بعيداً عن مملكة سوكونا، في مدينة الشروق عاصمة مملكة سافانا الشفق، كان الأمير الثاني للمملكة يتحدث مع حاكم وادي الأشواك، الفاي التنين ماليوس دراكونيا، أو بالأحرى كان يلومه ويصرخ في وجهه عبر كريستالات التواصل بينما كان هذا الأخير صامتاً وينتظر نهاية ثورة غضب المستأسد المنزعج. "كيف لم يصل إلى مملكتك؟ كيف انتهى به المطاف عند اللعين سوكونا؟! هاه؟! تكلم أيها السحلية المتضخمة!"، صرخ ليونا بغضب وحقد بسبب خوفه على كوفو بينما تنهد ذو الشعر الأسود والتقت زمرديتاه بزمرديتي البيستمان الأسد الثائر.
"كينغسكولار. أتفهم غضبك. ولكن اللوم يقع عليكَ أيضاً لأنكَ تركتَه لفارينا ولم تحرك ساكناً. أم أنه هددكَ بها مجدداً ليجعلكَ تخضع له كالكلب الذليل؟"، قال ماليوس بهدوء ووقار مما جعل ليونا يطأطئ رأسه ولا يقدر على قول شيء لعلمه أن الفاي التنين محق. لقد كان هناك حين قام فارينا بجرح عين كوفو قبل أن يسلمه لتجار العبيد، ولكنه وقف ولم يحرك ساكناً. لقد فرط في الشخص الوحيد الذي يملؤه بالفرح والسرور. صحيح أن تشكا كان يواسيه ولكن كوفو كان جزءاً منه.
قبل أن ينطق ليونا بكلمة، ظهرت صورة جايد على الكريستالة واتجه نظر المستأسد إليه. "مرحباً، ليونا-سان. هل قاطعتُ شيئاً مهماً؟"، سأل الحوري الأنقليس بابتسامة أثارت شك المستأسد ذي الشعر البني الطويل الذي تأفف ومرر أصابعه في شعره ليحاول الحفاظ على هدوئه ورمق ذا الشعر السياني بنظرة غاضبة قائلاً: "إذا لم يكن الأمر مهماً، اغرب عن وجهي."
"لقد جرحت مشاعري، ليونا-سان. كنتُ على وشك إخباركَ بمعلومات عن كوفو-كن، ولكن يبدو بأنكَ مشغول بالحديث مع ماليوس-سان."، قال جايد محافظاً على ابتسامته المستفزة مما نجح في زيادة غضب ليونا الذي زمجر بانزعاج وصرخ: "وما الجديد؟! هل ستخبرني كيف يقوم سوكونا بتعذيب كوفو كي تزيد من معاناتي؟! أنا بالفعل أشعر بالألم يعتصر قلبي! لستُ بحاجة لأي منكم لأن يزيد من ذلك الألم!"تنهد جايد وتحول صوته إلى الجدية وهو ينظر في عيني ليونا، "إنه بخير. وقبل عدة ساعات حضرتُ حفل زفافه. إذا لم تصدقني، يمكنكَ سؤال أزول وفلويد أو المجيء إلى هنا والتأكد بنفسك."، قال ذلك بهدوء فعم الصمت للحظات ونظر المستأسد ذو الشعر البني للأسفل غير مصدق لما سمعه ثم نظر إلى جايد مرة أخرى وقال بصوت مرتجف: "لكن... ن-نارا قالت لي أنه صار محظي سوكونا... وهو على الأغلب يتلقى التعذيب على يديه..."
"هذا غريب، لأن اليوم كان حفل زفاف كوفو وسوكونا."، صُدم ليونا أكثر لسماع ذلك ولم يصدقه ظناً منه أن حوري البحر ذا العينين المختلفتين يعبث معه كالعادة، وبدأت الأسئلة تتبادر إلى ذهنه: كوفو؟ متزوج؟ ومن سوكونا من بين جميع الناس؟! كيف ذلك؟ أليس ملك اللعنات مجرد طاغية ذا قلب أقسى من الصخر ولا يعرف شعور الحب؟!ماليوس، والذي كان صامتاً طوال ذلك الوقت وينصت بانتباه لما قاله جايد، قرر أخيراً كسر الصمت قائلاً: "ما دام آشينغروتو والأخوان ليتش قد شهدوا الزفاف بأعينهم، فهناك احتمالان: إما أن سوكونا قد تغير، أو أنه يتظاهر باللطف كي يخدع كوفو. في كلتا الحالتين، عليكَ التأكد من صحة ما وصلكَ الآن، كينغسكولار."
استجمع ليونا قوته وقال بأن حاكم وادي الأشواك على حق، ثم نظر إلى جايد قائلاً بأنه سيأتي إلى مملكة سوكونا مع جاك وراغي للتحقق من صحة كون كوفو متزوجاً من ملك اللعنات وإذا كان ذلك عن رضا أم بالإكراه. أنهى الاتصال مع كليهما ثم ركض خارج القصر مداهماً البيت الذي يسكن فيه جاك وراغي في الأحياء الفقيرة واستعجلهما بأن يجهزا نفسيهما للرحيل بينما نظر الاثنان لبعضهما باستغراب ثم إلى المستأسد الواقف أمامهما.
أنت تقرأ
حتى ملك اللعنات قد يقع في الحب | Even The King of Curses Could Fall in Love
Fanficفي عالم يسوده الظلام والقسوة، حكم ريومن سوكونا بيد من حديد. لم يشعر بأي شفقة أو تعاطف تجاه أحد. هو يأمر والكل يسمع له ويطيع. وإذا قام أحدهم بأي خطأ مهما كان صغيراً فمصيره الموت أو السجن مع التعذيب حتى يطلب الموت. ولكن كل شيء يتغير عندما يلاحظ سوكونا...