صباح جديد، أشرقت شمس انتظروا شروقها أيام طويلة
صباح يشبه صبح اليوم الأول من العيد، صبح كتب عنه طلال الرشيد "مع كل صبح يجددني لشمسك حنين" صبح تسطّر بين قصايد فهد المساعد يوم قال "يا ضي في عيوني يمر ويطري على بالي حنين" صبح كأنه أغنية عنوانها حنين، الحنين اللي ما مرّ قلوب العاشقين غير قلب تميم اللي ناظر الساعه بابتسامه ونزل للصالة يشوفهم جالسين يفطرون
الفوضى تملأ الصالة و تنتشر الطاولات والكراسي بشكل عشوائي يتوسطها الورد اللي انتثر ينتظر ترتيبهم له
ونطقت حصة: تعال يا عريس محد موجود غير أنا وأمك وخالتك فاطمة
تميم مشى ياكل اللقمه اللي مدتها له حصة
ونطقت غالية: كلّمت أبوك؟
هز راسه تميم: يقول في الطريق توه جاء من المطار
حصة: الله يصلحه عبدالمحسن ليته أخذ اجازة من شغله من بدري
غالية بتنهيده: يعني ما تعرفينه يمه؟ دام عنده وقت للشغل ماهو تاركه لين ينهيه
حصة ناظرت غالية: كلمي عناد ووتين شوفي وينهم ومتى بيجونرفعت وتين راسها من سمعت صوت الانذار من الدفاع المدني المُقابل للمحل الخاص فيها
وتنهدت تكلم نفسها: مدري متى بتعوّد على هالصوت
تأففت والتفتت تمسك المانيكان تلبّسه فستان حنين اللي صار جاهز وابتعدت تناظره بعد ما حطّت لمساتها الأخيره عليه
والتفتت تفتح الجهاز تشيك على آخر الطلبات، مو منتبهه للباب اللي انفتح ودخل يمشي على مهله يناظرها مندمجه بجهازها
مشى ووقف خلفها وتراجعت تاخذ نفس وتشرب كوب نعناعها وابتسمت من وصلتها ريحة عطره تدري بتواجده خلفها
ونزل لمستواها يهمس عند اذنها: يا المهووسه
ضحكت ولفّت بالكرسي باتجاهه ورفعت راسها له تشوفه ببدلته
ورفعت حاجبها: متأكده إني سمعت صوت الانذار كيف جيت هنا
عناد تقدم يتسند على كرسيّها يناظرها: تدريب طلاب ماهو بلاغ
ابتسمت تناظره قريب منها، يحط عينه بعيونها كعادته وكأنه يعيش وسطها
ورفعت يدها تلمس خده: حنين تنتظرني، نروح؟
هز راسه وتراجع: حتى أمي حصوص تسأل عننا
وتين قامت تشيل الفستان تجهّزه ومشت مع عناد للسيارة يتجهون للمزرعة تزامن مع وصول عبدالمحسن اللي تهلّلت ملامحه يشوف ولده تميم يستقبله وابتسم يحضنه ويغمره بدعواته
ورحّب راجح: حياك الله أبو تميم
اجتمعوا الشباب في بيت الشعر يسولفون والتفت راجح لبتّال: كلمت ثنيان وعزمته؟
هز راسه بتّال: كلمته وارسلت لراكان و فواز
اجتمعوا الشباب يتقهوون و يقضون وقتهم مع بعض
الوقت اللي ما طاع يمشي بالنسبة لتميم، وطار بسرعة البرق بالنسبة لحنين اللي جالسه قدام المرايا تناظر انعكاس وجد وهي ترتب شعرها لها
التفتوا للباب اللي انفتح ودخلت هاجر لافه راسها بالمنشفة
وشايله بيدها الميكب ترتبه على التسريحة وابتسمت حنين تشوفهم يجتمعون في غرفتها ويتجهزون معها
دقايق قليلة ودخلت وتين شايله الفستان: وينها سندريلا فستانها وصل
ضحكت حنين تستقبل حضن وتين لها، ونطقت هاجر: مو صاحيه! أول مره أشوف عروس تستلم فستانها في نفس يوم ملكتها!
حنين ناظرتها بابتسامه: لأن مصمّمتي وتين فستاني في أمان معها
ابتسمت وتين وتقدمت تحاوط كتف وجد: خليني اكمل عنك
هزت راسها وجد وابتعدت: بروح أشوف اذا يحتاجون شيء في الصالة
تقدمت وتين تكمّل ترتيب شعر حنين المبتسمه وناظرتها وتين من انعكاس المرايا ثواني وسألت: وش شعورك؟
حنين بضحكة: قاعده اعيش شعور ما تخيلت بحياتي أعيشه، قلبي بيوقف
ابتسمت وتين وناظرتها: تحسين بألم في رجلك؟
نفت حنين تناظر جبيرتها ثواني وضحكت: ما تلاحظين انتِ تزوجتي عشان تقهرين شدّاد وانا تزوجت ورجلي مكسوره؟ مدري هو نحس ولا حظ
وتين ضحكت ونفت: النحس بالموضوع هو شدّاد
حنين بتساؤل: والحظ؟
وتين ابتسمت تهمس: حظي هو عناد، وحظك تميم
اتسعت ابتسامة حنين وتورّدت ملامحها، وكملت وتين: تستاهلينه و يستاهلك، بس قولي له لو يزعّلك السلاح صار لعبتي
حنين شهقت: لا تقولين كذا!
وتين رفعت أكتافها بابتسامه: بس أعلّمك، عندي عينين بس ما عندي إلا حنين وحده وما أشوف إلا بها
لمعت عيون حنين بنفس اللحظة اللي لمعت فيها عيون وجد من دخل تميم الصالة بثوبه بعد ما تجهّز وخلفه عبدالمحسن
وتقدمت وجد تحضن أبوها: واحشني!
ابتسم عبدالمحسن والتفت لغالية اللي مشت باتجاههم معها المبخره
ورحّب يناظرها بشوق: هلا بالغالية أم الغالين
ابتسمت غالية باحراج تسمع ضحكات عيالها يتبعها ضحكة حصة اللي رحّبت فيه، تنتشر صدى ضحكاتهم مع انتشار ريحة البخور
والقهوة اللي توزعت فناجيلها على الطاولة مع صحون الحلا والكيك بأنواعه ينكتب عليها اسم حنين مرتبط مع تميم
أنت تقرأ
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن
Actionما بين نسمات الشتاء والنار والحطب بين أشجار النخيل والليمون والنعناع بين صهيل الخيول وتغريد الطيور بين برودة أمواج البحر ونعومة الرمل بين أوتار العود وخيوط الإبرة أحداث حارقة، امتلت بالجفاء والعناد لكن تحمل بين سطورها وتين نابض بالحياة