- الـفـصـل الـثـانـي -

159 15 12
                                    

#مـلاذ_روحـي_الـضـائـعـة
#حبيبة_أيمن

« * ها قد بدأ جحـ ـيمي للتو، أتمنى لكم أرقًًـ ـا لا ينتهى، وشـ ـقائًا أبديًا مثل الذي أعيشه أنا الآن *

°°° كان يقف حائرًا وسط متاهة من الظـ ـلام، لا شيء سوى أصوات الصـ ـراخ وطلـ ـقات الرصـ ـاص، يرتجف رعـ ـبًا ويضغط بكفيه على أذنيه أكثر ولكن الأمر لم يجدِ نفعًا، وكأنَّ تلك الأصوات تخـ ـترق جسده ... أو بالأحرى هي نابعة منه هو، لم يكن يدرك ذلك، يدقق النظر بكل مكان ويلتفت يمينًا ويسارًا كالمجـ ـذوب، هدأت الأصوات فجأة فور أن خبطت على كتفه برقة، التفت لها سريعًا ليجدها أمامه وقد بدأت تهمهم بصوتها العذب، بدأت بالدوران حوله ومازالت همهماتها المحببة للنفس تعلو باستمرار، دار حول نفسه معها وهو يسألها بعينيه هل أنت بخير؟ ولكن ما تلك النظرة بعينيها! عينيها تلمعان بشيء ما ... لا يعلم كُنهه بالضبط! توقفت همهماتها و دورانها حوله أيضًا لتستقر أمامه وهي تحرك شفتيها مزيحة تلك الابتسامة المرسومة على وجهها قائلة: اشتقتلك كتير عصومي، اقتربت منه أكثر وهي تهمس بجانب أُذنه: ناطرتك تيچي لعندي
كانت عينيه مركزة عليها، رفع عينيه لتصطدم بفارس وهو يقف خلف مايا على بعد أمتار منها، فغر فاه وامتلأت عيناه بالدموع، همَّ أن يتحرك نحوه ولكنه اختفى في الظـ ـلام كما ظهر منه! واختفت مايا أيضًا، هم بأن يصـ ـرخ باسمها بحثًا عنها لتفاجئه وهي تظهر من وسط الظـ ـلام المحيط به، كانت تجري نحوه وبيدها سكـ ـين نصله لامع وكأنها تسابق مجموعة من المحترفين وعاصم هو خط النهاية، ابتسمت بنشوة وانتصار وهي تغـ ـرز السكـ ـين بصدره وكأنها ربحت جائزة المركز الأول!  °°°
شهق عاصم في محاولة منه لالتقاط أنفاسه وهو يضغط على صدره بألـ ـم حيث طعـ ـنته مايا، التفت لذلك الجالس بجانب سريره وهو يسند ساقه اليسرى على فخذه الأيمن، دار بعينيه في المكان ليفهم بأنه بالمستشفى وسيتم التحقيق معه الآن حول …
حول ماذا؟! جميلة وياسين!!!
التفت له سريعًا وهو يهتف بحـ ـدة: مراتي وابني فين؟
تنهد أكرم قائلًا: حمد الله على سلامتك يا عاصم و … البقاء لله
اتسعت حدقتي عينيه وهو يتذكر ما حدث لهم، أين كان هو؟ هل تلقى تلك الضـ ـربة على رأسه وظل نائمًا هكذا!! تركهم يرحلون!! كم تألـ ـموا؟ كم عانوا وهو يرقد بذلك السرير يتلقى علاجه؟!
قاطع أكرم سيل أفكاره ودموعه أيضًا التي تحررت في غفوة منه قائلًا: أنا برضه أب زيك، وحاسس ومقدر كل اللي أنت فيه، بس أنت لازم تساعدني عشان …
قاطـ ـعه عاصم وهو يهمس بوهن: عاوز أشوفهم
أكرم: هم هيتد|فنوا بكرة الصبح، تقدر تشوفهم لما الدكتور يقول إن حالتك تسمح بـ دا، دلوقتي بقى أنا عاوزك تحكيلي اللي حصل بالتفصيل
عاصم بعدم تركيز وأنفاس متقـ ـطعة: أنا وجميلة وياسين كُنا فجنينة البيت وبعدها دخل علينا ناس لابسين ماسكات ومش فاكر حاجة بعدها ...
أكرم: عندك شك فشخص معين؟
لم يتلقَ منه إجابه فناداه: عاصم!
شرد عاصم بنظره في الفراغ وهو يسند رأسه للخلف وكأنه ينهي المقابلة ولا يدور بباله سوى شخص واحد فقط ... عزيز!
أكرم: طيب يا عاصم، أنا مقدر اللي أنت فيه، بعد الجنازة إن شاء الله نكمل التحقيق ...

• مـلاذ روحـي الـضـائـعـة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن