☆☆☆
"وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا"
☆☆☆
"لا تُحاوِلي إسْتعْطَافِي أو خِداعِي لمْ أعُد فِي السَادِسَة، أعْلم جَيداً مَاحَدث و أنَا مُدرِك لِمَا يَحدُث حَولِي..لا يُمْكِنكِ أن تُعَاملِيْني كَالطِفْل الصَغِيْر، أنَا بَالغ الأن أفِيْقِي، أصْبحْت رَجُلاً بالفِعْل و أنْتِ لمْ تكُونِي هُنَاك لتَشهَدِي هَذا!!"
كَان آغور يَصرخْ فِي وجْه والدَتِه بإنْفِعَال تَحت أنْظَار الجَميْع، هَذا بالضَبْط نَوع العَرض الذِي يَرغبُون فِي مُشاهَدتِه، هُو عَاد للمَنزِل مُنذ قَليْل و حَالمَا إلتَقَى بِوالدتِه حَاولت التَكلُم مَعه لَكِنه فَقد أعْصَابه و رَاح يَصرُخ في وَجْهِهَا فِي المُقَابِل هِي وقَفت بِملامِح مَصدومَة و عيُون إمْتلأت بالدمُوع غَير قَادرة عَلى التَعبِيْر حَول مَا تَشْعُر بِه إهْتَز جَسدُهَا فِي مُحاولاتِها لكَتْم دُموعِها تَعلم مَا عَواقِب إظْهَار ضُعفِهَا فِي مِثْل هَذِه الأمَاكِن، حَاولت أنْ تَتكَلم لَكِن كَلمَاتها أبَت الخُروج فِي عِصْيَان تَام لأوامِرهَا
"أنَا..أنْت لا تَفْهم..!" قَالت بِصوت مُهْتَز كإهْتِزاز جَسدِهَا
"فَقط..كَفاكِ، أصْبَح الأمْر مُرهِقاً..."
هو رمَى بكَلمَاتِه تِلك عَليْهَا و غَادر القَاعة تَارِكاً إيَاهَا تَحْت تأثِيْر الصَدْمَة، كَيْف لا و إبْنُهَا الذِي سُلِب مِنْها بسَبَبِ إتهَامٍ كَاذِب لايُريد رؤيَة وجْهِهَا نَاهِيْك عَن مُحادثَتِهَا، هِي إهْتَزت و ذَرفَت دمُوعَها بتعَابِيْر وجْهٍ مُتألِمَة، 15 سَنة قَضتْهَا تَنْتظِر اليَوم الذِي سَترى فِيْه فِلذَة كَبدِها و هَذا جَزاءُ صَبْرِهَا حَاولْت أن أبْقَى بعِيْدة عَن الأمْر و ألا أتَدخَل لكِن مُشاهدتُها فِي تِلك الحَالة مَنعَنِي مِن تَجاهُلها لِذا حَركْت قَدمَاي إتِجَاهَها و حَالمَا أصْبحت بُمحاذَاتِها ربَتت على كَتفِها بِلُطف و إبتَسمت لَهَا
"لا تَيأسِي مِن المُحَاولة هُو سَيرضَخُ لَكِ فِي النِهَاية و يَسْتمِع لَكِ"
هِي نَظرتْ نَحوِي و أشْرقَت مَلامِحُهَا قَلِيْلاً، قَد زرَعْتُ بَذرة الأمَل فِيْها و الأن يَجِب عَليْه هُو أن يَسْقِيْهَا
"حَقاً؟ هَل تَظُنِيْن ذَلِك؟؟" قَالت بِنبْرة مُتأمِلة تَتمنَى أنْ أجِيْب بِنعم حَتى لو كُنت أكْذِب لِذا نَفيْت برأسِي بِبطْئ و قُلت بِكل ثِقَة
"بَل أنَا مُتأكِدَة، و الأنْ إسْتقِيمِي و أرفَعِي ظهْرك و جَهزِي كَلامِك مُتأكِدة أن لديْك الكَثِيْر مِن الأسْئلة و المَواضِيْع لإبْنِك" إبتَسمت و أومَئت تَسحبُ دموعَهَا إلى مِحْجريْهَا و تَسْتقِيْم بِظهْرِهَا لتَزيْد بِبضْعَة سُنتِمتْرات فِي طُولِهَا أومَئت لَهَا و إنْسحَبت بِبُطْئ.وَقفْت أمَام الغُرفَة و تَردَدت للحَظَات قَبْل أن أطرُق بَابَهَا بتَوتُر إنْتَظرت قَليْلاً قَبْل أن أسْمَع الحَركَة الصَادِرة مِن الغُرفَة قَبْل أن يُفتَح البَاب و يَقِف صَاحِب الغُرفَة أمَام البَاب بِطولِه الفَارِع حَمحَمْت ثُم قُلْت بُكل جِدية أحْمِلهَا فِي خُلدِي مُذ وُلِدْت
"نَحْتَاج للتَحَدُث!"
رَفع حَاجِبه الأيْسَر و بَان التَعجُب عَلى مَلامِح وَجْهِه
"حَقاً؟ حَول مَاذا بالضَبْط؟"
"لا تَسأل كَثِيْراً، إتْبَعنِي"
أنت تقرأ
فَــوقْ حَـقِـيْــقَـة الــكَرادِلَــة
Romanceلَـمْ يَـكُـن الـحُـبُ يَـوْمــاً مُـقَـيَـداً بِـمَـعَـايِـيِـر مُـعَـيَـنَـة ، بَـل يُـقَـيَـدُ الـحُـب بِـتَـفْـكِـيْـرِ وَ عَـقْـلِـيَـة الـإِنْـسَـانْ فَـهَـنِـيْـئـاً لـأَصْـحـاَبِ الـتَفْـكِـيْـر الـرَاقـِي فَـقْـد نـَالـُوا مِـنْ أَنْـواَعِ...