٥- مَواجهَة

32 1 1
                                    

☆☆☆

  إن العقل الذي يسمو إلى معرفة الحقائق الأبدية ، لا يفنى حيث يتداعى الجسد.

☆☆☆
"آوه...هَذا، أسْأل إنْ كُنْت تُعانِي مِن الحَساسِية إتجَاه الأزهَار؟"
صَمت لفَتْرة يَنظُر نَحوِي حَيْث تَحاشَيْت النَظر فِي عَيْنَاه "أحِبُها..." نَظرْت نَحوه "مَاذا؟" هَز رأسَه ينْظر نَحو البَاقَات فِي يدِي "الأزْهار...أحِبُها"
"حَقاً!!" بَدا خَالي مُتفَاجِئاً بَينَما إبتَسمْت أنَا نَحوه و تَقدمْت أمد نَحوه الأزْهار الوَردِية بَيْنما إحْتفَظت بالبَيْضاء إبتَسم و أمْسك بالبَاقة فِي يَدِه "شُكْراً.."
"مُنذ مَتى يُحِب آغور دُوْرُوف الأزْهَار..!" نَظرْت نَحو صَاحِبة الصَوت كَانت شَابة شَقْراء تُشْبِه تِلك السَيدَة التِي قابَلنَاها أول يَوم هُنا كَانت تَضع أحمَر شِفاه فَاقِع اللون و مَكيَاجاً جَريْئاً تَرتَدي جِينز أسْود و قَميْص قَصير و سُترة جِلدِيه سَودَاء ظَهرت مِن خَلفِه هِي و شَابَان آخَران نَظرْت نَحوهَا بإشْمِئزَاز و بَادلتْنِي هِي نَفْس النظَرات لَست جَيدة حينَما يتَعلَق الأمْر بالتَحكُم بتَعابِيْر وَجهِي وَقفت بِجانبِه ليَبْتعِد هُو مُحاوِلا خَلْق مَسافَة أمَان بَيْنَهُما
"مَاذا لَديْنَا هُنا...مُنذ مَتى تَستَقْبِلون المُشَردِيْن هُنا؟" أخْفضَت صَوتَها لتَقول الجُمْلة الثَانِية لَكنها بالتَأكِيد تَعمَدت أن تَجعَلنِي أسمَع تَنهَدت "تبهْدل.." وصَفْتُها بلغتِي الأم بَيْنَما أعَبِرها مِن رأسِها لأخْمُس قَدمَيْها بَدا الإنْزعَاج واضِحاً عَلى ملامِح آغُور لكِنه لَم يَقُل شَيْئاً الشَيْئ الذِي أزْعَجنِي حَقاً، عَم الصَمت المَكان للحَظة لِيتكَلم أحد الشَباب الواقِفيْن بالخَلْف بِنبْرة مُنزَعِجة "أعتَقِد أنَنا هُنا لِمَشرُوع..." أومَئ آغُور و قَال "أجَل...فَلنَصعَد" إسْتَدرْت أسْتَعِد للرَحِيْل لتًتكَلم تِلك الفَتاة "عَفْواً...هَل يُمكِنك تَعلِيق هَذه مِن أجْلِي؟" نَظرْت نَحوها لأفْهم مَاتَقْصِد كَانت تَحْمِل سُتْرَتها تَمُدها نَحْوِي إبتَسمْت بِسُخْرِية "بالنَظر إليْك أنْت لا تَفْتَقرِين لأحَد أعْضاء جَسدِك لِذا يُمكِنك خِدْمة نَفْسِك إلا إذَا كَانت المُشْكِلة هُنا و هَذا مَا أعْتقِده.." أشَرت لرأسِي فالجَملة الأخِيرة أقْصد الدِمَاغ بِكلامِي قَهقَه ذَاك الشَاب الذِي تَكلَم قَبل فَترة و بدَت هِي و كأنَها سَتنْفَجِر "هَل تَطلُبِيْن مِني أنا أنْ أقُوم بِعمَلك..أنْتِ هِي الخَادِمة!" ضَحكْت بِخفَة و قُلْت
"أعْتَذر...لا أسْتَطِيع مُسايَرتِك تَملِكين تَصرُفَات فَتاة صَغِيرة.." سَخِرت و ذَهبْت مُدرِكة تَماماً أنِها تَغلِي.
تَنهَدت أرمِي بِنفْسِي فَوق السَرِير نَظرْت نَحو الصُورة المِوضُوعَة بِجَانِب السَرِيْر حَملْتُها أحَدِثهَا كالمُخْتَلة
"أشْتَاق إلَيْك كُل يَوم حَقاً.." عَبِسْت أنَظُر نَحو المُبْتَسِم "كَيْف حَافظْت عَلى هَذِه الإبْتسَامَة طَوال 18 سَنة دُون أن تَمل..؟" تَنهَدت أنْزِل الصُورة و أغْمَضت عَينَاي بِتعَب وَقفْت بَعد أن سَمِعت أذَان الظُهر الذِي صَدر مِن هَاتِفي تَوضئْت و صَليْت جَلسْت فَوق سَجَادتِي بَعد أنْ إنْتَهَيت سَبحْت و قَرأت بَعض الآيَات ثُم وَقفْت و صَلِيْت ركعَتان دَعيْت خِلالهُما و بَعد أن إنْتَهيْت جَلسْت أنَاظِر الفَراغ و فِي لَحْظة مَرتْ صُورة لَه بَيْن عَينَاي و أخذَتْنِي الأوهَام للحْظَة هَززت رأسِي بِقوة "لا حَول و لا قُوة إلا بالله،أسْتَغْفِر الله،الله يَنعَلك يَا إبْلِيس" قُلْت أرسِل تِلك الأوهَام بَعِيْداً عَن رأسِي تَنهَدت بِتعَب و صَفعْت وَجنتَاي
"وَتِيْن أفِيْقِي...مَاذا يَحْدُث لَك" وَقفْت و خَرجْت مِن الغُرفَة بِطقْم صَلاة وَالدتِي أقْسِم أنَها إن رأتْنِي بِه أنَها سَتذْبحُنِي نَزلْت السَلالِم أتَجِه نَحو المَطْبَخ أخَذْت إحْدى عُلب حَلِيب الشُوكُولا التِي وَجدْتُها فِي الثلاجَة و عُدت أدْرَاجِي نَحو غُرْفَتِي إلتَقَيت بِذاك الشَاب مِن الوقْت السَابِق فِي الردْهَة تَجاهَلتُه أسْرع فِي خُطاي "عَفْواً...!" تَوقَفْت و إسْتَدرْت حَالمَا وَصلني صَوتُه
"هَل أسْتَطِيع أن أسْألك؟" أومَئت أنْظُر فِي الأرْجَاء
"حَسناً...هَل يصَادِف أنَك مُسْلِمِة؟" نَظَرت نَحْوه أعْقِد حَاجِباي و قُلت بِصوْت شِبه مَسْمُوع "أجَل..لِمَاذا؟" أشْرَقت مَلامِحُه بِسعَادة و قَال "رَائِع...مَافِي الأمْر أن شَقِيْقَتي أيْضاً مِثْلك تَتعَرض للمُضايقَات و تًرغَب فِي صَدِيْقة...كَم عُمْرك؟" "حَسناً 18 سَنة هَذِه آخَر سَنة لِي فِي الثَانَوية" إتسَعت إبتَسامَاته و بَدا أنَها سَتشُق وَجْهَه "مُذْهِل...هَل يُمْكِنُني أن أعَرِفك عَليهَا؟" إبْتَسمْت و قُلت "بالطَبْع وَقْتَما شِئت" شَكرنِي و هَم بالرحِيل لأفْعَل المِثْل بَدا سَعِيْداً حَقاً و هَذا أسْعَدنِي أيْضاً...المِشاعِر مُعْدِية حَقاً.
تَنهَدْت أرَاجِع المَنْهَج المَدرَسِي الكَثِير مِن الحِصَص و المَشارِيع و المَواد الدِراسِية وضَعت المِلَف جَانِباً و شَغلْت حَاسُوبِي سَميْت بإسْم الله و رُحْت أدْرُس مُحاوِلة فَهم المَواد الدِراسِية للحَاق بالصُفوف.
بَعد مُرور مَا يُقارِب السَبْع سَاعَات حِيْن أوشَك اليَوم عَلى الإنْتِهاء طَرق أحَدهُم بَاب الغُرفَة "نَعم.."
فُتِح البَاب بِبُطْئ و أطَلت مِن ورائِه إحْدَى الخَادِمات قَائِلة
"طًلبَت مِني السَيدة أن أنَادِيك للعَشاء" أومَئت لَها و أخْبَرتها أنِي سألْحَق بِهًا ذَهبَت و أغلَقت البَاب ورائَها لِذا أغْلقت حَاسُوبِي و إرتَديْت طَقم الصَلاة و إتَجهْت للأسْفَل.
دًخلْت قًاعة الطَعام و تفًاجَئت بأصْدِقاء آغور الذِين أخَذ كُل واحِد مِنْهُم مَقْعَداً عَلى الطَاولِة التِي إفْتَقدت بَعْض الأفْراد مِن بَيْنِهم والدَتِي و خَالي آلِيكْس الشَقْراء مِن الوقْت السَابِق جَلسَت بِجانِب آغور الذِي لم يَضع عَلى وَجهِه أي تَعابِيْر الكُرسي الفَارغ الوَحِيد كَان بِجانِب ذَاك الشَاب الذِي طَلب مِني مُصادقَة شَقِيْقَته إبَتسًم نَحوِي لأرُد بالمِثْل و أتجِه نحْوه سَحبت المَقعد و جَلسْت لَيقِع نَظري عَلى لِيون الذِي كَان يَنظُر نًحوِي بتَركِيْز الشَيْئ الذِي وتَرنِي حَقاً سألنِي ذَاك الجَالِس بِجانِبي عن حَالي لِذا زَاد لِيون مِن حِدة نَظراتِه لحظَات و قَال "هَل أنْتُما عَلى عَلاقة؟" نَظرت نَحوه بِتعَجُب "مَاذا تَقُول..؟" عَقد آغُور حَاجِباه و تِلك الفًتاة و باقِي مَن فِي القَاعة وَجهُوا أنظَارهُم نَحْوِي و قًبل أن أتكَلم سَبقَتْنِي لِيز "هِي لا تَدْخُل فِي عَلاقَات خَارج إطَار الزوَاج.." أومَئت أنا و هُو نؤيِدُها لِيسأل مُجَدداً
"إذن مًا نَوع العَلاقة بَيْنكُما تتبَدلان الإبْتِسامَات مُنذ دًخلْتِ القَاعة"
"نَحن صَدِيْقان.." تًكلم هُو..هَذا مُبالغ فِيه كيف أكَون صَدِيْقة شَخْص لا أعْلم إسْمه "لَيْس لِتلك الدَرجة"
"لَكن سَتكُون قَرِيْباً" قَال بإبْتِسامَة لأردَها له و أشْرع فِي الأكْل كُل هَذا حَدث أمَام أنْظَار الجَدة التِي كَانت تُشاهِد بصَمْت
آغور الذِي بَدا مُتضايِقاً بِشدَة رَمى ملعَقته داخِل الصَحن بِقوة مُسَبِباً صَوتاً أفزعَنِي و صَرخ بِقوة
"تَوقَفِي عِن الإلتِصاق بِي!" إرتَعدت تِلك الجَالسِة بِجانِبه و أخْفَضت رأسَها "آغور مَاهَذِه التَصرُفات!" صَرخت الجَدة فِي المُقابِل ليُخْفض هُو رأسَه و يَعتَذِر و يُنْهِي طَبقه بِصمْت أُطْبِق عَلى القَاعَة بالكَامِل أنْهَت الجَدة عَشائهَا و وقَفت تَسْتَعِد للخُروج "لِيون و روز إتْبعَانِي بَعد أن تَنتَهِيا"
"حاضِر.." قَال الإثْنَان فِي نَفس الوقْت لتُغَادِر القَاعة و يَتنهَد الجَمِيْع بإرتِيَاح
وضَع آغور مَلعقته داخِل صحْنه و وقَف يسْحَب تِلك الفتَاة خَلفَه راقَبه الجَمِيع بِصمْت وضَعت ملعَقتِي أيْضاً حالمَا خَرجا مِن القَاعة و سألتْ الجَالِس بِجانِبي
"مَا علاقَتهُما..؟" نَظر هُو نَحْوي و قَال
"لا أعْلم لَكن كُل مَن فِي الجَامِعة يَعْلم أنَها تلتَصِق بِه كالعِلْكَة بَينَما هُو لا يُريْد ذَلك..سَمعْت أن وَالدتَها كانَت صَديْقَة والدَتِه المُفَضلة" أومَئت و فَكرت لا أعْلم شَيْئاً عَن والدَة آغور تَنهَدت و وَقفْت بَعد أن أنْهَيت صَحْنِي فِي طريْقِي للخُروج إلتَقيْت بآغور الذِي بدَا مُنزَعِجاً عائِداً لمَكانِه..مَاذا عَنْها؟.

"تَباً لك أنْظُري أيْن تَضِعيْن أرجُلَك" عَقدْت حَاجِباي أرفَع رأسِي نَحو الواقِفة أمَامِي و قُلت بِهدُوء
"إنْتَبِهي لألفَاظِك عِنْدمًا تًتحدَثِيْن مَعِي.." نَاظرْتُها بِسخَط بَيْنما رَمقتْنِي هِي بَغضب و صَرخَت مُجَدداً
"إذهَبِي للجَحِيْم لَيْسَت مُشْكِلتِي إن كُنْت عَمْيَاء" تَنهَدت أرْمُقها و قُلت مُجَدداً
"لا تَحْذِير آخر لًك إنْتَبهي لألفَاظِك.. "
"عَاهرة" صَرخَت و هِذه المَرة لمْ أنْتَظر لَحظَة لأرْفَع يَدِي و أصْفَعها و صَرخْت بالمُقَابِل "أخْبرتك أنْ تَنتَبِهي لألفَاظِك لا تَعْبثِي مَعي" صَرخَت بِغضَب و رفَعت يَدها لتَنزع إسْدالِي لأبْتَعِد عَنها و أصْرُخ "هَل جُنِنْتِي!"
"مَاذا يَجْرِي!" نظَرت نَحو والدتِي و قُلْت "هِي مَن بَدأت.." نَظرت هِي نَحو الفَتاة الآخْرى و قَالت "تَعالِي هُنا" تَقَدَمَتْ نَحوَها لتًبْتسِم نَحوها والدَتِي و تُعانِقها "أعْتذِر بالنِيابة عَن إبْنتِي" إسْتَشطْت غَضباً و صَرخْت "لِماذا تَعْتذِرين نِيابَة عِني فِي حِين أني لَست المُخْطِئة؟!!"
"صَه!" صَرخت بِي والدَتي و هَذا زَادنِي غَضباً لأقُول بِصوْت مُنخَفِض"غَير عَادِل" نَظرْت نَحوهًا و صَرخْت "ها هِي لكْ إعْتَبرِيْها إبنًتك نِيابَة عَنِي" أسْرعْت نًحو غُرفَتِي و أخْرجْت هَاتِفي أتَصِل بِوسام صَديْقَتي المُقربَة و حَالما أجَابت عًلى الهَاتِف صَرخَت بِصوتِها المُزعِج
"لَن تُصَدِقي مَاذا حَدث بَعد رَحِيْلك و مَن بَحث عَنك!"
عَقدْت حَاجِباي و قُلت بإسْتغْراب
"مَاذا حَدث؟ و مَن بَحث عَنِي؟ خَيْراً إنْ شاء الله"

☆☆☆

بَارت لعْيُون سَارة🥲🫶

بالنَسبة للأحداث وش رايكم فبنتنا تراها متوحشة🤭
قابلة للإشتعال😂🔥

البنت ذي لها تأثير مهم فالأحداث😮‍💨

بالنسبة لكم وين زوجته لألكسندر يعني أم آغور🙄

♡♡♡

مع السلامة يا حلوين😔💋
أحبكم فِي الله😔❤

🫶🏻❤️‍🩹

فَــوقْ حَـقِـيْــقَـة الــكَرادِلَــةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن