مؤامرة

5 2 0
                                    

في مملكة سافانا الشفق، كان فارينا يستشيط غضباً في غرفة عرشه بسبب الموقف المهين الذي تعرض له من قبل سوكونا ويرمي بكل شيء ناحية الحائط، "اللعنة!"، كانت تلك هي الكلمة الوحيدة التي نطقها خلال موجة الغضب التي اجتاحته. كان الخدم والحرس يراقبون ملكهم بخوف ولا يستطيعون إيقافه أو حتى سؤاله عن سبب غضبه، حتى دخل عليه تشكا وهو بتلك الحالة ونظر إليه بصمت.

بعد ساعة من تحطيم أثاث الغرفة، نظر ملك السافانا إلى ابنه وهو يلهث ثم بدأ يهدأ بعض الشيء وأراد قول شيء ولكن ولي العهد الشاب فاجأه قائلاً: "بأي حق أنتَ غاضب هكذا؟"
عندها، أمر فارينا الجميع بالخروج وتركه وحده مع ابنه حتى يرسل في طلبهم، فامتثل الجميع لأوامره وغادروا غرفة العرش تاركين الملك وولي عهده وحدهما وهما يحدقان ببعضهما في صمت مطبق يخفي عاصفة من المشاعر المتضاربة، والتي كانت على وشك الانفجار في أي لحظة.

تشكا: إذاً؟ ألن تجيب على سؤالي؟

فارينا: لقد أهانني ريومن سوكونا في قصره... بشكل مضاعف... وتسألني بأي حق أنا غاضب؟!

تشكا: أنا مَن يجب أن يكون غاضباً ومستاءً الآن لا أنت!

فارينا: *بصدمة* ما الذي تقصده؟

تشكا: توقف عن ادعاء البراءة! لقد تأكدتُ بنفسي من كل شيء! كل شيء قاله سوكونا كان صحيحاً! لماذا؟ لماذا تؤذي عمي ليونا وأسرته؟! ما الجريمة التي ارتكبوها كي يستحقوا كل هذه الكراهية؟!

فارينا: *يشد على قبضتيه* عمكَ عار على عائلتنا! سحره الفريد يجلب الخراب والجفاف، كما أنه جلب لنا العار حين تزوج بشيطانة في السر! بل وأنجب منها ذلك الهجين اللعين! ألا تفهم؟! أنا أحاول الحفاظ على نسلنا نقياً!

تشكا: قديسة! شيطانة قديسة! ليست خطراً على أحد ولكنكَ تكابر وتتبع هواجس جدي غير المبررة تجاه بني جنسها! أطلِق سراحها، أرجوك!

أظلم وجه فارينا عند سماعه لتلك الكلمات، فقد سمعها من ليونا من قبل في الليلة التي قام فيها بحبس باد في الكريستالة السحرية تاركاً إياه يتخبط في حزنه. "هكذا إذاً... حتى أنتَ تنحاز ضدي يا بني؟"، تمتم ذو الشعر البرتقالي لنفسه ثم نظر إلى تشكا ببرود قائلاً: "لا بأس. سأتدبر أمركَ لاحقاً."
لم يفهم الشاب ما يقصده والده حتى قام هذا الأخير باستدعاء الحراس، "ولي العهد ليس بصحة جيدة. خذوه إلى غرفته ولا تسمحوا له بالخروج منها حتى أقرر عكس ذلك."، بعد قوله لذلك أمسك الحارسان بالأمير الشاب من ذراعيه واقتاداه بعيداً وهو يقاوم ويصرخ طالباً من أبيه أن يتعقل ويفعل الصواب حتى اختفى صوته في غياهب القصر. في تلك اللحظة، أخذ فارينا نفساً عميقاً ونظر إلى قائد الحرس قائلاً: "أحضِروا لي كبير المستشارين كيفاجي. أريده في أمر مهم."
أومأ القائد وانحنى باحترام ثم ذهب لتأدية مهمته تاركاً فارينا وحده في غرفة العرش يفكر في طريقة ليرد اعتباره لنفسه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 12 hours ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حتى ملك اللعنات قد يقع في الحب | Even The King of Curses Could Fall in Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن