وقف كوفو مصدوماً مما سمعه، وحدق في ليونا غير مستوعب لما يحدث. "والدي؟ هل... هل هذا معقول؟"، تحدث المستأسد الشاب بصوت أعلى قليلاً من الهمس ولكن لم يجبه أحد، فتنهد سوكونا وقرر دفع الثلاثي إلى الكلام قائلاً: "لا أعلم عن التفاصيل ولكن... على ما يبدو قد تم إجباره على هذه المسرحية التافهة وهذان اللذان معه يعرفان كل شيء أيضاً. ولدي إحساس أن الثلاثة الذين جاؤوا إلينا في حفل زفافنا لهم علاقة بهذا الأمر أيضاً. إذاً، هل سيتكلم أحدكم أم أجلب أصدقاءكم الميرفولك وأجبرهم على الإفصاح عما يعرفونه؟"
"لم يكن لدي اختيار."، تمتم ليونا بصوت شبه مسموع لافتاً أنظار الجميع إليه، ثم تجمعت الدموع في عينيه ونظر إلى سوكونا بغضب وزمجر قائلاً: "كل العذاب والظلم والإهانة التي تلقاها كوفو... لم أرد أن يحصل أي من ذلك لابني الوحيد! ولكن فارينا وضعني بين خيارين أحلاهما مُر: إما أن أنفذ أوامره ولا أظهر بأن كوفو ابني، أو أن يقتله أمامي ومن ثم يقتل زوجتي التي حبسها في كريستالة سحرية ولا أدري أين هي!"
حدق الجميع في ليونا الذي بدأت دموعه تنهمر غير آبه بأن كل الأنظار متوجهة نحوه، هو يريد أن يبكي، يصرخ، يعبر عن غضبه من فارينا واستيائه من نفسه بأي طريقة. "ليونا... أبي."، قال كوفو بصوت مرتجف بسبب أنه لا يزال غير مستوعب بأن ليونا الذي لطالما حاول حمايته بكل ما يستطيع هو في الحقيقة والده وليس أخاه كما كان يعتقد من قبل. تنهد سوكونا مرة أخرى ثم أشار للجميع بالجلوس ونظر إلى ليونا، "يبدو أن قصتكَ طويلة. تكلم ولا تغفل أي تفصيل."، قال ملك اللعنات بهدوء فتنهد المستأسد الأكبر سناً وألقى نظرة أخيرة على كوفو قبل أن يبدأ الكلام."لم أكن دائماً شخصاً جيداً. لقد قضيتُ معظم حياتي وأنا أفكر بأنني لستُ سوى الأمير الثاني الذي يحتقره الجميع بسبب سحره الذي يجلب الجفاف ويحول كل شيء يلمسه إلى رمال. كنتُ وقحاً مع الجميع ومتمرداً على والدي الملك السابق، ولم أكن أهتم لمشاعر أحد. بقيتُ على ذلك الحال حتى التقيتُ ذات يوم بشيطانة قديسة غاية في اللطف والبراءة، اسمها باد. كانت الشخص الوحيد الذي تفهم معاناتي ووقف إلى جانبي رغم كل المصاعب، بالإضافة إلى أنها كانت تمتلك هالة مميزة تجعل كل مَن حولها يحبونها ويحترمونها."، توقف ليونا قليلاً وابتسم بحزن وهو يتذكر أوقاته الجميلة برفقة باد وكيف أمضى تلك الأيام بسعادة لم يعهدها أحد فيه من قبل، ثم أطلق زفرة يائسة قبل أن يكمل كلامه. "لقد جعلت أناساً من ممالك مختلفة يجتمعون معاً ويصبحون أصدقاء، ونسينا جميعاً وجود خطر ملك اللعنات. وقعتُ في حبها ولكن والدي وفارينا عارضا ذلك رغم أن حبي لن يؤثر في سمعتهما الغبية فأنا منبوذ على أية حال، لذا تزوجتُها في السر وكان جميع أصدقائنا شهوداً على ذلك: حاكم وادي الأشواك وقائد جنده وحارساه المخلصان، أمير أرض الرمال الحارقة وخادمه، مشهور أرض البيروكسين ومساعده الصياد، وثلاثي الميرفولك الذين حضروا زفافك. لقد شعرتُ بأني أسعد رجل في الكون، كانت باد هي النور الذي أضاء لي حياتي البائسة وكل شيء جميل بالنسبة لي. وعندما علمتُ بأنها حامل، أحسستُ بأنني ملكتُ العالم بأسره... حتى جاء اليوم الذي ولد فيه كوفو. لم تدم سعادتي كثيراً بعد أن حملتُه بين ذراعي؛ فقد داهمنا فارينا ورجاله ليأخذوها. قاومناهم بكل ما نملك من قوة ولكن... كان جسد باد ضعيفاً بسبب أنها كانت قد وضعت مولودها للتو، وهكذا أمسكوا بنا وحاولوا أخذ كوفو وقتله، لكنها توسلت فارينا أن يفعل بها ما يشاء ويتركني وكوفو نعيش. وعندها... أخذها وحبسها في كريستالة خاصة تضعف قوة الشياطين القديسين وتدخلهم في حالة أشبه بالغيبوبة. وبعد ذلك عرض علي الخيار الذي أخبرتُكَ به."
أنت تقرأ
حتى ملك اللعنات قد يقع في الحب | Even The King of Curses Could Fall in Love
Fanfictionفي عالم يسوده الظلام والقسوة، حكم ريومن سوكونا بيد من حديد. لم يشعر بأي شفقة أو تعاطف تجاه أحد. هو يأمر والكل يسمع له ويطيع. وإذا قام أحدهم بأي خطأ مهما كان صغيراً فمصيره الموت أو السجن مع التعذيب حتى يطلب الموت. ولكن كل شيء يتغير عندما يلاحظ سوكونا...