☆☆☆
حين سكت أهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل أنّهم على حق
☆☆☆
أتَعلم تِلك اللحْظة حِين تَقف فِي مَكان و يُنذِرونَك أن إنْفِجَار سَيحْدث فِي المكَان الذِي تَقف عَليه مُحاولاتُك حَتى لا تَتضرر مِن الإنفِجَار بائَت بالفِشل و أخَذت حَقك مِن الصَدمة هَذا مَاكنت أشْعُر بِه بَعد كَلمَات أليُون كَان ردُه غَير مُتوقَع مَاجعل الأسْتاذ يُوسِع عَيناه للحْظَة قَبل أن يُعاود وضْع تَعابِير وجْهِه الجَامدة و يَتفحصنَا جَيداً
"مَاذا عَنك وتِين، هَل إخْترتِي هَذه القَضية لأنَك عَربية و تَريْن أن هَذه إحدى واجِباتك كَمُسلمَة؟"
كَان سُؤاله سَاخراً نَظرت نَحوه للحْظة قَبل أن أضْحك لثَانِية ضَحكة خَالية مِن الفُكاهة و نَظرت نَحوه بإبْتِسامة بَاردة قَبل أن أجِيب
"لا...بالطَبع لا، إخْتِياري لهَذِه القَضية لا عَلاقة له البَتة بأصْلي أو دِيانَتي بَل له عَلاقة بإنْسانِيتي، أعْرِف حَق المَعرِفة أن لا أحَد فِي هَذه القَاعة كَان ليَخْتار هَذه القَضيَة، طَبيعَتِي و كَونِي إنْسَان هُو مَا جَعلني أتِي عَلى ذِكر هَذه القَضية، رؤيَة نِساء و أطْفال و كِبار فِي السِن يُقتَلون بِتلك الطَريْقة رغْم أنهُم لم يُذْنِبوا تُسبِب لِي الكَوابِيس و مَعرفَة أن لا أحَد يُدافِع عَن الأمهَات اللواتِي يَفقدن أطْفالهن كُل يَوم و الأطْفال الذِين يَفقدُون أبائهُم تُحطِمني، مُجرد التَفكِير أنَه مِن المُمْكِن أن أكُون فِي تِلك الحَالة تُسَبِب لِي ضِيق التَنفس مَابَالك أن أكُون حَقاً فِي خَضم تِلك الفَوضَى...أصْوات صراخ الأطْفال بَعد وقْع القَنابِل تُفقِدني صَوابِي يَوماً بَعد يَوم، مَايحْدث عَلى تِلك الأرْض لَيْس دِفاعاً أو مُحاولة إسْترجَاع 'أرض مَسروقَة' بَل مَجازِر دمَوية، إحْتِلال و إنْتِهاك للحُقوق البَشرية...هُو تَجسِيد للوحْشِية و إنْعدام الإنْسانِية"
قُلت بِقوة و لم أبْعِد عَيناي عَن خاصَتِه و لو للحْظة شَاهدت الصَدمة و الإنْبِهار فِي عَينيْه فِي حيْن حَاول هُو إخْفائهُما و حَالما أنْهيت كَلامِي شَعرت إسْتعدَاده لإلقَاء سُؤال آخَر لِذا إسْتَعددت لإسْكاتِه هَذِه المَرة
"إذاً...لِماذا لا نَرى العَديد مِن الدَاعمِين إنَما الدَعم الأكْبر هُو إتجَاه إسْرائِيل فِي حِيْن يَتم دعْوة الفَلسْطِينِيين بالإرهَابِيين هَل هَذا مَنطِقي؟!"
نَظرت نَحوه بِجفاء، حَقير شَتمتُه داخِلياً قَبل أن أنَظف حَلقي و أقول
"تَخيل مَعي يا سَيد كوزنيتْسوف أنَ أليون هُنا ضَربني أمَام مَرأى مِن الجَميع و حَالما رفَعت يَدي لأرد أو أدَافع عَن نفْسي قُمت أنْت بِتصْويري و وضْع الصُورة عَلى صَفحة المَدرسة بُدون وصْف لهَا مَاذا سَيظن التَلامِيذ...هَل سَيخطُر عَلى بالهِم أنَنِي كُنت أدافِع عَن نَفسي يَا تُرى؟!"نَظرت نَحوه و مِن النَظرة التِي كَان يَضعها عَلى وجهه أدْركت أنه فَهم مَا أقْصده لِذا إبتَسمت بِسخرية قَبل أن أكْمِل
"الصَحافة سَيد كوزنِيتْسوف هِي ماتُشوه الحَقائِق و تَعرض مَايريد الإرهَابِي الحَقيقي عَرضه "فَلسطِين تُهاجِم و إسْرائِيل تُدافِع عَن نَفسهَا فَقط!" هَذا مَانراه يَومِياً لكِن برأيْك هَل الشَخص الذِي يُدافِع عَن وطَنه فَقط يُدمِر المُستَشفيات؟ هَل يَقتل الأمهَات و الأطْفال و الشيوخ؟ هَل يُدمر بُيوت الأبْرياء؟ هَل يُسبب الهَلع للرضَع و يُيتِم الأطْفال؟! هَذا هو الشَيئ الذِي لَيس مَنطقِياً أجَل!"
أنت تقرأ
فَــوقْ حَـقِـيْــقَـة الــكَرادِلَــة
Romanceلَـمْ يَـكُـن الـحُـبُ يَـوْمــاً مُـقَـيَـداً بِـمَـعَـايِـيِـر مُـعَـيَـنَـة ، بَـل يُـقَـيَـدُ الـحُـب بِـتَـفْـكِـيْـرِ وَ عَـقْـلِـيَـة الـإِنْـسَـانْ فَـهَـنِـيْـئـاً لـأَصْـحـاَبِ الـتَفْـكِـيْـر الـرَاقـِي فَـقْـد نـَالـُوا مِـنْ أَنْـواَعِ...