حبر وورق

257 22 62
                                    

الفصل السادس عشر
°•℘ حبر وورق℘ •°

⅌استمتعوا⅌

يد ونفريد بين يدي وهي تحدثني بكل سعادة. عيناها الزرقاوان تلمعان بحب وهي تتحدث عن سيلف إيفانكون. صوتها الرنان والحمرة الطفيفة على خدها جعلاني أعيد التفكير في نيروبي لثانية، وفي حديث ثانيوس الذي قال إنني كنت جبانة عندما تركت الأمر ينتهي بتلك الطريقة.

- سدرا، هل تستمعين إلي؟

أخرجت شهقة بسيطة عندما تنفست أخيرًا بعد غوص عميق في أفكاري وذكرياتي. أومأت لها قائلة:

- آه، أجل، كنت فقط أفكر في أمر ما. بالمناسبة، ألا تظنين أنه يفترض على سيلف أن يتقدم لخطبتك الآن؟

لاحظت تغيرًا بسيطًا في نبرة حديثها.

- هل حدث شيء يا ونفريد؟

ردت علي بصوت حزين:

- حتى أنتِ تظنين ذلك يا سدرا... لقد ظننت أنني الوحيدة التي تشعر بذلك.

عقدت حاجبي بحيرة. بالطبع، لقد سألتها بوقاحة، لكن لم أتوقع أن يكون هذا هو جوابها. على كل حال، سألت مجددًا:

- ماذا تقصدين؟

انفجرت بالبكاء فجأة، وهو أمر صدمني كليًا. لم أعلم كيف أتصرف... كيف ألملم دموعها اللؤلؤية، أو أوقف احمرار وجهها الذي بدأ ينتشر فجأة. كنت أقف هناك، أحاول أن أفعل أي شيء. في النهاية، تحرك جسدي من تلقاء نفسه، لألقي بيدي عليها وأقربها من جسدي لتبكي بداخلي، لعل هذا يخفف شعوري بالذنب تجاه فساد وجهها بابتسامة حزينة لا تناسبه.

- ونفريد، أرجوكِ، أخبريني. لا أحب رؤيتك بهذه الحالة.

أتى صوتها مرتجفًا بحزن لا يليق بها أبدًا:

- ظننت أنه سيقوم بخطبتي... لم أعد أعلم سبب تأخره. لقد أخبرته أنني لن أصبح زوجة لولي العهد، لكنه لم يقل شيئًا. فقط أومأ لي قائلًا إننا غير متأكدين من ذلك، وإنه لا يرغب في إحراج عائلته أو التاج. لكنني أشعر أن هناك شيئًا آخر، وأنا خائفة جدًا.

ذلك الأحمق اللعين، ماذا يقصد بقوله؟ حاولت التخفيف عنها قائلة:

- لكن ربما يكون هذا هو السبب يا ونفريد. ألا تظنين أنك تظلمينه بالظنون؟ لقد أخبرتني من قبل أن لا أتعجل، لذا رجاءً لا تتسرعي. لربما يكون كل حزنك مجرد وهم من صنع خوفك.

لسبب ما، شعرت بقشعريرة حين قلت ذلك، متذكرةً قول ثانيوس عندما سألته من يكون، فأجابني "خوفك".

أومأت وابتعدت عني ببطء وهي تمسح دموعها. مسحت دموعها وأنا أشعر لأول مرة بهذا الشعور، أنني أريد أن أكون في لحظة ضعف، لأن صديقتي تمر بهذا الحزن... أتذكر الحزن الذي مررت به من قبل بسبب الحب.

خطأ الكاتبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن