- الـفـصـل الـسـابـع -

27 5 1
                                    

•الـفـصـل الـسـابـع•

« في منزل فرح..
أطلَّ عمر برأسه داخل غرفة فرح فتسرب شعاع ضوء للغرفة، أردفت فرح باستياء: ياا عمر، إقفل الباب
عمر: سيدة الكهف مش فاضيالي خمس دقايق؟
فرح: لأ
دخل قائلًا: أوكي، جلس بجانبها قائلًا بنبرة صوت مرتفعة: نخش فالموضوع على طول
غطت فرح أذنيها بكفيها قائلة: ماتطرشتش لسه الحمد لله، وطي صوتك يا تطلع برة
عمر: آسف خلاص
فرح: هاا عاوز إيه، إنجز!
عمر: عيد ميلاد ميرنا قرب، ومجيبتلهاش حاجة، قولت مش هلاقي أحسن من فروحة أجدع جدعة فالجدعان هي اللي هتساعدني
فرح بوهن وتثاقل: عمر أنا حقيقي مش قادرة أخرج ولا أنزل
عمر: عشان خاطري، أنت كمان مكلتيش حاجة من الصبح، نبقى نتعشى سوا برا، ها، إيه رأيك؟
فرح: طب خليها بكرة
عمر: عشان خاطري يا فرح، دا خلاص مفاضلش كتير على العيد ميلاد!
زفرت فرح ثم أردفت بعد ثانيتين: طيب خلاص، أخرج عشان ألبس
اتجه عمر نحو باب الغرفة قائلًا: وإن قالك كل الإخوات أندال، قوله فرح أجدع جدعة فالجدعان، مستنيكي تحت يا غالية

بالأسفل..
خرج عمر من العمارة التي يسكن بها، اعتدل وليد الذي كان يقف بشرفة العمارة المُقابِلة وهو يتابع عمر الذي يتجه نحو سيارته، دخل سريعًا لتوقفه ابنته قائلة: بابي رايح فين؟
وليد وهو يتابع سيره للخارج: شوفي تيتة يا فرح روحي إلعبي معاها
خرجت والدته وهي تناديه، كان قد أغلق الباب فلم يستمع لنداء والدته، التفتت لفرح التي جلست مكانها ثانيةً بحزن
جلست جدتها بجانبها قائلة: مالك يا حبيبتي؟
فرح: عاوزة أروح عند مامي
إحسان: ليه كدا يا حبيبة تيتة، دا أنت لسه مكملتيش اليوم معانا، قوليلي نفسك فإية وأنا أعملهولك
بدأت فرح بالبكاء: أنكل محمود وحشني، هو بيحبني وبيلعب معايا لكن بابي مش راضي يلعب معايا
إحسان: كدا يا فروحة! دا بابا بيحبك خالص، هو بس عنده مشوار هيخلصه بسرعة وييجي عشان يقعد معاكي، دا أنت كنتي وحشاه خالص
مسحت فرح دموعها قائلة: لأ، هو طول الوقت قاعد فالبلكونة، ولما بروح ألعب معاه بيقولي روحي عند تيتة
إحسان: طب لما يجيلي بس، هشدلك ودانه، يا نهار أبيض! دا إحنا نسينا الكيك فالفرن! تعالي معايا يلا نطلعها بسرعة ..

خرج وليد من العمارة وهو يتابع عمر الذي تجهم وجهه فور رؤيته، أغلق المكالمة التي كان يجريها واقترب منه، اقترب وليد أيضًا قائلًا: فر..
عمر: إوعى أسمع سيرتها على لسانك!
بهتت ملامح وليد فتابع عمر: أختي كانت زي الوردة قبل ما ترجع، من ساعة ما جيت وهي مبيجرالهاش حاجة غير إنها بتدبل، بحاول أصلح اللي عكيته، فمتبوظش حياتها أكتر من كدا وانتبه لبنتك ولحياتك
لمعت عينا وليد قائلًا: أنا بحبها! بحبها وعاوز أتجوزها
عمر: لا يراجل! يعني سافرت، واتجوزت وخلفت وطلقت ولما رجعت افتكرت إن كان في واحدة اسمها فرح هنا، why not? يلا نتسلى شوية، مش كدا؟ أومأ وليد بالنفي وهو يتنهد بثقل، رفع عينيه لشباك غرفة فرحوقد امتلأت عيناه بالدموع قائلًا: أول لما سافرنا أبويا قالنا إننا مش راجعين تاني، هنفضل مستقرين هناك، اكتئبت لإني كنت فاكر إننا مسافرين شهر شهرين وراجعين تاني، الموضوع زاد ودخلت مصحة، بعد فترة قدرت أتخطى كل حاجة إلا هي، حاولت كتير مع أبويا إننا نرجع مصر أو حتى يسمحلي إني أرجع لوحدي، رفض قبل ما أخلص دراسة، دورت عليها فكل واحدة عرفتها، ولا واحدة نفعت تحل محل فرح في حياتي، وكإنها صورة بتفضل تركبها وبعد ما توصل للشكل النهائي تلاقي قطعة ناقصة فمتكملش، آخر واحدة عرفتها كانت نهى طليقتي وأم فرح بنتي، اتجوزنها بعد ما تعبت من التدوير، كانت أحسن واحدة فاللي عرفتهم، كل مشكلتها إنها مكانتش فرح، يمكن لو فرح مكانتش فحياتي كنا هبقى كويسين أوي مع بعض، بس هي مقدرتش تفضل معايا، كنت أوقات بناديها باسم فرح، حاولت معايا كتير، احتوتني، حتى لما طلبت منها تسمي بنتنا على اسمها معترضتش، انفصلنا قبل الولادة، لكن مازلنا على تواصل حتى بعد ما اتجوزت، هي احترمت حبي لفرح، وأنا احترمتها لإنها كانت واضحة معايا ومع نفسها، لما رجعت كنت عارف إن فرح اتخطبت، كنت ناوي أسيبها لحياتها، مكنتش أعرف إنها هتفضل فكراني زي ما أنا فاكرها، مقدرتش أسيطر على نفسي، مقدرتش بعد كل اللي مريت بيه تكون قدامي ومقربش، فرح بالنسبالي كانت نجمة الأمنيات .. طول الوقت شايفها لكن مش عارف أطولها!
عمر:مفكرتش للحظة إنها ممكن متطلعش زي ما كنت بتتمنى! أنت تعرف عنها إيه؟ بقالك ييجي عشر سنين متعرفش عنها حاجة، يا ترى لو مطلعتش فرح اللي بتتمناها هتعمل إيه؟ شقلب واجري وندور على فرح تانية مش كدا؟
علت نبرة صوته قائلًا بانفعال: فوق يا وليد، وخليك وليد جاري وحبيبي اللي اتربينا مع بعض من وإحنا صغيرين، بلاش تخليني أكرهك، مشاعر أختي مش لعبة، لو حسيت إن خصلة من شعرها إتأذت بسببك هكرهك وأخليك تكره نفسك وتلـ عن اليوم اللي رجعت فيه، لآخر مرة بحذرك! إبعد عن أختي، سيبها تشوف مستقبلها وحياتها يا أخي بعيد عن لعب العيال بتاعك دا!
انصرف من أمامه وركب سيارته، تحرك بها ليقف أمام مدخل العمارة بانتظار فرح..

• مـلاذ روحـي الـضـائـعـة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن