرر بنفس النمط و نفس الوتيرة إلى أن أقيم لك حفل ظهورك الأول في المجتمع الأرستقراطي لتقبل عليك نظرات الإعجاب و يذيع صيتك كأبهى إمرأة أطلت على ارض جوبا ، إمرأة فاتنة لم يرى لها مثيل .

الخبر وصل إلى المملكة المجاورة و حصلت على أعجاب ولي عهدها ، فتقدم لخطبتك على أمل أن يكون زواجكما المستقبلي فاتحة للخير بين المملكتين و سبيلا لتقوية التحالف بينهما فوافق وصيُك و وافقتِي أنت ليس لكون تلك الشؤون تتلائم مع نفسك ، و لكنك أردت الخروج راجية أن تري في حياتك البعيدة نجما متلألئا منيرا يضيء عتمة فؤادك حيث لا يوجد عمك الطماع أو زوجته البغيضة .

في اليوم المنشود حيث تزفين إلى فتاك ، لبست من الثياب أكثرها رونقا و أناقة و من الحلي أثمنها و أبهاها و مضيت إلى عربتك الخاصة ذات اللون الأبيض اللامع و التي تجمل هيكلها بخيوط فضية كأنها أغصان متشابكة و على قمتها تربع تمثال عنقاء ذهبي بشموخ و جلال ، يقودها حوذيان مع ستة من الخيول الصهباء القوية إضافة لكونها تحت حراسة عدد كبير من الفرسان الأشداء ، فدخلتها بعد أن ودعت أقربائك و خدمك لتبدء رحلة الثلاث أيام الشاقة كي تبلغي موطنك الجديد .

تكون الطريق أحيانا سهلة العبور فلا ينالك إزعاج و احيانا تكون وعرة تهتز لها جنبات العربة و تصطدم فيها عظامك ببعضها البعض و لكن كانت تلك الوسيلة الوحيدة للإنتقال و كان عليك التحمل .

مضى يومان بالفعل و قد بدأ التوتر يأخذ مأخذه منك إذ أن كل ساعة تمضي تخبرك أنك أوشكت على أن تصبحي رسميا زوجة لولي العهد ، و بينما أنت كذلك تتراقص الأفكار في ذهنك بجموح إذ توقفت العربة فجأة و سمعت صياح أحد الفرسان و هو يقول بحزم :
" إنتبهوا !! "

فتأهب البقية بشجاعة و إستلوا سيوفهم البيضاء ، ثم طافوا بالعربة حماية لك من الشر الذي يتربص بك ، إذ بزغ من بين الصخور و الأشجار جماعات ملثمة لا يُرى لها ملمح ، طوال القامة بأجساد ضخمة متينة تغطيها عباءات سوداء كأنهم أشباح قاتلة لا تنبعث منها إلا النوايا السيئة و دون اي كلمة أخرى دارت معركة شرسة بين فرسانك و بينهم تعالت فيها أصوات الهتافات المصممة و صهيل الخيول و ضربات السيوف ، فكانت يدهم أعجز فيها منهم و هزموا على الفور ، اما أنت فإنكمشت حول نفسك باكية خائفة تسألين حماية الله لك و قد أوشك قلبك على الهمود بسبب وحشية ما يدور خارج عربتك .

  القَارِئة x شَخصِيات وَن بِيس || ون شوت ون بيسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن