- الـفـصـل الأول -

553 27 11
                                    

#الـفـصـل_الأول
#مـلاذ_روحـي_الـضـائـعـة

« حالة من اللاوعي، لا يستطيع تذكر الزمان أو المكان، فقط لقطات عبر الزمن لا يتذكر متى حدثت حتى أنه يشك بأنه يعيشها للمرة الثانية، يحس بالمشاعر ذاتها! قلبه يستغيث من كم الهلع والخوف اللذان أعلنا احتلالهما له منذ مدة لا يذكرها...

°°° بمجرد أن أغلق الباب خلفه شعر بأن فرحته تبددت، يعلم ما سيلقاه مِن مَن يلقبهم بعائلته، استعاد جزءًا من فرحته فور رؤية أخته تهرول تجاهه بقلق، توقفت أمامه واضعةً كفيها على صدره وهي تتحدث بهمس: طمني يا عاصم عملت إيه فالنتيجة؟
حاوط كفيها بكفه قائلًا بابتسامة: الحمد لله نجحت بـ 90%
أدمعت عينا مروة قائلة بسعادة: الحمد لله، الحمد لله، أنا عملتلك حلويات كنت عارفة إنك هتفرحني إنهاردة
قبّل عاصم كفها بسعادة يحاول إظهارها
خرجت زوجة والدهما من المطبخ وهي تصرخ بمروة: أنت يا زفتة روحتي فين وسايبة الأكل عالنـ ـار!
تراجعت فور أن رأت عاصم أمامها قائلة: كنت فين من بدري أبوك سأل عليك كام مرة
رمقها عاصم بنظرة غاضـ ـبة تكـ ـرهها وتخـ ـاف منها أيضًا إلى أن مرَّ بجانبها نحو غرفته صافعًا الباب خلفه
همست لمروة بغضـ ـب قائلة: يلا يختي أنت كمان هتصوريني أنت وأخوكي!!
دخل والدها فهرولت زوجة أبيها نحوه وهي تنزع عنه عبائته قائلة: حمد الله عالسلامة يا حاج
تنحنح قائلًا: عاصم فين؟
ردت قائلة: أهو جوه فأوضته، نادي على أخوكي يا بت
خرج عاصم قبل أن تطرق مروة باب غرفته، وقف أمام والده الذي أردف بغضب: مفتحتش الدكان ليه؟
رد عاصم: كان عندي مشوار مهم
صفعه والده قائلًا بغـ ـضب: والمشوار دا مش هيتم يا ابن جليلة
ضـ ـربت مروة خديها بخـ ـوف وهي تبكي بينما بادل عاصم والده الغضـ ـب قائلًا: هيتم .. غصب عن أي حد هيتم
حدق والده به للحظات قائلًا: كنت فاكرني مش هعرف!! بتستغفلني! وماله، يا أنت تكمل علام، يا أختك تكمل، إختار
اقترب عاصم منه هامسًا: لما تدفعلي جنيه فتعليمي أنا وأختي ابقى خيرني
صرخ والده: وأنا مش فاتحها سبيل هنا يا روح أمك تأكلوا وتناموا وتشربوا وأنت مبتدخليش جنيه فالبيت وأنت شحط كدا، دا بدل ما تشوفلك شغلانة تصرف بيها على أمك وأخواتك!
عاصم: أمي مـ ـاتت الله يرحمها، وإن كان على أختي فهي عمرها ما مدتلك إيديها تطلب منك حاجة، سد ودنك عن مراتك شوية، أنت عارف اللي بيمشي ورا النسـ ـوان الناس بيقولوا عليه إيه
صفعه والده بغـ ـضب ثم لكـ ـمه بقوة وهو يصـ ـرخ بالكثير من السـ ـباب، دفعه لغرفته وأغلق الباب خلفه وهو يضـ ـربه بكل ما أوتي من قوة بينما مروة تصـ ـرخ بالخارج وهي تضـ ـرب بكلتا يديها على الباب منادية: يا بابا خلاص بالله عليك، باباا يا بابااا °°°

تداخلت الأصوات بعقله، تبدل صـ ـراخ مروة بصـ ـراخ ياسين الذي كان يستنجد به، كانت الأصوات وما تنطق به واحدة، ولكن شتان بين رغبة كليهما
همس بوهن: ياسين، متخافش يا حبيب بابا، ياسين.. ياسين
ظل يردد اسمه بنبرة تكاد تكون باكية حتى فقد قدرته على الكلام، والآن استطاع أن يُخـ ـرس كُل تلك الأصوات ويذهب بعالم آخر يملؤه السكون بعدما شعر بوخـ ـزة بذراعه الأيسر

• مـلاذ روحـي الـضـائـعـة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن