"الفصل الحادى عشر "

13 2 0
                                    

كانت تجلس فى جانب وحدها سمعت رنين الهاتف يعلن وصول رساله فتحتها فوجدت :
" وانا الذى سحرته عيناكى بلون الغسق
واصابته سهام حبك فى وتينه فعشق
انا من فى حلمه ووعيه انتى له مرافق
انا يا بدر قلبى الملتهب من هواكى عاشق الغسق"
كانت تشعر بغرابه من هذة الرساله ولكنها لم تظهر شيئا فقط بقيت تحدق فى الهاتف لكن الرقم لا تعلمه وغير مسجل معها انتبهت لصوت ليل تناديها للجلوس معهم  اومأت لها ذاهبه تنفض امر الرساله عن ذهنها حاليا جلست بجانب ليل دون ان تتكلم بينما رمقتها نهار التى لازالت ليل محتضنه اياها  بتعجب لم ترى اى تغير على تعابير وجهها بل كانت تجلس فى ركن وحدها سألتها ليل بهدوء :
"كيف اصبحتى الان "
رمقتها بدهشه فوجدت ليل تناظرها بهدوء منتظرة اجابتها فاردفت بتوتر اخفته بصعوبه وصوتها يكاد يسمع "ب....بخير .ش...شكرا "
ظنت ان الامر انتهى ولكنها فوجئت بصوت يسألها بحماسه " اسمك غسق صحيح ! ؟....... فى ماذا تدرسين واى كليه ؟؟ .....ولما تخفين وجهك اسفل قناع طبى ؟!؟هل انتى مريضه ؟. اااه صحيح لما اغمى عليكى كثيرا انتى ضع.......
لم ينقذها سوى ليل التى بترت بالوعه الاسئله المتنقله تلك قائله بهدوء وحزم :
" غسق اسمها "،وبنظرة اخرسته اكملت "والباقى لا شأن لك "
كان يرمقه امجد بتشفى بينما ليل ترمقه بنظرة قاتله لذا فضل الاختباء خلف امجد حاليا كأرنب اكل للجزر حقا فضحك امجد ضحكه رجولية جذابه مردفا :
"نور توقف عن كونك ارنبا اكل للجزر "
"الا ترى كيف ترمقنى احس انها ستقتلنى بنظراتها "
اردف نور بهمس لم يسمعه سوى امجد الذى ضحك مرة اخرى لافتا الانتباه لهما قائلا :
" تستحق هذا ،كى لا تتدخل فى شؤون غيرك "
ا"لكنى اردت معرفه ان كانت فى كليه ام انها انهت دراستها الجامعية "اردف بإنفعال  بعد ان وقف امام امجد رمقته ليل بضيق فتقهقر على كرسيه بتذمر زافرا بملل هامسا "حسنا سأصمت.. سأصمت "
نظر له امجد بتشفى بينما هناك عين تراقب تلك الصغيرة المدللة.
*********************************
كانت ليلي تجهز المزرعه بعدما ابلغتها شفق بعدد المتدربين اما قمر الشقيقه الوسطى لليلى تقوم بتنظيف المعدات وترتيبها بالساحه لاجل التدريب بعد انتهائها ذهبت لترى ان كانت ليلي قد انتهت ام لا وجدتها تقف امام غرفه ندى تطالعها بحزن وضعت يدها على كتفها تخرجها من حزنها هذا
"مابك اختى لما تقفين هكذا علينا انهاء ترتيب الغرف حسب العدد "
"لقد انهيت الترتيب لكن ليل هى من ستتسلم غرفه ندى ولن يدخلها احد سواها حتى هى من ستنظفها
لن ...لن استطيع دخولها كما ان فضاء يمنعنى كلما رأى بيدى مفتاحها زمجر على كأنه يخبرنى انهاملك ليل فقط "
اردفت ليلي بحزن فواستها قمر هاتفه" لا تحزنى كثيرا ليل ستأتى وتمكث معكى مده طويله عليكى الفرح الا ترين فضاء منذ بدأنا التجهيزات كيف يركض ويقفز فرحا"
تبسمت ليلي هاتفه "معك حق حتى اسود لا ينفك يصهل متحمسا لعودة ليل وامتطائه ؛سأذهب لأهاتف ليل لاعلمها بألأمر  اظنها ستسعد بالتأكيد ففضاء افتقدها كثيرا  هو واسود" قامت بمهاتفتها منتظرة الرد بحماسه وما ان اتى الرد حتى هتفت
"كيف حال توأمة اختى الصغيرة"
بينما فى تلك الاثناء كانت قمر تطعم فضاء اتى من خلفها ذلك الولهان بحذر لكن تفاجأ بفضاء هجم عليه مسقطه ارضا بينما هى ضحكت بحزن على حبها الوحيد الذى مازال بعد مرور كل تلك السنوات العشرين مازال مصمم على حبه لها ولم يتخل يوما عن زيارتها وممازحتها وملاطفتهاكالمراهقين  رغم رفضها الزواج به الا انه مازال يحبها هذا الذى كلما رأته احست بكم هى جاحده كانت شاردة بحزن فاقت على لمست يده ليديها ثم انحنى طابعا قبله صغيرة على يدها قائلا ببسمته المعتاده وملامحه التى زادت وسامه مع تقدم عمره وظهور تلك الشعيرات الرماديه الاانه لازال وسيما وحبها له يزيد يوما بعد يوم
"لن اتخلى عن روحى التى احيا بها
لن اتخلى عن قمر ليلى الذى لحياتى يضيئها
وحتى لو ابيضت شعراتك قمرى
وتجعدت يديكى فاتنتي
ستبقين انتى وتينى ونبضى
واجدد عهدى اليوم ساكنتى
واقول لك:
انتى لى مهما طالت الايام والليالي
حتى ولو كنتى حلما صعب المنالى
انا العاشق الذى فى هواكى تحدى الصعابى
وان فرقتنا الاعمار يا قدرى وروحى
سأبحث عنك فى كل الأزمنة والعصورى "
لو كان ملاكا من السماء ما كان ليحبها بهذا القدر ومع كلماته يزيد عذاب قلبها اكثر ودموعها الجاريه على خديها اخذت تنهمر فالروح تهوى وتكتوى بنار الهوى
اما هى فنار هواه وهواها تكويها هى احست بأنامله تزيل الدمع عن خديها مواسيا بنبرته الحنونه :
"مابال قمرى المنير لما الدمع يجرى على الخدى "
ردت عليه بنبره متألمه :
"لما تعذبنى وتعذب نفسك اخبرتك ان ليلي لن توافق ومع ذلك لازالت مصرا لما لم تنسانى وتعش حياتك
مرت عشرون سنه وانت على هذا الحال .......انا ..انا سيئه متحجرة القلب اؤذيك فقط ان......بنبرة باكيه اردفت "انا لا استحق احدا مثلك ابدا "
"فى كل نبضه من نبضات قلبي ينادى قمرى
فى كل رياح تهب تداعب خصلات شعرى
اشم هواكى فى ذلك النسيم
واشعر بالحياه من نبض اسمك يا قمرى"
اردف بها نديم ذلك العاشق المتيم بقمر بعيون تشع حبا زاد مع مرور السنين
******★*******★********★******
"كيف حال توأمة اختى الصغيرة"اردفت بها ليلي بمجرد رد ليل على المكالمه
ليل :بخير خالتى كيف حالكم
ليلي ببسمه متحمسه:بخير متحمسون فقط ومشتاقون لكى ورؤياكى اتصلت لاخبرك انكم ستتدربون فى المزرعه
ليل:لماذا ذلك فجأه
ليلي بجديه :اخذت انا وشفق هذا القرار وهى ابلغت الباقى به ووافقو كما ان المزرعه مكانها سرى ولا يعرفه الا القليل ايضا هادئ جيد للتمرينات كما ان فضاء اشتاق لكى كثيرا واسود لم يخرج من الاسطبل منذ رحلتى رغم محاولاتنا
ليل بهدوئها المعتاد :اشتقت لهم ايضا لكن تعرفين ان نهار جزء من فريق التدريب ولن أسمح بأى تجاوز
فى حقها
ليلي ببسمه :لأجلك سأفعل اى شئ تريدين اريد فقط ان اراكى امامى
ليل :حسنا خالتى وداعا
ليلي :وداعا صغيرتى
انهت ليل تلك المكالمه تحت انظار الجميع التى لم تهتم بهم وكل ما يشغل بالها الان نهار حين ذهابهم للمزرعه تعلم ان خالاتها لا يحببنها بسبب ملامحها التى تذكرهم بعثمان ولكن لما لا يرون ملامح امها التى تراها بها نظرت لها ليل وهى تفكر هى حقا تشبه امى ولكن كما لو كانت فتاه صغيرة
"اهناك شئ ،اتشعرين بأى الم هل انادى الطبيب "
افاقت من شرودها على صوت امجد القلق نسبيا
فاجابته بهدوء :
"لا حاجه انا بخير "
نظرت لنهار مرة اخرى وجدتها قد غفت لذا مددتها على الفراش جيدا وقامت بتغطيتها بالغطاء ونظرت لرامى قائله
"رامى تعالى واجلس على الكرسى بجانبها حتى اعود"
تفاجأ بطلبها لكنه لباه معقبا "الى اين ،اهناك شئ"
رمقته بنظرتها الباردة فصمت وجلس بجانب ملاكه الصغير ممسكا بيدها يتأملها وقد انفصل عن الواقع بينما هى همت بالرحيل لكن وجدت من يمسك بملابسها من الخلف نظرت للخلف بحده لكن دهشت من انها غسق! لذا تكلمت بهدوء وبنظرة هادئه :
