3

12.2K 416 16
                                    


بجهة ثانية وسط بيت الشعر اللي امتلى بالضيوف
واقف عناد بجنب الجد راجح اللي يتباهى فيه ويأشر عليه: هذا ولدي عناد
ابتسم عناد لحُب راجح له والواضح لكل المتواجدين
ومنهم حاتم اللي يناظر عناد ويشدّ على يده بصمت
يكره تواجد عناد بينهم ويكره قربه لأبوه واللي المفروض يكون هو الأقرب لأبوه من عناد الغريب
وبزاوية ثانية همس مشاري: يا ولد مليت وابو صالح ما يسكت
تميم التفت له: ودك نطلع؟ نخلي بتّال يصب القهوه
سمعه بتّال ورفع الفنجال يهدده: خالك بتّال، خالك
مشاري بترجّي: بتّال تجمّل معنا والله من العصر ما جلسنا
بتّال رفع اصبعه: عمك بتّال
مشاري بتنهيده: عمي
التفت بتّال لتميم يناظره ينتظر مُراده
تميم صدّ: خالي
بتّال ابتسم و شال القهوه ومشى يصب للضيوف يترك مجال لتميم ومشاري يتنفسون
أشّر تميم لعناد اللي انتبه لهم وطلع يمشي وراهم يبتعدون عن ضجة ضيوف راجح

أما عند البنات اللي اندمجوا مع بعض وطلعوا يتمشون بالمزرعة مع وجد اللي تسولف للتوأم بحماس
ووراهم هاجر وتهاني اللي يمشون معهم بصمت
وجد بضحكه: أمي حصه تعالج كل شيء بالأعشاب
حنين ابتسمت: والله فادتني كثير
وتين: خصوصًا البابونج نمت نومه عميقه بعده
وجد: معروف البابونج للنوم عشان كذا عناد يحبه
عقدت حاجبها وتين بدون فهم، وكملت وجد: عناد يعاني بصعوبه بالنوم من كان صغير
وتين هزت راسها بصمت، و طرى ببالها غصن البابونج اللي زرعه وسط نعناعها وابتسمت
حنين ناظرت وجد بتساؤل: البحر قريب من هنا؟
هزت راسها وجد: قريب نقدر نروح له برجولنا
وتين التفتت: نقدر نروح؟
وجد بتفكير: بس الحين ظلام، اذا ودكم بكره قبل الغروب نتقهوى هناك
لمعت عيون وتين وابتسمت حنين: أكيد ودنا
هزت راسها وجد بابتسامه: تم!
مشت وجد للاسطبل و نطّت السياج والتفتت لهم: تعالوا!
وتين نطّت بحماس ووقفت حنين تناظر الخيول بعيون لامعه
تهاني بقرف: انا ما بدخل جوا المكان مقرف!
هاجر هزت راسها: ولا أنا
وجد التفتت: وحنين تجين؟
حنين فز قلبها من فكرة تواجد الخيول بمسافة قريبة منها بعد ما كانت تشوفهم أقرب للحلم الصعب
مدّت وتين يدها تساعد حنين تنط السياج ومشوا مع وجد اللي تشرح لهم المكان بشغف وحب واضح من عيونها
وتين بإعجاب: تعرفين تركبين الخيل؟
هزت راسها وجد: تميم علّمني، من صغره وهو يشارك في بطولات و فاز بميداليات كبيرة
وتين انتبهت للمهر الصغير وشهقت: خيل صغير!
وجد بضحكه: هذا عناد
وتين مسحت على ظهر المهر: عناد؟
وجد: تميم سمّاه على اسم عناد
حنين ناظرت الخيل الأبيض وقرّبت تتأمل لونه والتفتت تأشّر عليه: وهذا وش اسمه؟
وجد ناظرت خيل تميم وابتسمت: الرعد
مدّت يدها حنين ناويه تلمسه، وحذّرتها وجد: انتبهي! تراه ما يحب أحد يلمسه غير تميم
حنين قربت يدها للخيل تسمح له يشمها ويتعرف عليها وبيدها الثانيه مسحت على راسه بتردّد تحت نظرات وجد المنصدمه من هدوء الخيل
وصلهم صوت تميم: وجد ليش مشغله كل أنوار الاسطبل؟
دخل تميم ووقف مكانه يشوف يد حنين على خيله بصدمه
ودخل وراه مشاري وعناد اللي طاحت عينه على وتين الواقفه جنب المهر الصغير
وجد التفتت للتوأم تعرّفهم عليهم: هذا تميم أخوي، ومشاري ولد خالي حاتم
وأشرت على عناد: وولدنا بطل المطافي عناد
وتين رفعت حاجبها تناظر عناد اللي ما شال عينه عنها وصدّت
مشاري ناظرهم بحيره: مين اللي كانت تعبانه منكم؟ تتشابهون
وجد أشّرت: شدعوه واضح الفرق، حنين
ونطقت حنين بربكه: شكرًا لأنكم لبّيتوا طلب اختي وساعدتونا أمس
مشاري نفى: ابد ما سوينا شيء، جيران ونقوم بالواجب
تميم أيّده: أي شيء تبونه احنا موجودين
وجد ناظرتهم: اللي يشوفكم يقول انكم تراكضتوا لين المزرعة ونقعتوا البابونج مع أمي حصه
ابتسمت وتين من جابت طاري البابونج وناظرت عناد بطرف عينها
و ابتسم عناد بخفّه يقرّب يمسح على ظهر المهر ورفع نظراته لها
تميم حك حاجبه: عمومًا منورين المكان بس اتركوا الخيول ترتاح
حنين عقدت حاجبها بضيق والتفتت تناظر الرعد وتمسح عليه
وجد انتبهت للضيق بعيونها: ولا يهمك بكره نسوي لك احلى جوله على ظهر الرعد وعند البحر بعد
اتسعت ابتسامات التوأم بامتنان لوجد ومبادرتها ولُطفها معهم
ونطق تميم اللي ما زال منصدم من هدوء الرعد: شكله حبّك
حنين التفتت وابتسمت من فهمت انه يقصد الخيل
تميم: الرعد مثل اسمه، يرعد ويعصف اذا لمسته يد غير يدي
وجد ناظرت حنين: يمكن شمّ فيها ريحة الحب وحبّها
ابتسمت حنين، وتقدمت وتين بتلمس الرعد: بجرّب أجل
تراجع الرعد عن يد وتين اللي كشّرت تسمع صهيله وارتفعت ضحكاتهم
وتين تكلّم الرعد: ما اعجبتك ريحتي؟ من زين ريحتك
عناد ضحك بعلوّ صوته والتفتت وتين له تمنع ابتسامتها على ضحكاته اللي أول مره تسمعها
تميم ناظر عناد: لك وجه تضحك والرعد ما يطيقك؟ تعال ألمسه نشوف يحبك ولالا
ضحك مشاري: والله ان يرفسه
ابتسم عناد ينزل لمستوى المهر: مابي من الحب غير حب العناد
وتين ناظرت ابتسامة عناد الواسعة، عكس ذبول ملامحه اللي شافته ليلة أمس، كان يضحك، يبتسم كثير، ويناظرها
يطوّل نظراته عليها وحدها رغم زحمة المكان وضجّته

غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن