نظرة

23 2 0
                                    

صرخات عالية منبعثة من فم ندى تلك الطفله التي لم تُكمل عامها العاشر بعد، أصوات أخرى عالية لسيدات يحاولن أن يُسكتن تلك المسكينه مُمسكين بيديها و أرجلها؛ حتى لا تتحرك لينهون جريمتهم دون هرب منهم كما تفعل دائماً
نظرت ندى بذعر لتلك السيده التي تقترب منها بيدها مشرط و على وجهها ابتسامه دبت بقلبها الرعب
تساقطت دموعها على وجنتيها متمنية أن يأتي شقيقها و ينقذها من براثن خالتها و عمتها و تلك السيده المخيفه التي جلست أمامها و بيدها مشرط تنظفه من الدماء التي عليه من الضحيه التي قبلها، زاد الرعب بقلب تلك الصغيره مع رؤيتها لتلك الدماء، حاولت ندى الصراخ بإسم شقيقها و لكن خالتها وضعت كفها على فمها بسرعه قبل أن تتكلم و هي تهمس بجانب أذنها قائله بفحيح أفعى : أهمدي و مش عايزه اسمع منك صوت لحد ما الست فتحيه تخلص شغلها فاهمه ؟
اومأت برأسها بسرعه و هي تشاهد تلك السيده التي تدعى فتحيه مقتربه بيدها التي بها المشرط من المكان الذي أخبرتها والدتها قبل أن تتوفى أنه موطن عفتها و شرفها
فاقت تلك الصغيره من تلك الذكرى و قد انفجرت بالبكاء و هي تصرخ عاليًا بهستيرية شديده
دلف شقيقها الي الغرفه بسرعه آخذا إياها بين أحضانه و هو يقرأ عليها بعض من آيات الله حتى تهدأ
أردف بصوته الحنون و الدافئ قائلا: اهدي يا نور عيني صدقيني محدش هيعمل فيكي اي حاجه تاني
اومأت له الصغيره و هي تحتضنه و تدفن رأسها بين حنايا صدره، لحظات و ذهبت في سُبات عميق بعد الكثير من البكاء، نظر إليها احمد و قد اجتمعت العبرات بعينيه و هو يقبل رأس ندى بعد أن استكانت بين أحضانه، أغمض عينيه متذكرًا صراخها الذي سمعه على بعد أميال من منزلهم الصغير، تذكر محاولاتهم في قتل براءتها و تشوية أنوثتها كى يتم إثبات عفتها فى معتقداتهم، إتصال إبنة خالته و إخبارها له عن جريمتهم لكى ينقذ شقيقته من براثنهم، أنقذها بالوقت المناسب لا يعلم لو كان تأخر لدقائق ماذا كان سيحدث. نظر الى وجه طفلته ليست شقيقته فقط هي طفلته و إبنته، مدللته الصغيره يتذكر وصية والديهما يتذكر تعلقها به استقبالها له كل يوم ابتسامتها وهرولتها لأحضانه، يتذكر صديقتها سلمى تلك الصغيرة صاحبة الابتسامه المشرقه تلك من فقدت برائتها و حياتها نزفت حتى الموت بسبب بعض المعتقدات العقيمة و نظراتهم المريضة للفتاة كأنها خُلقت عبثًا و لن تصبح إمرأة صالحة إن لم تُقتل برائتها، تلك هي العادات التي تسببت بموت الكثير من الفتيات الصغار، حقًا صدقت النساء حين قالت قتلتنى العادات. كثرة الأحاديث حول ما فعله احمد من منع عائلته من ختان اخته الصغيره، حول كيف يفعل ذلك وكيف يعارض ويكسر قاعده من عادات ومعتقدات تربوا عليها. لا يعرفون أنها جريمة يعاقب عليها القانون، وهذا ما حدث بالفعل؛ قام أحمد بأبلاغ الشرطه عما كانت ستفعله خالته وعمته من جريمة شنعاء بقتل برءة أخته الصغره، والتسبب لها في حالة نفسية ادت الى الخوف والرهاب من جميع ما حولها، جعلتها دائمًا شاردة وخائفة، أصبحت تصرخ بأعلي صوت عند لمس أي شخص لها حتى لو كان هو. لا يعلمون أن هناك الكثير من الاباء والامهات يبكون ندمًا علي ما فعلوه في اطفالهم الأبرياء فمنهم من فقد طفلته و منهم من لم تعد نفسيه ابنتهم مثل قبل.
بالنهاية يا سادة ما فعله احمد ما هو إلا الحفاظ علي ابنته الصغيره فهى ليست فقط اخته بل كل مايملكه في الكون، و سيفعل كل ما بوسعه للحفاظ علي براءتها وطفولتها.
أما ما فعلته خالته وعمته فهو بدافع العادات و التقاليد التي ولدوا عليها فهم لا يعلمون او بمعني صحيح لا يريدون أن يعلموا الصحيح من الخطأ فكل ما يهم هو تطبيق تلك العادات حتي لو كانت تكلفهم حياة الصغيرة، كي لا يتحدث عنهم أحد بسوء بأنهم اخترقوا قواعد العادات.
❤️❤️❤️❤️❤️
القصة اتكتبت في مسابقة مع فريقي كنت مشتركة فيها
💕💕💕💕💕
أتمنى تعجبكم
ممنوع النشر في أي مكان بدون إذني.
❤️❤️❤️❤️
فريق اقلام عابثة
اعضاء الفريق (أروى العش. تسنيم هشام.هناء محمد )

حكاوى اروىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن