☆☆☆
الصدور خزائن الأسرار، والشفاه أقفالها، والأسن مفاتيحها كل امرئ، مفتاح سره.
'عمر بن عبد العزيز'☆☆☆
"أيُوب.."
عَقدْت حَاجِباي و قُلت بإسْتغْراب
"ذاك الذِي يَدرُس مَعنا...لِماذا؟"
"لا أعْلم بَعد أنْ لاحَظ غِيابك سألنِي بَدا مَهمُوماً بَعد أن أخْبرتُه أنَك سَافرتِي.."
أومَئت و قُلت
"لا يَهم أخبريْنِي كَيف حَالك و حَال الجَمِيْع أشْتَاق إليْكُم"
تَنهَدَتْ و قَالت بِصوتٍ عَالٍ
"نَحْن أيْضاً نَشتَاق إليْكِ"
"إذاً أخْبرِيْنَي عَن كُل شَيْئ".وضَعْت هَاتفِي جَانِباً بَعد أن أغْلقْت السمَاعة كَان مَنْتَصف الليْل إشْتقْت إليهَا حَقاً لدَرجَة أنِي لَم أشْعر بالوقْت يَمْضِي و أنَا أتكَلم مَعها، تثَائبْت و مَددتْ جَسدِي بتَعب وَقفْت و إتجهْت للطَاولة الصغِيْرة بِجانِب سَريْري لأشْرب المَاء و لسُوء الحَظ كَان الكأس فارِغاً تَنهدْت و خَرجْت مِن الغُرفَة بإتجَاه المَطْبخ ملأت القَارورة بالمَاء و عُدت أدراجِي أدَنْدن بلحْن إحدى الأنَاشِيد التِي أحبُها حِيْن وصَلت لبَاب الغُرفَة و قَبْل أن أدْخُل سَمِعْت بَعض الأصْوات الصَادِرة مِن إحْدى الزوايَا المُظْلمِة و خِلال مُحاولاتِي لتجَاهُل المَوضُوع غَلبنِي فُضولِي لِذا تَنهدْت و مَشيْت عَلى أطراف أصَابِعي بإتجَاه الجِدار إلتَصقْت بِه و حاولْت الإسْتِماع إلى تِلك الوشَاويْش الغَيْر مَفهُومة
"...أنَا مُتأكِدة مِما رأيْت و مِما سَمِعْت طَلاق السَيدَة كَاتريْنا و طَردِها مِن القَصْر كَانت خُطة مِن تِلك العجُوز الشَمْطاء.."
"إذاً تَقولِين أنهَا خَططتْ لِكُل شَيْئ؟!"
"أجَل..سَمعْتُها تَتكَلم صَباحاً إلى نِيْكولاس يَبْدو أنَها تُخَطِط لخَلْق المَشاكِل مُجَدداً و تَعلمِين جَيداً مَن الهَدف هَذِه المَرة"
"مِاذا لو إكْتَشف السَيد أليْكس و السيَدة هَذا الأمْر...تصِيْبنِي القُشْعريْرة عِندما أتخَيل ردَة فِعلهِما...السَيدة تُحِب السَيدة كاثْرين حَقاً أتذَكر كَيف أصْبحت حَالتُها بَعد أن طَردها والِدُها مِن المَنْزِل لَن تَغْفِر لكْرسْتِيْنا إذا عَلمَت بالمَوضُوع.."
"أشْفِق عَلى السَيد آغوْر حَقاً يَظُن أن وَالدتُه خَائنِة أؤكِد لَك أنَه سَيجِن جُنونُه إذَا عَلم الحَقِيْقَة..دَعيْني أخْبِرك بِهَذا أيْضاً"
إخْتفت أصْواتُهما للحَظة و فِي اللحْظة التالِية شَهقتْ إحداهُن بِصدْمة و قَالت
"لا أصَدِق! هَذا المَنزِل مُخِيف حَقاً.."
"سَيُكْشف أمْرهُما فِي النهَايَة..فَلنَذْهَب.."
هَمهَمت الأخْرى مُوافِقة لأحْبِس أنْفاسِي و أسْرِع نَحو الغُرفَة دَخَلت بِسرعَة و أقْفَلت البَاب أسْتَنِد عَليْه...إستَلقَيت أنْظُر نَاحِية السَقْفإذاً كْرسْتِينا و هِي تِلك العَجُوز التِي رأيْتُها أول يَوم هُنا هِي زَوجَة ذَاك الرجُل العُدوانِي و وَالدة لِيُون و نِيْك بَديْهِي...إذاً هِي دَبرَت مَكِيْدة و أوقَعت بوَالدَة آغُور و أتهَمتْها بالخِيانَة لِيُطلِقها السَيِد أليْكس و طَردَتْها مِن القَصْر و الأن ستُحاوِل خَلق المَشاكِل لوالِدتي تَنهَدت أتسَائل مَاهو الشيْئ الذِي صَدم تِلك السَيدَة لِتلْك الدرَجة لابُد أنه أمْر مُهِم تذَمرْت بإنْزعَاج و تلويْت فَوق السَريْر كالدُودَة سأمُوت مِن الفُضول تَوقفْت للحْظة حًالما داهَمنِي سُؤال آخَر والدة آغوْر لم تَخُن خَالي إذاً لمَاذا لَم تُنكِر تِلك التُهمَة و تُدافِع عَن نَفْسَها و مَا السَبب وراء كُل هَذه المَكائِد أشعُر و كأنِي داخِل إحْدى أفْلام الغُموض تَنهَدت و إسْتلقَيْت فِي مَكانِي مُحاولَة تًجاهُل المَوضُوع لأخُذ قِسْطاً مِن الراحَة ردَدت أذكَار النَوم و غَفوْت.
أنت تقرأ
فَــوقْ حَـقِـيْــقَـة الــكَرادِلَــة
Romanceلَـمْ يَـكُـن الـحُـبُ يَـوْمــاً مُـقَـيَـداً بِـمَـعَـايِـيِـر مُـعَـيَـنَـة ، بَـل يُـقَـيَـدُ الـحُـب بِـتَـفْـكِـيْـرِ وَ عَـقْـلِـيَـة الـإِنْـسَـانْ فَـهَـنِـيْـئـاً لـأَصْـحـاَبِ الـتَفْـكِـيْـر الـرَاقـِي فَـقْـد نـَالـُوا مِـنْ أَنْـواَعِ...