"مالامر غسق اتريدين شيئا تكلمى لا بأس "
"انا اريد ...اريد ..لا تتركينى هنا وحدى "
اردفت غسق بتردد وتوتر باد عليها لذا ربتت ليل على يدها بهدوء ثم نظرت لكلثوم وجدتها  تجلس نائمه على المقعد بجانب عمرالذى غطاها بسترته والذى يبدوعلى ملامحه انه نادم على فعلته كما لو انه اقدم عليها دون وعى منه  وامجد يجلس بهدوء يتفحص هاتفه الذى رن فستقام يجيب عليه فى ركن بعيد ويبدو من ملامحه المقتضبه انه امر خاص بالقضيه ليس امامها الا حل اخير تدعها تجلس معهم بجانب نور الذى يهاتف اخته مخبرا اياها بمكانهم واما اخذها معها نظرت لها مرة اخرى وجدتها متشبثه بملابسها كصغير يمسك ملابس امه لذا عقدت عزمها ان تأخذها معها لذا قالت :
"حسنا اتبعينى ،ولكن ربما ما ترينه قد يخيفك او يشعرك بالذعر أانت متأكده من مجيئك معى ؟"
اجابتها بهدوء "اجل انا لا اعلم احدا غيرك كما ان كلثوم نائمه "
"حسنا اتبعينى "هكذا اردفت ليل بينما تتجه الى الباب حين فتحه سمعت امجد الذى تكلم
"ليل، انتظرى "
قالها مقتربا كى لا يسمعه احد
"هل تذكرين ايا مما حصل قبل قليل "
نظرت له بعدم فهم مجيبه "انا احضرت نهار الى المشفى لماذا سأنسى"
تأكد الان فقط انها لم تكن بوعيها وجاء ليكمل لكنه تفاجأ بأنحناء ليل ملطقطه شيئا من الارض تبين انه ظرف عتيق كان موضوعا امام باب الغرفه قلبته بصمت وجدت انه مكتوبه عليه بخط مزخرف جميل "الى ليلى الذى لم يطلع قمره منذ رحيلى
الى عيون الفضاء التى بهتت لمعه نجومها بعدى
اليكى يا روح نابضى وبسمه ايامى "

  To:Lail Osman
الصدمه هى ما تزين وجههم اما هى فكانت فى عالم اخر رأسها كان يؤلمها قليلا وهذا الخط المزخرف ليس جديدا تشعر كما لو انها رأته من قبل لكن اين لاتذكر اما عن أمجد الذى كان يشعر بشئ من الغضب ولا يفهم سبب ذلك كان يتمنى ان تفتح الظرف لترى ما به اما غسق كانت متوتره اولا الرساله خاصتها ثم ليل هل هن مراقبات ام ماذا!
تفحصت ليل الظرف قليلا ثم همت لتفتحه  لكن انتبهت لوجود غسق وامجد لذا اثرت فتحه بعد عودتها للشقه فيما بعد لذا قامت بوضعه فى جيب سترتها السوداء لحين اخر ناظره لامجد بهدوء نظرة باردة ولكنها هادئه
"ماسبب سؤالك منذ قليل "
"الا تذكرين ان نهار كانت مجروحه فى صدرها وكانو يريدون سرقه اعضائها!؟"
هكذا اردف امجد حال تذكره لكلامهم لذا لم ينتظر اجابتها ونظر لغسق مكملا "من الافضل ان تبقى غسق هنا وتأتى معى هاتفنى مدير المشفى منذ قليل بعد اخذهم رقمى من البيانات التي امليتها لهم بعد دخولك للعمليات
"الى اين؟"اردفت ببرود
فاجابها قائلا "يجب ان ترى ذالك ،اعرف انكى تحترمين شفق كثيرا لذا هاتفتها لتأتى وتتصرف "
نظرت له نظرات مبهمه ثم اردفت
"لا اهتم طالما نهار بخير "
نظرت له بعيون سوداء ميته "ان مسها احدهم لن يكفيني سلخ جلده حيا "
نظر لها بهدوء ثم زفر بضيق شديد الان اصبح قلقا اكثر ربنا تفقد اعصابها كما حصل وتفقد وعيها ويخاف من ان تؤذى احدا دون وعى منها فتندم او تتأذى هى
نظر لها وجدها تنظر لنهار ورامى الذى يداعب خصلاتها بيديه ويكلمها بحنان واضعا كفها على خده
كانت تراقب تصرافات رامى بنظرات ثاقبه تبحث عن اى تصرف يثبت انه يخدع نهار لتتخلص منه على الفور
"ليل ! ماذا فعلتى ؟؟"
مفاجأة قلبت كل شئ وقوفه امامها الان ينظر لها ويمعن انها امامه لكن
*******★*******************★******
اتمنى تشوف تعليقاتكم عن الروايه ومتنسوش الڤوت
يا حلوين 💕💕💙

أزهر الرماد  "جارى التعديل"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن