بين يدي الطاغية

163 17 31
                                    

في اليوم التالي، فتح كوفو عينيه ونهض من فراشه وحيّا الجميع بنشاطه وحيويته المعتادين، ثم باشر العمل من فوره مبتسماً وهو يفكر بما سيفعله اليوم مع أصدقائه خارج أسوار القصر، ولكن سعادته لم تدم طويلاً؛ إذ جاء بعض الحراس وأمسكوا بكلتي يديه ثم اقتادوه بعيداً وسط ذهول الخدم والعبيد الذين بدأوا يتساءلون عن سبب أخذهم للفتى وهو لم يسبب أية مشاكل. وبمحض الصدفة، كان يوجي قد رأى ما حدث وهو على وشك التسلل لداخل كعادته ليتحدث مع كوفو، "هذا سيء. يجب أن أخبر فوشيغورو وكوغيساكي."، تمتم ذو الشعر الوردي لنفسه ثم قفز من على السور وركض باتجاه المدينة ليبلغ صديقيه بما رآه.

عودة إلى القصر، كان الحراس يسيرون مع البيستمان الشاب خلال الأروقة المعتمة باتجاه غرفة العرش. كان أوراومي واقفاً أمام الباب الخشبي الكبير وعلى وجهه ابتسامة خبيثة، تقدم نحو كوفو المرتبك وأمسك به من ذقنه قائلاً: "يجب أن تكون سعيداً. لقد طلب سوكونا-ساما رؤيتكَ فقد أثرتَ اهتمامه."
لم يفهم كوفو القصد وراء تلك الكلمات، ولكنه شعر بعدم ارتياح لما يحدث وكان على وشك الاعتراض، إلا أن الباب قد فتح على مصراعيه كاشفاً عن ملك اللعنات الجالس على عرش العظام وعلى وجهه ابتسامة مرعبة. ارتعش كوفو لرؤية ذلك وحاول الحفاظ على هدوء أعصابه في حين كان سوكونا ينظر إليه بشكل مريب، وهو لم يرتح لذلك البتة.

ازداد يقين كوفو من وجود شيء مريب حينما صرف سوكونا الحراس ليبقى معه هو وأوراومي، فوقف ثابتاً في مكانه لكي لا يظهر الخوف أو التوتر أمامهما. نهض سوكونا من على العرش واقترب من البيستمان الشاب الذي صُدم لرؤية ملك اللعنات عن قرب، 'إنه يشبه يوجي-كن كثيراً! لولا وجود هذه الوشوم على وجهه وتلك النظرة الباردة في عينيه لما أمكنني التمييز بينهما! بالإضافة إلى أنه أطول من يوجي-كن بعض الشيء، وتلك الرائحة... رائحة القتل التي تفوح منه...'، فكر ذو الشعر البني بمزيج من التعجب والخوف في حين كان ذو الشعر الوردي يطوف حوله ويتأمله من جميع النواحي وتلك الابتسامة الشيطانية لا تفارق وجهه. أخيراً، توقف سوكونا أمام كوفو واتسعت ابتسامته بينما كان الأخير ينظر إليه بحذر منتظراً أن ينتهي من تفحصه. بعد عدة دقائق، أمسك سوكونا بالفتى من شعره وقرّبه منه قائلاً: "أنتَ مذهل! تلك الهالة المميزة التي تحيط بروحكَ تجذبني إليكَ بشكل غامض. إنها تثيرني بشدة!"

لم يتمكن البيستمان الشاب من النطق بحرف واحد لشدة صدمته بتصرفات ملك اللعنات الغريبة تجاهه. أراد أن يسأل عن مغزى هذا الكلام، ولكن سوكونا تابع حديثه قاطعاً عليه الطريق، "ما يزعجني هو الأخبار التي وصلتني عنكَ يا كوفو كينغسكولار. الهراء الذي تتفوه به، الآمال الزائفة التي تعطيها للناس. لماذا تظل تتحدث عن التغيير والعاطفة كل هذا الوقت؟"، سأل ذو الشعر الوردي وهو ينظر إلى الأصغر منتظراً إجابته، فاستجمع كوفو شجاعته مرة أخرى وتكلم بثقة قائلاً: "لأنني أؤمن بأن أي شخص يمكن أن يتغير إلى الأفضل حتى ولو كان طاغية مستبداً مثلك!"
خيم الصمت على غرفة العرش، مما جعل المشهد متوتراً. أوراومي ظل محدقاً بالفتى مستغرباً من جرأته على قول كلام كهذا في وجه ملك اللعنات، سوكونا نفسه كان مستغرباً من الثقة التي تحدث بها ذو الشعر البني، بيننا كان الأخير لا يزال واقفاً بشموخ وفي عينيه نظرة تحدٍّ وكأنما زال كل الخوف الذي كان يشعر به منذ لحظات.

حتى ملك اللعنات قد يقع في الحب | Even The King of Curses Could Fall in Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن