٣- أوَل يَوْم

47 2 7
                                    

☆☆☆

اللَّهم صَلي و سلم عَلى نبيِنَا مُحمَـد

الإنْـطبَاعات الأولَى تَعيْـش للأبَد لذا إجْعلهَا قويِـة.

☆☆☆

تَنهدْت بِراحَة حَالمَا دخَلْت الغُرْفة التِي قَادتْني إِليهَا كَبِيرة الخَدمْ
"تَباً للجَوِ المَشْحُن" قُلت بإِرهَاق أنْزع إسْدالي و حِجَابي فَتَحْت حَقِيبَتي أُخْرِج بَعْض المَلابِس أخْرجْت مُسْتَلْزَمَات الْحَمَام دَخَلْته و فَتحْت صُنبُور المياه أمْلأ الحَوْض بالمَاء أَخَذْت حَمَاماً لا أَعْلم كَم دَام فَقدْ فَقدْت إحْسَاسِي بالوَقْت، خَرجْت بَعْد مَدة و وَجدْت بَاقِي حَقائِبي وَسط الغُرفَة جَفَفت شَعْري و رُحْت أفْرغ حَقَائِبي و أُنظِم حَاجِياتِي.
وقَفْت أنْظُر فِي أرْجَاء الغُرفَة بَعْد أنْ أنْهيْت تَرْتِيبَها وَضعْت الصُورة المُأطَرة بِجانِب سَريْري و تأَمَلت صَاحِب الصُورة بإبْتِسامَة ثُم حَوَلْت نَظَرِي نَحْو المِرْأَة و هُناكْ كُنْت قَد ألصقْت بَاقِي الصُور الخَاصة بِه تَنهَدْت و نَظَرت للخَارِج كَان مُنْتَصف النَهار بالفِعْل الوقْت يمُر بِبُطْئ فَكَرْت ثُم إرْتديْت حِجابِي و خَرجْت مِن الغُرْفة
طَرقْت بَاب الغُرْفة مَرتَيْن قَبْل أَن يُأذَن لِي بالدُخول كَانِت وَالِدتي تُرتِب مَلابِس وَالِدي بِجَانب خَاصَتهَا
"مَاذَا تُرِيْدِين؟ هَلْ أنْهيْت تَرْتِيب غُرْفتِك؟"
أومَئْت ثُم قُلت :"أَجل إنَتَهَيت، لا أَجِد حَقِيْبة أَدوَاتِي المَدْرسِية"
"تَصَرُف نَمُوذَجِي مِنْك...إسْألِي خَالَك أليكْس أو آغُور هُما مَنْ سَاعدَا وَالدَك عَلى حَمْل الحَقائِب"
"حَسَناً..."
أَغلَقْت البَاب و رُحْت أجُول فِي أرْجَاء المَكَان أَوْقَفت إحْدِى الخَادِمَات حالمَا رأيْتُها
"عَفْواً..! أبْحَث عَن خَالِي أليكْس أيْن أجِده؟"
"سَيِد أليكْسندر لَيْس هُنَا.."
"آوه..مَاذا عَن آغُور هَل هُو هُنَا؟"
أومَئت إيْجَاباً ثُم قَالتْ
"أَجل..إصْعَدِي للطَابق الثَالَث الغُرفَة الثَالِثة عَلَى يسَارك أُطرُقِي الباب أرْبع مَرات عَلى التَوالِي"
"شُكْراً.."
صَعَدْت السَلالِم الخَشبِية أتَسائل مَاذا سَيحْدث إِذا لَم أطْرق البَاب أرْبَع هَززت رأسِي حِيْن وَقْفت أمَام البَاب و رَفعْت يَدِي أطْرقه دُون رَدْ
"آغُور..."
قُلْت بِصوْت مُنخَفِض إسْتَدرْت بِنيَة الذهَاب حِيْن لَم يَرُد ليُوْقِفنِي صَوْت فَتْح البَاب طلَ آغُور مِن ورَاءه قَائِلاً
"أجَل مَاذا تَحْتَاجِين؟"
مِن نَبْرة صَوتِه إسْتَنتجْت أنَه كَان نَائِما نَظْرت نَحوه
"أسِفَة عَلى إيْقَاظك لكِني لا أجِد إحْدَى حَقائِبي و خَالِي لَيس هُنَا لِذا أردْت سُؤالَك، اَحْتَاجهَا حَتَى أدْرس.."
أوْمئ ثُم صَمْت و بَدا أنَه يُفكِر بَعد لَحظَات أرْدف قَائِلاً
"لَقد وَجدْت حَقِيبة لًكِن دُون إسْم يُمكِنك إلْقَاء نَظْرة"
أوْمَئت دُون تَفْكِير لِيَدْخُل الغُرفَة و يَعُود بَعْد لحظَات يَحْمِل حَقِيبَة سَودَاء فِي يَدِه
"هَل هَذِه هِي؟"
"أَجَل..." إبْتسَمْت بِسعًادة و حَمَدت الله عَلى إيْجَادِها
"شُكْراً عَلى الإحْتِفاظ بِهَا لا تَعْلم كَم أُحِب هَذه الحَقِيبة" قُلت بِسعَادة لِيبتَسِم و يَمُدهَا نَحْوِي و يَقُول بِلُطْف
"العَفْو.."
أخَذْتُها مِن يَدِه و شَكرْتُه مُجدَداً ثُم عُدْت إلَى غُرفَتِي أفْرغْت مُحْتويَاتِها فَوْق المَكْتَب ثُم إرْتدَيْت مَلابِس النَوم و حَشرْت نَفْسِي بَيْن الأغْطِية و غَطَطت فِي النَوْم.

فَــوقْ حَـقِـيْــقَـة الــكَرادِلَــةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن