شتاء شِيّد

928 142 103
                                    

نجمة🌟+ تعليق = دافع لي

-

- وكأن الخيال يمكنه صنع شيء في الواقع .

فأخذ شيلد يجول بعينيه العسلية في المكان ثم رد علي:

- لا أظن أنك تستوعبين ما فعلته يا كاتبة.

ووضع يده فوق يدي لأشعر به توسعت حدقتي وسحبت يدي، بينما زادت ابتسامته أتساعاً. بدأت أرتعد وقلت:

- من أنت ؟! .

- شيلد ألم تتعرفِ علي قبل ثانية؟.

- أظن بأنك عفريت!، ليس لهذا تفسير آخر.

- هيا يا كاتبة ألست أوسم من أن أكون عفريتاً.

كانت تالة تمشي باتجاه غرفتنا وهي تتحدث على هاتفها في الجانب الآخر، فهمست له:

- أختبئ أرجوك فلا أستطيع أن أشرح وجود شاب غريب في وسط غرفتي !.

ما أن قلت ذلك حتى دخلت تالة وقبل أن أبدأ بالشرح مرت من خلال شيلد فطفى جسده الذي مرت من خلاله كدخان في الهواء، ولم تشعر هي بشيء سوى أنها قامت بالعطس !، أخرجت الهواء المحبوس في صدري من الصدمة وأخذت أنظر إلى وجهه الذي كان يسترق النظر إلى تالة حين قال:

- أن هذه الفتاة مختلة أهي تحدث قطعة الصفيح؟.

ما أن خرجت حتى قلت له :

- إذاً لست إلا امتداداً لخيالي فعقلي لم يعد يفرق بين الخيال والواقع، لذا أن تركتك الآن ونمت لن يمكنك فعل شيء حيال الأمر.

- هل أنت متأكدة ؟.

فسحب يدي لأسقط من على السرير، أتت تالة مجدداً وقال لي :

- ما رأيك يا كاتبة هل أجعلهم يظنون بأنك مجنونة ؟ أم تلبسك شيء ؟. يمكنني أن أفسد حياتك بالكامل ونظراً لها الآن لا تبدو بالكثير.

لم أرد عليه فكانت تالة تصرخ علي طالبة مني أن أقول لها ما حدث فأخبرتها أنني تدحرجت من على السرير. رفعت تالة حاجبها باستغراب وهزت رأسها لتقول:

- ما رأيك أن نذهب للطبيب فوجهك شاحب ؟.

هززت رأسي نافية :

- لا داعي، ماذا سيكون بي إلا حمى أو انخفاض في السكر.

- أنت لا تهتمين بصحتك البتة، هل تريدين بعض الطعام ؟".

أومأت لتذهب .

عدت لأنظر إلى شيلد وقلت له :

- ما الذي تريده بالضبط ؟.

- هذا هو ما أردت سماعه، سؤال مهم يا كاتبة. كل ما في الأمر أنك أخطأت في كتابة القصة هل يعقل أن تكون كتابتك لشخصية رائعة مثلي وتكتب بطريقة سيئة جداً.

- لم أفهم ؟.

جلس بجانبي وأكمل:

- لقد وضعتِ لشخصيتي كل المفاتيح لأكون شخصية رائعة، أو حتى أن أكون بطل هذه القصة لكن يبدو أن أفكارك نفذت في النهاية ووقع الاختيار علي ليتم التضحية بكل شيء على حسابي، وثم قد تتسألين لما لم ينتبه أحد لقصصك.

خطأ الكاتبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن