٤- اول دقة

39 2 5
                                    

☆☆☆

 "غيوم ميسو"

الطُرق الوَحِيْدة التِي تَسْتحِق أن نَسْلكَها هِي تِلك التِي تُؤدِي إلى أعْمَاقِنا

☆☆☆

"أنْت...مَاذا تَفْعَل هُنا؟!"
نَظَرْت نَحو لِيُون بِتعَجُب تَباً لَه كَيْف يَتجَرأ عَلى مُقابَلتِي بَعْد فِعلتِه و شَقِيْقِه نَظر نَحْوِي بِتَوتُر و قَال "سَأشْرَح كُل شَيئ أعِدُك.."
"تَشْرَح مَاذَا كَان تَصَرُف...." قَاطعَ كَلامِي صُراخ الرَجُل الذِي قُمت بِحفْر رأسِه قَبل قَلِيل
"لا نَزَال هُنا.."
"آوه..أجَل هَذا.."
رَد لِيُون ثُم وًجه نَظرَه نَحو المُتَكَلِم و قَال
"مَاذَا تُرِيْد حَتى تَتْرُكَنا و شَأنَنا؟"
"أَوَد تَهْشِيم رَأس تِلْك اللعِيْنَة..!" صَرخْ بَيْنَما يَنْظُر نَحْوِي و كأَنَه يُرِيد أنْ يلْتِهَمني فِي شَكْل طَبق شَرائِح لَحْم لَذِيْذَة و يَبْدُو أَنه فَقد أعْصَابه حَقاً هَز لِيون رأسَه و قَال
"لا يُنَاسِبُنِي هَذا..كَما تَرى يَجِب أن أُعِيْدَهُما إلَى المَنْزِل قِطْعَة وَاحِدة"
صَمَت قَلِيْلاً و قَبْل أن يَتكَلم الأخَر أضَاف
"مَا رأْيُك فِي ألْف..؟" رَفع حَاجِبَاه و بَدى أنَ الأخَر سَيَنْفَجِر فِي أي لَحْظَة
"لا يُنَاسِبُك..مَاذا عَن ألْفَان؟...ثَلاثْ؟...أرْبَعْ رُبَما أو خَمْس؟..."
إرْتَخت مَلامِح ذَاك الغَاضِب المَال يَحِل كُل شَيْئ حَقاً...لَكِن مِن أيْن سَيُحْضِر كُل ذَاك المَبْلَغ و لا يَبْدُو أنَنِي الوَحِيْدَة التِي فَكَرتْ فِي ذَلِك فَقدْ سأَل ذَلِك الرَجُل نًفْس السُؤال، إبْتَسم لِيُون و أخْرَج مِحْفَظَته يُقَلِب المَال بَيْن أصَابِعه ثُم مَدَه نَحْوَه و قَال
"إلَيْك سَبْعَة آلافْ...دَفعْت ألْفَان زِيَادة حَتَى لا تُضَايِقَهُما مُجدَداً"
تَجَاهَل ذَاك كَلامَه و رَحَل بَيْنَما يَحْسِب المَال فِي يَدَيْه.
إسْتَدار لِيُون نَحْونا و قَبْل أنْ ينْبِس بِبنَة شَفَة قُلْت بِحَنق
"شُكْراً عَلى المُسَاعَدة رَغْم أنَنا لَم نَكُن بِحَاجَتِها، و تِقْنِياً نَحْن لَم نَطْلُب مِنك المُساعَدة لِذا لَسْنا مَدِيْنَتان لَك بِشَيئ"
"عَفْواً....أجَل بالتَأكِيد كُنْتمَا سَتَركُضَان النَهَار بأكْمَلِه"
سَخِر لأقُول بِغَضَب طَفِيْف
"هَلْ تَسْخَر كُل مَا حَدَث بِسَبَبِك أنْت و شَقِيْقِك!"
"بِسَبَبِي؟؟!...مَادَخْلِي أَنَا؟!"
"لا بُد أنَها كَانَت خُطَة سَخِيْفَة مِنْكُما لإهَانَتِنا و السُخْرِية مِنا.."
"عَلى رِسْلِك يا إبْنَة عَمَتِي..لا تَتَسَرعِي فِي الإسْتِنتَاج"
أجَاب ثُم أضَاف بَعْد لَحظَات

"لا دَخْل لِي بالمَوضُوع هُو قَام بِحَبْسِي فِي الغُرْفَة و تَنْفِيد هَذِه الخُطَة السَخِيْفًة بِمُفْرَدِه لَمْ يَكُن لِي دَخْل بالمَوْضُوع...هُو يَفْعَل هَذا مَع الجَمِيْع يَجِدُه مُضْحِكاً خُصُوصاً أَن الجَمِيْع لا يُفَرِق بَيْنَنا.."
"لَا يَهُمنَا.." تَكَلَمتْ لِيْز بَعْد أنْ كَانَت صَامِتَة طَوَال الَوقْت أوْمَئت مُوافِقَة و قُلْت بِصُوت مُنْخَفِض "أَجَل، لا يَهُم.."
حًك عُنقَه و أرْدَف بِتَوتُر
"إذاً دعَانِي أوْصِلكُما فِي طَرِيْقِي لَقد أتَيْت مِن أجْلِكُما عَلى أيْ حَال" نَظرْت نَحْوه و أجَبْتُه
"لا دَاعِي لِذَلك، نَسْتَطِيع تَدَبُر أمْرِنا..."
"أرجُوكمَا، إعْتًبراهَا هَدِيَة إعْتِذَار..."
نَظَرْت نَحْو لِيز التِي هَزَت كَتفَاها ب 'كَما تُرِيْدِين' تَنَهدْت و قُلْت
"هَيَا بِنا أحْتَاج أنْ أنْهِي بَعْض الأشْيَاء عَلى كُل حَال.."
إبْتَسم الأخَر بإتِسَاع و إرْتَسمَت السَعَادة عَلى مَلامِحه ثُم طَلبْ مِنا أنْ نَتْبعَه للسَيَارة.
كَان لِيون يَقُود و يتَحَدَث مَع لِيْز بَدا لِي أنَه أفْضَل مِن شَقِيْقِه فالعَقْلِية و أكْثَر نُضْجاً و بِأضْعَاف، أخْبَرنا أنَه يَدْرُس الهَنْدَسة بَيْنَما شَقِيْقُه نِيْكولَاس يَدْرُس البَرْمَجة و يُزَاوِل عُروْض الأزْيَاء كَهِوايَة، آغُور يَدْرُس إدًارة الأعْمَال فِي أحْسَن جَامِعَة هُنَا شَخْص مُجْتَهِد و ذَكِي و يُرجِحُون أنَه سَيرِث شَرِكَاتِهم جَمِيْعاً و يُصْبِح مَسْؤول عَنْهَا كَوْنه شَخْص قِيَادِي و مُخَطِط جَيِد هَذا مَا قَاله لِيون لَمَحْت عَلى مَسافَة قَرِيْبَة مِنَا مَحَلاً مُحَاطاً بالأزْهَار لِذا سَألْت لِيُون
"هَل ذَلِك المَحل لِبَيْع الأزْهَار؟"
"آه...أَجَل تَعْمَل فِيه إمْرأة عَجُوز..." بَدا مُتَوتِراً و هَو يَتكَلم رَفعْت حَاجِبي أحُثه عَلى إنْهاء جُمْلَتِه تَنهَد و أكْمل قَائلاً
"مَافِي الأمْر أنَها غَرِيْبَة أطْوار و..مُخِيْفَة بَعْض الشَيْئ"
نَظرْت نَحْوه و ضَحكْت "هَذا سَخِيْف أرَاهِن أنَها لطِيْفَة للغَاية لا يُعْقَل أن تَكُون عَجُوز تَبِيع الأزْهار مُخِيْفَة...لا بُد أنَك لا تَفْهمُها فَقَط" أنْهَيْت جُملَتِي بِعبُوس طَفِيف، إنَ الأشْخَاص مُحِبي الأزْهَار لَطِيْفون و ذُو رُوح إيْجَابِية عَالِية و حِس أخْلاقِي رَاقِي و هَذا مِن مَنْظُوري الخَاص
"تَوقْف هُنَاك أرْغَب فِي شِراء شَيْئ مَا..." قُلْت عِنْدَما إقْتَربْنا مِن المَحل ليُجِيْب "آه...حَسناً بالتَأكِيْد!" أجَاب ثُم رَكن السَيَارة بَعِيْداً عَن المَتْجَر بِقَلِيل "لَنْ أتَأخَر.." قُلْت ثُم تَرجَلت مِن السَيارة نَحو المَتْجر عَاينْت أصَاصِيْص الأزْهَار المَوْضُوعة أمَام المَتْجر
"إنَها رَائِعة لا بُد أنَ صَاحِب البُستَان كَان يَهْتَم بِها كَثِيْراً...لا بُد أنَك سَعِيْدة أيَتُها الأزْهار.." قُلْت بإبْتِسامة و أؤكِد لَكُم أنَه إن مَر أيْ أحَد مِن هُنا سَيظن أنِي مُخْتَلة
"عَمل البُسْتَاني هُو الإعْتِناء بأزْهَاره و إلا لَن يَكُون بُسْتانِياً"
نَظرْت نَحْو مَصْدر الصَوت كَانت عَجُوز فالسبْعِينات مِن العُمر إكْتَسَح رأسُها البَياض لِيبْدُو كإحْدَى غَابَات مُوْسكُو فِي إحْدَى ليَالِي دِيْسَمْبر البَارِدة تَرْتَدي مِأزراً أخْضَر و تَحْمِل مِقَصاً فِي يَدِها كَانَت جَمِيْلة كَإحْدَى أزْهَار التُوْلِيْب البَيْضاء
"لَيْس كُل مَن يَمْلِك بُسْتاناً بُسْتانِيَناً...لَكِن كُل مَن يَعْتَنِي بِها فَهُو كَذَلك" قُلْت بإبْتسَامة لتَرُدَها لِي و تَقُول
"حَسَناً...أرَاهِن أنَك تُحِبيْن البَاقَات الكَبِيْرة" إبْتَسمْت بإتسَاع و قُلْت بسعَادة
"كَيْف عَرفْتِي...أحِب أزْهار الأوْركِيد و أزْهار التُولِيب البَيْضاء و الوَرْدِية و أزْهار دَوار الشَمْس أيْضاً...و يَا إلَهِي كَم أحِب أزْهار الكَامِيْليَا البَيْضاء! إنْسَي الأمْر أحِب جَمِيع أنْواع الأزْهار" قَهْقَهت السَيدَة العَجُوز و قالتْ "هَذه قائِمَة طَوِيْلة حَقاً...لا بُد أنَك فَتاة لَطِيْفة حَقاً" بَدت سَيِدة لَطِيفة للغَاية لِيون الأحْمَق حَقا لا يُجِيد تَمْيِيز الأشْخاص إبْتَسمْت نَحوهَا بِلُطْف و قُلْت "شُكْراً.." تَفحصَتْنِي جَيِداً قَبْل أنْ تَقُول إتْبَعِيني إلى الدَاخِل" أومَئت بَيْنَما أتْبَعُها إلى دَاخِل المَحل "لا تَبْدِين مِن هُنا.." قَالت بَيْنما تَتجِه خَلْف طَاوِلة الحِساب أومَئْت بِبُطْئ "أجَل، لَدِي أصُول جَزائِريَة.." نَفت بِرأسِها و قَالت "أقْصِد هَذا.." أشَارت لَملابِسي لأطْلِق آه صَغِيرة دَلِيلاً عَلى إسْتِيْعابي و أقُول
"هَذا.." إبْتَسمْت لَها مُجدَدا و قُلْت "أنَا مُسْلِمَة و الحَمْدُ لله" أومَئتْ بِرأسِها و قَالت "لا بُد أنَ هَذا ما يَجْعَلُك لَطِيْفة هَكذا" إبْتَسمْت بِخَجل و شَكرْتُها لتَسأل "إذاً مَاذا تُرِيْدِين..؟"
"حَسناً...أرْغَب فِي الكَثِير!" قُلت و رحْت أفَكِر و بَعْد فَترة قُلت "أرِيْد إصِيْص مِن دَوار الشَمْس و آخَر لأزْهار القُرنْقل و أرْغَب فِي باقَة مِن أزْهار الكَامِيليا البَيْضَاء وَحْدَها و أخْرى مِن الوَردِية و بَاقة مِن أزْهار التُوْلِيب البَيضاء و الوَرْدِية مَعاً...و إذَا مِن المُمْكِن أرْغَب فِي إصِيْص لأزْهار الأوْركِيد البَيْضاء أيْضاً" "هَل هَذا كُل شَيْئ؟" أومَئت لِتَقُول "هَذا سَيَسْتَغْرِق بَعْض الوَقْت تْستَطِيْعِين الإنْتِظار" أومَئت بِبطْئ ثُم قُلت "إذَا أمْكَنكِ، هَل تَسْتَطِيْعِين تَغْلِيف الكَامِيْليَا البَيْضَاء فِي جَرِيْدة؟"
"كَلاسِيْكِي، لا تَزالِيْن تُبْهِريْنَنِي بإخْتيارَاتِك!" إبْتَسمْت لَها و شَكرْتُها و أرْسَلت للِيْز رسَالة فَحْواهَا أنِي سأتَأخْر قَلِيْلاً و يُمْكِنهُما الذهَاب بدُونِي ثُم أعَدْت هَاتفِي إلى الحَقِيْبة و بَقِيت أرَاقِبهَا بَيْنَما تَعْمَل.
بَعْد حَوالِي عَشرُون دَقِيقَة مِن الإنْتِظَار أنْهت آخِر باقَة و سَألتْنِي إذَا كَان هُنَاك أحَد يَسْتطِيْع مُساعَدتِي فِي حَمْلهَا أخْرَجت هَاتِفي أتَحَقَق مِن رَدِها:
'حَسَناً يَقُول لِيوْن أنَ لَديْه عَمَل مُهِم لِذا سَنَذْهَب إسْتَقِلي سَيارَة أجْرَة و هَذا هُو العُنْوان'
فِي رسَالة آخْرى أرْسلَت لِي العُنْوان، نَظرْت نَحْو السَيدَة و قُلْت "للأسَف، أنَا لِوَحْدِي..."
"أيْن تَعِيْشِيْن؟" سَألَت لِذا أرَيْتُها العُنْوان لتُومِئ و تَقُوْل
"لَيْس بالمَكَان البَعِيد سَأطْلُب مِن إبْنِي أن يُوصِلك"
"لَيْس هُناك دَاعٍ...شٌكْراً"
"هَل تَمْلكِيْن فِكْرَة أفْضَل؟"قَالت بَيْنَما تَرْفع حَاجِبها بِطَريْقَة سَاخِرة أكْثَر مَاهِي مُتسَائِلة تَنَهدْت بقِلة حِيْلة و قُلْت "لا خِيَار آخَر إذاً..." أوْمَئت قَبْل أن تَذْهَب نَحْو بَاب خَشبِي فِي الزَاوِية يَبْدُو أنَه مَدْخَل مَنْزِلهَا عَادَت بَعْد لحَظَات يَتْبعُها شَاب فِي مُنْتَصف العُمر طَوِيل القَامَة "هَاهُو ذَا سَيحْمِل الأَصَائِص مِن أجْلِك تَسْتَطيْعِين حَمْل البَاقَات سَيُوْصِلك إلى المَنْزِل" أوْمَئت لَها ثُم سألْتُها "بِكَم تَدِيْنِين لِي؟"
"لا شِيْئ هَذَا عَلى حِسابِي" قَالت بإبْتِسامَة لأنْفِي برأسِي بِقُوة و أتَذمَر قائِلَة "لايُمكِنُني قُبوْل هَذا لَقد أكْرمْتنِي بِما فِيْه الكفَاية!"
"لا يَهُم لَن أخُذ المَال مِنْك عَلى أي حَال"
عَبِسْت قَلِيْلاً أنْظُر نَحْوها عَلهَا تُغَيِر رأيَها لَكن دُون رَد مِنْهَا عَلِمْت أنَها لَن تُغَيِر رأيَها تَنهَدْت بِقلَة حِيْلَة
"حَسَناً...لا يَبْدُو أنَكِ ستُغَيِريْن رأيَك فِي أي وَقْت قَرِيْب" حَسناً يُمْكِنكمَا الذَهَاب" أومَئت ثُم حَملْت بَاقَات الأزْهَار فِي يَدِي بَيْنَما حَمل هُو البَاقِي خَرجْنَا مِن المَتْجَر و طَلِب مِني الإنْتِظار حَتى يُحْضِر سَيارَته لحَظات مَرتْ قَبْل أن يَرْكُن السَيَارة أمَامِي فَتحْت البَاب الخَلْفِي و وَضعْت البَاقَات قَبْل أنْ أركَب السَيارة أخْرَجت هَاتِفي و أريْتُه العُنْوان بَعْد أن أقْلع، بَعْد وَقْتٍ لَيْس بالطَوِيل دَخلْنا الحَي
"أيْن يَقع المَنْزِل بالضَبْط؟" سَأل لأرُد عَلَيْه "حَسَناً، فِي آخِر الحَي إنْعَطِف يَساراً...إنَه آخِر مَنْزِل" أومَئ قَبْل أن يَنْعَطِف يَساراً و يُكْمِل القِيادَة نَحْو البَوابَة الكَبِيْرة تَوقْف أمَامَها لَكِنَها لَم تُفْتَح كالمَرة المَاضِية "هاه...يُفْتَرض أن تُفْتَح تِلْقائِياً!" قُلت بِتعَجُب لِيُطْلِق هُو ضِحْكَة سَاخرِة و يَقُول "يَجِب أنْ يتأكَدُوا مِن هَوِيتِك كَونَها لَيْسَت سَيَارة أحَد أفْراد العَائلة، يَبْدُو أنَهُم عَائِلة ثَرِيَة للغَاية" "آه...حَسَناً" قُلْت مُتجَاهِلة الجُمْلة الأخِيْرة فَتحْت البَاب ثُم تَرجَلْت مِن السَيارة و إتَجهْت نَحو الحَارس طَرقْت النافِذة الزُجَاجِية لِمَكْتَبِه الصَغِير و التِي لاحَظْتُها للتَو، أطَل ذَاك الأخِيْر و حَالمَا رأنِي سَأل "مَنْ أنْتِ؟" أمْعًنت النَظر فِي وَجْهِه ثُم قُلْت "إبْنَة السَيِدة كَاثْرِين...ألَن تَفْتَح البَوابَة؟" "آه حَسَناً، أحْتاج للتَحَقُق مِن بِطاقَة هَوِيَتك" أومَئت ثُم بَحَثْت عَنْها فِي حَقِيْبتي "لا أحْمِلها مَعِي" "إذاً لا أسْتَطِع فَتْح البَوابَة أحْتاج للتأكُد مِن هَوِيَتك" "عَفْواً...هَل تَعْنِي أنَك سَتَتْرُكني هُنا..؟!" "للأسَف" "مَاذا؟" مُتجاهِلاً إيَاي هُو إخْتَفى خَلْف نَافِذة مَكْتَبه الزُجاجِية تَراجَعْت للخَلْف ثُم أخْرَجْت هَاتِفي و إتصَلْت بِليْز عَلها تُجِيب لَكِنها لَم تَفْعل، إتَصلْت بوَالِدتي و لَم تَرد أيْضاً تَنَهَدْت و إتجَهت نَحْو ذَاك الجَالِس فِي سَيارتِه "أعْتَذِر جعَلْتُك تَنْتَظِر دُون فائِدَة...يُمكِنُك وَضْع تِلْك الأَصَائِص هُنا سأتَدَبَر أمْرِي..." أوْمُئ و قَال "هَل أنْتِ مُتأكِدة؟أسْتَطِيع الإنْتِظَار مَعِك حَتَى تَجِدي حَلا مَا" نَفَيْت بِرأسِي و قُلْت "لا دَاعِي لِذَلِك...شُكْراً لَك أخْجَلْتَنِي بفَضْلِك أتَمَنى لَو أسْتَطِيع رَد الجَمِيْل بِطَريْقَة مَا..."إبْتَسم نَحْوِي ثُم قَال"لا دَاعِي لِذَلِك.." رَدَدْت لَه الإبْتِسامَة و قَبْل أن يَترجَل مِن السَيارة سَمِعْت صَوتاً يُنادِيْنِي مِن خَلْف البَوابة إسْتَدرت لألْمَح خَالِي ألِيْكس الذِي كَان يَنْظُر نَحْوِي بإسْتِغْراب "مَاذا تَفْعَلِين هُنَاك؟" "آه...حَسَناً لَم يَتعَرف عَلِي الحَارِس لِذا لَم يَسْتَطِع أنْ يَفْتح البًوابَة مِن أجْلِي إتَصَلْت بِليْز و بِوالِدتِي لَكنَهُما لَم تَرُدا" أوْمَئ ثُم طَلب مِني الإنْتِظار و إتًجه نَحو مَكْتب الحَارِس و عَاد بَعْد لَحظَات، فُتِحت البَوابَة و إتجَه خَالي نَحْوي بَيْنَما يَنظُر نَحْو إبْن تِلك السَيِدة الذِي تَرجَل مِن السَيَارة ليَسْأل "أيْن كُنتِي؟ و مَن هَذا؟"
"لَقد إضْطررت للذهَاب إلى الثَانَوِية التِي إلتَحقْت بِها لأحْصَل عَلى المَنْهَج الدرَاسي و مَا إلى ذَلِك و فِي طَريْق العَودَة ذَهبْت إلى مَتْجر بَيْع الأزْهَار و إشْتَريْت بَعْض الأشْياء و هُناك عَرضتْ عَلي صَاحِبة المَتْجر أنْ يَقُوم إبْنُها بإيْصَالي و لَم يَكن لدَي خِيَار آخَر"
أوْمَئ خَالي و شَكر الشَاب ورَائِي الذِي رَد بِلا بأس "يُمْكِنك الذَهاب الأن" أخْبَره لِيُومِئ ذَاك الأخَر إتجَهْت نَحو السَيارة و أخْرجْت بَاقاتِي بَيْنما أمْسَك خَالي بالأَصَائِص مِن أجْلِي و مَشَيْنا نَحو الدَاخِل حَالمَا وَصلْنا مَنح خَالي ما كًان يَحْمِلُه لإحْدَى الخَادِمات بَيْنَما أخْبَرْتُها أنَا أيْن تَضعُهم بالضَبْط
"يَبْدو أنَك تُحِبين الأزْهَار جِداً"
إبْتَسمْت و قُلْت "هَل الأمْر وَاضِح إلى تِلْك الدَرجَة!" لِيضْحك ذَاك الأخِير
"هَل عُدْتِ...أحْضَرت الأزْهَار أيْضاً" إبْتَسمْت لِوالِدتي و مَدَدْت نَحْوها بَاقة التُوْلِيب لِتبْتَسِم بِسعَادَة، التُولِيب هُو نَوْع الوَرد المُفَضل لِوالِدَتِي نَظرْت نَحو البَاقتَيْن و فَكرْت ثُم نَظرْت نَحو خَالي و سألْت "هَل تُحِب الأزْهار؟"عَبَس قَليْلاً و قَال "أجَل، لَكِني أعَانِي مِن  الحَسَاسِية" لَويْت شَفتَاي إلَى الأسْفَل بِحُزْن و قُلْت "الأمْر مُؤلِم حيْن تُحِب شَيْئاً لا تَسْتَطِيْع الحُصول عَلِيه.." أومَئ لأسْأل مُجَدداً "مَاذا عَن آغُور؟"
"مَاذا عَنِي؟" إسْتَدرتْ حَالمَا وصَلنِي صَوتُه قَبْل صَوْت وَالِده.

♡هِي لَحظَة...نَظْرَة واحِدة...و دَقة وَاحِدة أوْلَى و أخِيرَة♡

*****

وش رَايكُم؟

طولْت عَليكُم ذِي المَرة صَح
(تكَلمْ جُمهُورها لِي مِش مَوجُود)
ولا يهمِك يا حُلوة يا كَتكُوتة انتي و الله بَس الذوِيق لي بيقْرا روَايتك
(الذوِيْق هُو بستِي و أختي بَس)

عَلى كُل ذا لِي عنْدنا لليُوم إلى المُلتَقى إن شَاء الله
◇◇◇

تَركْتُكم أحِبائي و مَاجَعل الله بَيْنَنا لِقاءً آخر إلا و أسْعَدكُم سَعادَة تَجْبِر خوَاطِركم و تُدفِئ أفْئدَتكُم و تَزْرُع فِيها مِن الوُرودِ أجْملَها أحبائِي إن شَاء الله💗✨

فَــوقْ حَـقِـيْــقَـة الــكَرادِلَــةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن