"الفصل العاشر "

10 4 0
                                    

كان يقف امام غرفه العمليات يموت رعبا ان يصيبها مكروه ويتذكر اخر كلمات قالتها له
"رامى ،هل حقا تحبنى ام انك تقول ذلك فقط ....
صمتت حينما امسك يدها قائلا لها بعيون لامعه بحب يفيض منها
"لو تعلمين كيف كانت حياتى ليلا عتيما بلا قطرة ضوء تنيره ،كنت اتمنى فقط قطرة ،فقط قطرة ضوء
لكنى رزقت بنهار مشرق بشمس ابهجت وأضائت حياتى بل جعلتى ظلام ليلى ينقشع وتبددت غيومى"
"للأبد ستحبنى حتى بعد موتى "
"سأدعو واتضرع ان اموت اولا فبعدك عنى يعنى موت روحى وفؤادى نهارى "
فاق من ذكرياته ودموعه تنهمر قائلا :
"لا تقتلى روحى وفؤادى نهارى لا تفعلى وتبتعدى عنى "
كان عمر يواسيه ولكن دون جدوى بينما كلثوم تقف وحدهابعيدا تبكى لا احد معاها لاليل ولا غسق لتشعر بإلامان تشعر بأنها وحيده وخائفه احست بأحدهم يربت على كتفها فانتفضت فزعه تصرخ ببكاء وجدته عمر فإنفجرت اكثر فى البكاء مخبئه وجهها بين يديها رق قلبه لمنظرها هذا فتكلم محاولا تهدئتها :
"اهدئى كلثوم كل شئ بخير لا تبكى هكذا اهدئى "
كلثوم ودموعها تنسكب بلا توقف وصوت نشيجها يعلو :ااا انا خائفه ..لم افعل شيئا لم اساعدها لم افعل شيئا ليل مصابه ونهار ...نهار رقيقه لا تتحمل
....غس.....غسق كانت تطمئننى.....ولكنها ايضا ....
قاطعها عمر ممسكا كفها مربتا عليه وتكلم بصوت حنون قائلا:شش اهدئى لا بأس لقد اطمئننا على نهار وليل وغسق بخير ايضا نور طمئننا عنها
نظرت له بعيون محمرة وقد بان الخوف فيهما
قائله:لكن رامى يبكى ولا يبد....
قاطعها قائلا :رامى تعلمين كم هو مبالغ هو فقط لانه يحبها كثيرا لا زال قلقا عليها
وبنبرة باكيه ودموعها تجرى على خدها :انت لا تكذب على صحيح
اخرج منديله واعطاه لها قائلا :
حينما كنت ابكى وانا صغير كان اخى آسر يقول لى
"كف عن الدمع ايها القلب المعذب ،اتظنه يجدى "
ثم يضحك مكملا ،"والله لا يجدى،ايها البكاء الصغير"
تبسمت كلثوم بعد ان شد انتباهها بكلماته فاكمل :
ان بكيتى مرة اخرى فسأناديكى بالبكائة الصغيرة
ضحكت كلثوم قائله :ولكن هذا لقبك انت
تبسم بحزن قائلا :لم احكى لاحد عن أخى غيرك
لا تخبرى احدا حسنا
تبسمت له قائله :اعدك
***********************************
كانت غائبه عن الوعى فى العنايه نائمه لا تدرى بشئ خرج ليبحث عن طبيب ليرى لما لم تفق بعد تأكد من عدم وجود احد ودلف من النافذة بسرعه ليطمئن قلبه على صغيرته المدللة كما يسميها
اقترب يتفحص وجهها ويشبع عينيه منها حينما احس ببدء افاقتها وضع يديه على عينيها هامسا
"عيناكى فضاء شاسع فيه أغرق
ولطالما رحبت بهذا الغرق
فانا الذى لم يهزمه موج قط
امام موج فضائك يغرق "
ثم قبل جبينها بحنان واختبئ قبل دخوله بلحظات
كانت قد افاقت واضعه يديها تتحسس هذة القبله الحنون وهذا الصوت المألوف لها ولكن لا تتذكر صاحبه ابدا كان يراقب حيرتها بحزن وهى حتى لا تسمع ذلك الذى يكلمها والذى يمنع نفسه بصعوبه من قتله فاقت من شرودها على صوته يسألها ان كانت بخير فقالت "عيناكى فضاء شاسع فيه أغرق
ولطالما رحبت بهذا الغرق
فانا الذى لم يهزمه موج قط
امام موج فضائك يغرق "
كان يرمقها بتعجب لا يفهم ما تعنى بينما تبسم ذلك المختفى يستمع كلماتها ويسمع ذالك بجانبها يقول لها :ساحضر الطبيب ليطمئن عليكى وذهب
وهنا استطاع هو ايضا الرحيل تاركا اياها حائرة
**************★*****************
خرج يزن من العمليات وجد العيون تتربص به والصمت حليفهم لم ينطق سوى ليل التى اصرت على الذهاب لشقيقتها بعدما افاقت للتو قائله ليزن :
تكلم مابها نهار ارجوك اخبرنى انها بخير
يزن بهدوء :اهدئو رجائا واسمعونى هى بخير الجرح كان سطحيا وقمنا بخياطته وتضميده وسيلتأم فى اسبوع فى اقل تقدير لكن
صمت قليلا
فهتف رامى بعصبيه :تكلم لما توقفت
بينما امسكته ليل من عنقه ودفعته للحائط خانقه اياه بيدها اليسرى متكلمه بعيون مظلمه :اقسم ان حصل لها شئ لن اكتفى بفصل عنقك هذا عن جسدك
كانو يحاولون ابعادها بينما هى تنظر بعينه بنظرة ارعبته يشعر بأنفاسه تنتهى ولا يستطيع اخذ اخرى
كان امجد يحاول معها ولكن لا فائده
اثناء ذلك خرجت الممرضه ركضا نحوهم قائلة :لقد افاقت المريضه ايها الطبيب لكنها تتمتم بكلمات غير مفهومه تركته ليل فورا فسقط ارضا يتنفس بصعوبه وسرعه وكأنها اخر انفاسه بينما ركضت هى للداخل فوجدتها افاقت حقا تنهدت براحه قليلا لكن المها قلبها لرؤيه دموعها تلك وتمتماتها المعتذرة اقتربت منها واضعه يدها على جبينها مردده
"انا اسفه ما حصل خطأى ما كان يجب ان اصرخ بكى اعتذر صغيرتى لا تبكى ارجوكى "
بنبره باكيه اجابت :
"لم اقصد فعل شئ انا اسفه لكنى كنت احاول مواستك وانتى ......انتى صرخت على انا اسفه لم اقصد حقا "
انهت كلامها تزمنا مع بكائها بصوت منخفض
هدئتها ليل ماسحه بأناملها دموعها ثم قبلت جبينها
هاتفه :انا من اطلب مسامحتك ما كان يجب ان اغضب لكن انتى لا تفهمين فقدت اعصابى حين وجدتكم بداخل غرفتها ولم اجدها .....انا فقط
تنهدت بعمق مكمله كدت اموت حينما لم اجدها وكدت اموت حينما لم تجيبى على ورأيتك فى تلك الحاله ارجوكى صغيرتى لا تحزنى ولا تبكى بكائك يقتلنى "
نظرت لها نهار فوجدت عينيها تلمعان فمسحت دمعها سريعا براحت يدها هاتفه ببسمه مشرقه "لن ابكى ابدا اختى لكن لا تغضبى منى ولن المس شيئا قبل اخبارك "
شباب لما لا اتى فى وقت تكونان فيه تتشاجران كما تفعل نورا وامجد معى حقا نورا تشعرنى بالذل كونها اكبر منى بدقيقه تتعامل معى كأنى خادمها
رفقا بقلبى الهش. انا مفتقد للحنان واحتاج عناق حقا كما انى مصاب اردف نور لتلطيف الجواء تزامنا مع فتحه ذراعيه بطريقه مضحكه مقتربا من امجد قائلا : امجد عانقنى كما عانقت ليل
نهار
دفعه امجد من وجهه قائلا :اغرب عن وجهى ايها المعتوه الا يكفينى معى بالبيت والعمل وحتى المشاكل
نوربجديه مضحكه :يالك من اخ قاسى القلب من ستتزوجك سأخبرها انك سادى وتتعامل بطريقه وحشيه معنا انا ونورا
شهقه خرجت من فم رامى وعمر اللذان فهما بينما تتابع الفتيات بضحك عدا ليل التى تتابع صغيرتها. باسمه فقط ارتاح قلبها الان
بينما امجد اخذ يركض خلف نور يتوعده بالويل :اقسم ان امسكتك ايها المعتوه سوف اريك الساديه على اصولها ايها الفاشل اكل الجزر
شهقه خرجت من رامى هذه المرةالذى سأل عمر بجانبه بصوت منخفض سمعته كلثوم قائلا :
"هل حقا امجد سادى عمر يجب ان نحذر الفتيات وان نبلغ الادارة ان كان سادى يجب ان يكون له ضحيات الم تسمع عن القاتل المتسلسل الذى يحققون بأمره ربما كان هو "
وقبل ان يجيب عمر على هذا الهراء فزع حينما احس وكأن قط امسك بثيابه والذى لم يكن سوى كلثوم صارخه بليل وعمر قائله :امجد هو القاتل المتسلسل السادى الذى تبحث عنه الشرطه
فزعت نهار وامسكت بليل ورامى الذى اختبأخلف عمر هو الاخر بينما وقع نور ارضا من كثرة الضحك وامجد يقف مصدوما مما سمع وليل وعمر ينظران لكلثوم ببلاهه فقالت بإرتباك :لما تحدقون بى هكذا
