النهاية ~

1.3K 54 25
                                    

~

كان الملكُ و الملكةُ يجلسانِ تحت شجرةِ الخوخِ في القريةِ
بينما يصفيانِ حساباتهما
" كيف تفعلين هذا بي "
قال الملك بحزنٍ
" لم أكن أنا صغيري لقد كان والدكَ "
" حبًا بي إشرحي لي مالذي حدث أنا لا أذكر شيئًا "



" لقد تزوجنا أنا و والدكَ بعد وقوعنا في الحُبِ لكن حبنا ألقيت عليهِ لعنةٌ من ساحرٍ خبيثٍ قال أن هذه اللعنة لن تُخمدَ إذا تزوج أي ملكٍ بشريةً و عندما أفشى أحدهم هذا السر إلى شعبِ والدكَ هاجموا القصرَ بنيرانِ مشتعلةٍ كانوا يريدون قتلي لأنهم خافوا على ملكهم لكن والدك لم يرضى بذلك فأنا و هو كنا نحب بعضنا حبًا جمًا و أنت كنتَ رمزًا لحبنا، فاشتعل القصرُ و ما كنت أنت إلا رضيعًا صغيرًا فبكيتَ بشدةٍ و والدكَ كان مريضًا بسبب اللعنةِ و في ذلكَ الوقتِ احتضنكَ إلى صدرهِ و طلب مني أن أهربَ فأعطاني القلادةَ التي يرتديها يوجي الأن و ألبسكَ أنتَ واحدةً مشابهةً لها حتى نكون تحت حمايتهِ حتى لو رحلَ هو، فابتعدتُ أنا بغيرِ رغبةٍ مني و مات والدكَ تلكَ الليلةِ، فبعد أن هربتُ مع تشوسو طلبتُ منه أن يعود من أجلكَ و ها هو ذا بقربكَ "
قالت ذلك بينما تمسحُ على شعرهِ بحنانٍ
هو لم يستطع أن يقول شيئًا بل كان يحدقُ بيوجي و يستمعُ لها
فكان كل ما يعرفهُ هو أمر القلادةِ و كان يعلم أن والدتهُ تملكُ واحدةً مثلها و بينما قلادتهُ تضيءُ بالحياةِ فهذا يعني أن القلادةَ تضيءُ أيضًا فإذا مات حاملها ينطفئ ضوئها 

__

كان يوجي يجلس مع نوبارا تحت شجرةٍ أخرى
" لم أكن أعلم أن هذا سيحدث أنا أسفة ما كان يجب عليك أن تذهب " قالت نوبارا بينما تبكي في حضن يوجي
احتضنها يوجي مهدئًا إياها
" لا تقلقي نوبارا أنا بخير "
" هل أنتَ بخيرٍ حقًا ؟ "
نظرت إليه وسط دموعها
أومئ يوجي بابتسامةٍ
ثم عادت تحتضنهُ
" هيا نوبارا يجب أن نذهب "
قالت ذلك ماكي بينما تلقي التحية على يوجي
نهضت نوبارا فعانقت يوجي مرةً أخيرةً
" اعتني بنفسك حسنًا ؟ سأتي لزيارتك متى أردت سأكون
بجانبك دائمًا "
قالت ذلك بينما تبتسم
" سأحرص على فعل ذلك "
ابتسم الاخر مودعًا إياها
ثم اتجه إلى الملكِ و الملكةِ
عدل الملك جلستهُ و رفع رأسه من حضن والدتهِ عندما رأى يوجي يتقدم نحوهم
فركض الأخر إليهم بابتسامةٍ
اقترب منهما و لم يلقي بالًا لسوكونا بل راح يرتمي في حضن الملكةِ
" اشتقتُ لكِ كثيرًا "
" أنا كذلكَ خوختي "
قالت ذلك بينما تقهقهُ على ملامحِ ابنها
" خوختي ؟ "
قال ذلك سوكونا بتعجبٍ
خجل يوجي دافنًا رأسه في صدرِ من ربتهُ
فضحكت الأخرى على حاله
" لقد وُلِدَ يوجي تحت هذه الشجرةِ و أنظر إلى شعرهِ
أليس بلون الخوخِ ؟ "
أومئ الملك لذلكَ ثم قال
" أنظري إلى شعري أيضًا ألستُ خوختكِ ؟ "
" هل تغار يا هذا "
قالت ذلك بينما تشد يوجي إلى حضنها
" اعطني عروسي "
" ها " قالت بتفاجئٍ
" سأخذ عروسي ما بكِ "
" خذهُ إن استطعت "
نهضت بينما تسحب يوجي معها
فركضا بين الأشجار
استوعب سوكونا فنهض هو الأخر و ركض خلفهم
و كل ما كان يسمع في المكان هو صوت كقهقهاتهم

__

و ها هم ذا يعودونَ إلى القصرِ سويةً
كان يوجي يمشي أمامهم بينما يحمل سلةً من الخوخ
هو أراد أن يقطف بعضها
" ريومن "
" نعم جلالتكِ "
" اعتني بيوجي جيدًا من أجلي "
" سأفعل "
نظر له فابتسم و راح راكضًا خلفهُ فأخذ منه السلةَ و مشى بجانبهِ
أمسكَ خصرهُ مقربًا إياه أكثر
فأنحنى مقبلًا رأسهُ
فكانت هي خلفهم و ابتسمت على منظرهما

كان تشوسو يخرج من بوابةِ القصرِ بينما يحمل سيفهُ
" سنتمشى ها، أين بقيتما بحق الجحيم "
فرأهما يتمشيانِ معًا إلى البوابة و يدردشانِ فيما بينهما
نظر تشوسو براحةٍ
" أهلاً بعودتكَ مولاي "
قال ذلك بينما ينحني
لم يرد عليه سوكونا بل كان يحدق به مطولًا فتقدم منه معانقًا إياه
تفاجئ تشوسو، لما قد يعانقه الملك ؟
" شكرًا لأنك اعتنيت بوالدتي، تشوسو "
بادله الأخر العناق، غير مدركٍ لما يحدث فنظر أمامه و اذ به يرى سيدتهُ تبتسمُ له ففصل عناقهُ مع الملكِ راكضًا إليها معانقًا إياها بقوةٍ
هو كان يتلقى الأوامر منها لكنه لم يراها منذ ذلك اليوم
" ظننتُ أنني لن أراكِ أبدًا "
قال ذلكَ بينما يبكي شلالاتٍ
" هيا ها قد رأيتني لا تبكي "
قالت ذلك مربتًة على ظهرهِ
فصل هو العناق منحنيًا لها لكنها منعتهُ معانقًة إياهُ من جديد
" كم مرةً سأقول ذلك تشوسو ؟ "
" لن أفعلها أنا أسف أنا بمثابةِ أبنٍ لكِ "
" أحسنتَ هكذا "
قالت ذلكَ ثم فصلتِ العناقَ ماسحًة الدموع التي تساقطتِ من عينيهِ
" تشوسو خذ هذه "
نظر تشوسو للملك و أومئ له ثم استدار مقبلًا يد الملكةِ
فتقدمَ و أخذ سلةَ الخوخِ و مشى معه يوجي
" تشوسو هو أكثر من اشتاق لكِ "
" ألم تشتق لي بقدرهِ ؟ "
قالت مبتسمًة
" نعم لكنهُ عاشَ معكِ لسنينٍ طويلةٍ بينما أنا أتذكر
شكلك مذ كنتُ رضيعًا فقط "
" سأعيشُ معكَ حتى تمل مني الحياةُ فقد وافقتُ
على أن أصبحَ خالدةً من أجلك و أجل والدكَ فقط "
قالت ذلكّ بابتسامةٍ حنونةٍ



___

كان يوجي يجلس على السرير بقرب الملكِ
" هل مازلتَ خائفًا ؟ "
قال سوكونا بينما يلعب بأصابعهِ
فتوترَ الأخر
" لا... لما سأخاف "
نبسَ بوجهٍ محمرٍ
فحلت لحظةٌ من الصمتِ فشعر كلاهما بالخزي
هما يحرجان نفسهما فقط
فنهض يوجي متأففًا و وقف أمام الملكِ
أمسكَ وجهه براحةِ يديهِ مقبلًا إياهُ بلطفٍ فبادلهُ الأخر بشغفٍ
" شكرًا لكَ خوختي "
قال ذلكَ واضعًا رأسهُ على كتف يوجي
" لا تنادني بهذا أنا لستُ خوختكَ "
أمسك الملك خصره و نظر له بحاجبين معقودين
ثم أنقض عليه مدغدغًا إياه و الأخر فقد أنفاسهُ من الضحك مترجيًا سوكونا أن يتوقف


___


عاشَ الملكُ مع أميرهِ و حكم بجانبهِ و كانت والدتهُ إلى جانبهِ و قد فرح الجميع بعودتها و مع مرور السنوات زاد حُب الملكِ لأميرهِ فقد أصبحَ فلذةً من كبدهِ
و ها هما يضعان خواتمَ زواجٍ حقيقةٍ هذه المرةَ
فقد كان سوكونا يرتدي خاتمًا مصنوعٍ من قطعةٍ
صغيرةٍ من روح يوجي
و يوجي يرتدي خاتمًا مصنوعًا من قطعةٍ صغيرةٍ من قلب سوكونا
و بالنسبةِ لمرض سوكونا فهو تلقى علاجهُ بالفعل ربما ظنوا أنه لم يكن هناك علاجٌ أخرٌ غير زهرةِ الجثةِ التي تنبتُ كل ألف عامٍ لكن أزهارُ الخوخ كانت علاجًا أيضًا و بالنسبةِ للوزير هو ما زال غير راضٍ عن زواجهما هذا ما ظنهُ هو لكن أفعالهُ تُخبرهم شيئًا
أخرًا لذلكّ تجاهلوهُ هو و كلامه
و أضحى حُب الملكِ لخوختهِ حُبًا يضربُ به المثل

النهاية ~

🎉 لقد انتهيت من قراءة خوخةٌ 🎉
خوخةٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن