~
" أنا سأذهب "
نظرت إليه نوبارا بحواجبٍ معقودةٍ
" ما الذي تهذي به؟؟ "
اقترب منها يوجي جالسًا على ركبتيه و أمسك بيديها كأن ما قاله الأن ليس جنونًا
" نوبارا، دعيني أذهب بدلًا عنكِ "
" يوجي توقف عن المزاح أنت تعلم ما عواقب هذا "
" أنا جادٌ للغاية "
نظرت إليه نوبارا بهلعٍ كبير فقد كانت ملامحُ يوجي حزينة كأنه كان جادًا حقًا
ثم قال بصوتٍ منخفض بينما يمسكُ وجهها براحةِ يديهِ
" إن كنت تحبين ماكي-سان لن أدعكِ تذهبين أبدًا!"
"لكن يوجي أنا.. "
"ولا كلمةٍ أخرى، أنا يمكنني أن أتصرف بهذا، ثقي بي حسناً؟"
نظرت إليه بمقلتيها ذات البريق اللامع و شفتاها المتقوستان و بكت بشدةٍ، لقد كان يوجي أعز ما تملك نوبارا فقد كان أخر ما تبقى لها .. و ها هو ذا سيلعب دور الشخصية الطيبة مجددًا كما اعتاد من صغره، إنه يضحي بنفسه مقابل سعادةِ صديقته
إحتضنتهُ نوبارا و أجهشت بالبكاء قائلةً
" لن أسمح لكَ أن تضحي هذه المرةَ أنا أسفة أنت لا يمكنك فعل هذا سيقتلك الملك حتمًا "
" هيا بالله عليك سأتدبر أمري و إن كنتُ سأموت فهذا ما أراده القدر "
" لكن ماذا سأقول لأهل القرية عندما يجدوني هنا ؟ "
" لن تكوني هنا نوبارا "
" إلى أين سأذهب، يوجي ؟ "
" ستخرجُ عربةُ القصر بعدَ فجر اليوم لذلك تجهزي
سأخذك الأن إلى ماكي "
ابتعدت نوبارا عن حضنه و نظرت إليه بابتسامةِ هلوعةٍ و قالت
" أنت شيءٌ ما حتمًا "
ضحك يوجي و نهض خارجًا من المنزل
" سنلتقي بعد ساعةٍ خلف شجرةِ الخوخ الكبيرة تجهزي بسرعة لديك ساعةٌ فقط "قبل الفجرِ بساعتين ~
ها هو يوجي يتوجه الى شجرةِ الخوخ فوجد نوبارا تجلس هناك بشرودٍ
" بوو "
" لقد افزعتني ما بك "
ضحك يوجي
" أنا أسف لقد بديتي شاردةً "
نظرت نوبارا الى الارض بحزنٍ
" يوجي دعنا لا نفعل هذا "
" لا رجعة الأن لقد جهزت كل شيءٍ بالفعل سأذهب بعد ساعتين من الأن، هيا اركبي في العربة سيوصلك عمي إلى قريةِ ماكي "
" يوجي "
" همم "
" ماذا ستفعل عندما يلاحظون غيابك ؟ "
" لا تقلقي لقد تولى عمي ذلك بالفعل "
" ماذا بهذه السرعة ؟ "
" نعم، لقد أخبر رئيس القريةِ أنني سأغادرُ إلى قريةِ أبي
من أجل جدي "
" أنت حقًا شيءٌ ما "
" هيا إصعدي بسرعة "
كانت نوبارا مترددةً و خائفة
تأفف يوجي و حملها
" أنت تضيعين الوقت فقط "
تشبثت به نوبارا بينما تمنع نفسها من البكاء
" اعتني بنفسك جيدًا، نوبارا "
قالها بينما يبتسم ببلاهةٍ
مما جعل نوبارا تبكي مجددًا
وضعها يوجي في العربة مودعًا اياها
فمشت العربة و هي مازالت تنظر إليه و دموعها تتساقطُ كشلالٍ
" لا تنظري خلفك "
صرخ يوجي بغصةٍ بينما يحاول حبس دموعه
توقفت نوبارا عن النظر واضعةً يدها على فمها مانعةً نفسها من الصراخ
رأى ذلك عم يوجي فابتسم بحنان لها قائلاً
" لا بأس بالبكاء أحيانًا "
فبكت نوبارا دونَ توقفٍ
~