وفى نفس اللحظه ضرب كل من ليل وعمر وجهه بنفاذ صبر على سذاجتها
*****************★*****************
كان يراقب من بعيد تلك الفتاه التى امر بمراقبتها والتى لا تبدو كفتاه عاديه ابدا يراقب ما يحصل عرف من قائده ان لها توأم ولكنها مختلفه تماما كان ينتظر نجم الذى غاب لفترة وما ان رجع حتى قال له
"لما تأخرت واين كنت اخى "
نظر له نجم قليلا ثم قال له وهو يحدق امامه يراقبها مع اخيه "كنت اجمع بعض المعلومات ولكن لم اعرف سكنها اين لذا سنضطر لان نتبعها "
اسود بوجوم "كنا سنتبعها على اى حال "
باغته نجم بسؤاله "كيف تشعر
نظر له قليلا ثم نظر امامه مطولا "هذه الايام تأتينى كوابيس غريبه ولا استطيع النوم ارانى العب مع امى ولكن فجأة تختفى واجدنى ابكى وتأتى يد من الظلام تسحبنى اليه " زفر بضيق
بينما نجم صمت ولم يتكلم بعدها وهو يفكر فقط فى احتمال عودة الذاكرة لأسود
*************"*****"""***"""****
كان يجلس يكتم الضحك مقابلا لامجد وعمرالعاقد ذراعيه فى برود شديد، بجانبه رامى الذى لازال متوجسا من امجد ويرمقه بترقب بينما امجد يزفر بضيق وينظر للفتيات الاتى يختبئن خلف ليل التى تقلب عينيها بملل ورامى الذى قال "تقصد ان نور كان يمزح حقا فقط ليضايقك "
امجد بنفاذ صبر "اجل " ثم رمق نور الذى لم يعد قادرا على حبس انفاسه قائلا "اضحك ،اضحك والا اصابك شئ ووقتها ستلتصق بى التهمه"
هنا ولم يتحمل وانفجر ضاحكا على ما يحصل وكيف صدقو دعابه من دعاباته
نظر له الجميع ثم نظروا لأمجد فقلب عينيه بملل بمعنى ارأيتم
صمت الجميع حين سمعو همس نهار لليل وهى تسألها "اختى ماذا تعنى كلمه سادى "
نظرت لها ليل بصدمه ثم نظرت لنور الذى ضحك بعيون تبرق . فصمت وابتلع لعابه ولم يتكلم كان امجد يتشفى به بينما ليل نظرت لنهار واضعه يديها على خديها قائله بحنان شديد
"صغيرتى تلك الكلمه تعنى شخص سئ جدا وشرير
لا تهتمى لكلامهم هم فقط يمزحون معا"
اردفت بقليل من القلق "لكنى خائفه من ان اقابل أحد هكذا"
"وقتها سأفعل به اشياء اسوء من ما يفعل هو ، ثم اخذ منه رأسه فى نزهه جميله بلا رجعه "
اردفت بها ليل بحنان كما لو انها لا تتكلم عن القتل او التعذيب مثلا بينما رمقها الجمبع ببلاهه لا يصدقون اتلك من ارتكبت مجزرة منذ قليل وكادت تقتل يزن المسكين الذى بات مرتعبا من الدخول لفحص نهار نظر نور لرامى بحسرة قائلا
"هذا تهديد مبطن لك صديقى سأفتقدك حقا كنت لطيفا معى "
ابتلع رامى لعابه ناظرا لعمر سائلا اياه بهمس وصل لامجد
"ماذا تعنى بأخذ رأسه فى نزهه جميله بلا رجعه"
فأجابه امجد بدلا عنه بنفس الهمس
"تعنى بعد تعذيبه بأسلوبه وابشع ،ستفصل رأسه عن جسده لذا احذر مضايقه نهار " قال الاخير مبتسما بتسليه بينما نور شاركه المزاح قائلا حزن مصتنع
"ارى ان عنقك رفيع لن يأخذ بيدها دقائق ،وحسرتاه عليكى صديقى "
امسك رامى عنقه وهو يبتلع لعابه بصعوبه ناظرا نحو ليل ولكن ما ان وقعت عينه على نهار المبتسمه له بخجل حتى نسى ما كان يدور قائلا بحب
" اذوب فيكى ونور عينيكى يضئ دربى
وكيف لا وقد اصاب سهم الحب قلبى
من نظرة كنتى بها قاتلى
وصرت لك تابعا اطوف البلاد لكى طائعا "
اخرج تنهيده حاره تحمل كم شوقه لها بعدما احمرت خجلا قائلا وهو يحدق بها فى شوق وحب يفيض :
" اخبر الجميع بأنى بحبك متيما "
نظرو له ببلاه كان مرعوبا من دقائق والان اصبح عاشق بينما عمر ضرب وجهه للمرة الثانية هامسا :
"لا فائده "
**************************

تقول ولَّادة بنت المستكفي في حبِّ ابن زيدون (الشاعر الأندلسي المعروف):

ﺃغارُ ﻋﻠﻴﻚَ ﻣﻦ ﻋﻴْﻨِﻲ ﻭمنِّي
ﻭﻣنْكَ ﻭﻣِﻦْ ﺯﻣﺎﻧِﻚ ﻭﺍﻟﻤَﻜﺎﻥِ

ﻭﻟﻮ أنِّي خبَّأتُكَ ﻓﻲ ﻋُﻴﻮﻧِﻲ
إلى ﻳﻮﻡِ ﺍﻟﻘﻴﺎمةِ ﻣﺎﻛَﻔَﺎﻧِـــﻲ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ويغازلها ابن زيدون قائلاً:

يا مَن غَدَوتُ بِهِ في الناسِ مُشتَهِراً
قَلبي عَلَيكَ يُقاسي الهَمَّ وَالفِكَرا

إِن غِبتَ لَم أَلقَ إِنساناً يُؤَنِّسُني
وَإِن حَضَرتَ فَكُلُّ الناسِ قَد حَضَرا

**********
متنسوش الڤوت يا شباب ورأيكم فى التعليقات اتمنى الفصل يعجبكم 💕💕💙

أزهر الرماد  "جارى التعديل"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن