9

10.7K 391 34
                                    




يوم جديد - ٩:١٠ ص

وقفت قدام المرايا تلفلف خصلاتها المبلوله، تحرّكت بهدوء لأجل ما تزعج حنين النايمه، أخذت جوالها تحس باهتزازه واستغربت تناظره ووسعت عيونها بذهول تشوف العدد الكبير من الطلبات
مشت تطلع من الغرفه وقفلت الباب بهدوء، وغطّت فمها بصدمه
وأسرعت بخطواتها للمستودع تكلم نفسها: يمه! وش صاير
دخلت وجلست على مكتبها تناظر الجوال، فتحت الموقع وشهقت تشوف عدد الطلبات المرتفع وزيادة عدد المتابعين
وقفت بصدمه ورفعت خصلتها خلف اذنها تناظر العبايات الجاهزه وتعدّهم بربكه
ورجعت تجلس تهدّي نفسها: يمديني، عندي أقمشه كثيره يمديني
كانت تحتاج حنين هاللحظة، لكنها نايمه ولا ودّها تصحّيها
رتّبت الطلبات حسب الأولوية، تفرزهم بتركيز وتكلم نفسها
مرّ الوقت واندمجت بين العبايات، تنتهي من الطلبات البسيطه بسهوله
وتبدأ تفرش أقمشتها تصمم العبايات الجديدة، كانت مبتسمه طول الوقت رغم ارتباكها وتوترها من العدد المُفاجئ اللي شافته بالموقع
ما كانت تدري وش السبب وكيف صار كل هذا لكن كل اللي تعرفه إنها تعيش حلمها، وتشوف ملامح جَناحها على وشك تكتمل
دخلت حنين اللي عينها على جوالها: وتين تخيلي وش صار!
رفعت حنين نظراتها ووقفت بذهول تشوف كمية البوكسات المنتثره بالأرض، ووتين اللي ترتب العبايات داخل كل بوكس
وتين اللي لاهيه بالعبايه بيدها: وش صار؟
حنين مشت تمدّ لها الجوال: فيه بلوقر مشهوره اعلنت عن براند جَناح
وتين رفعت راسها بصدمه تناظر الجوال: كيف أعلنت لي وأنا ما كلمتها!
حنين بتتكلم وقطع عليهم صوت الاشعارات بجوال وتين
وفزّت وتين: مافي وقت حنين افرزي معي الطلبات
ضحكت حنين ومشت تلبّي طلب وتين بحماس وتساعدها
دقايق وتنهدت وتين براحه بعد ما سيطرت على الوضع
ومدّت لها حنين كوب النعناع اللي سوّته لها وجلست جنبها
وتين شربت من كوبها وتناظر جوالها وعدّلت جلستها من انتبهت للرسالة اللي واصلتها من هاجر قبل ساعات
واللي كان محتواها "هدية بسيطة بمناسبة افتتاح مشروعك"

بنفس الوقت في مزرعة راجح
نطقت تهاني: والله انك سخيفه يا هاجر مالها داعي هالحركه!
هاجر التفتت لها: ليش سخيفه! البلوقر صاحبتي ومشهوره وش فيها لو طلبت منها تعلن لوتين؟ حتى ريال واحد ما أخذت مني
وجد رفعت عينها من اللابتوب: اتركيها هاجر! حتى لو ما كلمتي أحد يعلن أنا كنت ناويه أكلم أصلًا
تهاني هزت راسها: ايه خلوها تلعب عليكم وتستغلكم واخر شيء كل الأرباح لها لوحدها وانتم خلوكم!
وجد عقدت حاجبها: على أي أساس تفكرين كذا! ما طلبت من وتين أرباح ولا شيء، أنا جالسه أمارس هوايتي وتخصصي ومن زمان كان خاطري أدير مشروع وأساعد وتين وما تهمني الفلوس!
هاجر هزّت راسها: وحتى أنا رسمت لها الشعار بكل متعه ما طلبت منها شيء، وهي أصلًا صممت لنا عبايات وما قصرت
تهاني صدّت بتنهيده بدون ردّ، وقامت وجد تشيل اللابتوب: عمومًا ماني فاضيه اتناقش معك
طلعت وجد من الغرفة ومشت تنزل للصالة تشوف جدتها وأمها وزوجة خالها جالسين
وسألت: وين بتّال؟
غاليه أشرت: ظنتي انه في بيت الشعر عند جدّك
مشت وجد لبيت الشعر، ودخلت تشوف خوالها يتقهوون
ورحّب فيها راجح بابتسامه: هلا بشيخة البنيّات
تقدّمت تبوس راسه بابتسامه وجلست بجنب بتّال اللي ناظرها
ومدّت له وجد اللابتوب: احتاج مساعدة خبير مثلك
بتّال عدّل جلسته: اول شيء قولي خا
قاطعته وجد: خالي! ودي أقدم على تدريب إدارة أعمال في الشركه هذي لكن مو راضي
بتّال هز راسه: مو راضي لأني مسجلك عندي
وجد باستغراب: عندك وين؟
بتّال: وين يعني؟ بالفندق لكن لهيت ونسيت أعلمك
راجح نطق: سجّلها في فندق فرع البحرين أحسن لها، تبدأ في مكان جديد وتتعلم
هز راسه بتّال: سجّلتها هي ومشاري من زمان وبشوف اذا تهاني وهاجر يبون
حاتم نفى: بناتي أنا بسجلهم بس لين تتخرج تهاني
وجد بصدمه: دقيقه بستوعب! يعني بتدرب في البحرين؟
هز راسه بتّال: ايه في قسم ادارة المشاريع زي ما تحبين
صرخت وجد: احلف بتّال!
بتّال رفع اصبعه بتهديد: خالي
ضحك راجح يشوف وجد تبوس راس بتّال: بسميك خالي للأبد
وسألت وجد بحماس: وش راح تكون طبيعة شغلي؟
بتّال: بتصيرين مشرفة على مشاريع الفندق وأول إشراف لك راح يكون على الافتتاح، بيصير فيه عروض ومهرجان خاص لعملاءنا، وراح تكونين مع فريق عمل موظفين ومتدربين مثلك
وجد بحماس: متى أباشر؟
بتّال رد: في هذي ما أقدر اعطيك جواب واضح، الفندق باقي ما انتهى بشكل كامل
وجد هزت راسها: ما عليه بنتظر
ابتسم راجح يشوف فرحة وجد، والتفتوا لدخول عناد اللي سلّم وصدّ حاتم بتنهيده وقام يطلع من المكان
تقدم عناد يبوس راس راجح اللي أشّر: تعال يا عناد بغيتك بموضوع
جلس عناد، وقام بتّال: اجل انا استأذنكم عندي شغل
وقامت وجد شايله لابتوبها: وانا بروح أبشّر أمي
التفت راجح لعناد من فضى المكان، و صبّ عناد فنجال راجح
والتفت: آمرني يبه
راجح تسنّد يناظره: أبيك تعلمني وش اللي صار بينك وبين شدّاد ذيك الليلة
صد عناد واحتدت ملامحه، وكمّل راجح: ما صدقت حاتم ولا يهمني راي شدّاد ولا يهزّني أكبر راس فيهم، كل همي انت و أبي اسمع منك
نفى عناد: لا تشغل بالك يبه
قاطعه راجح: يتشكّى منك عند حاتم وما تبي ينشغل بالي؟ لو ما علمتني رحت لشدّاد وكسرت عينه
عقد حاجبه وناظره راجح يترقّب ردّه، ونطق عناد: في الوقت اللي رحت أعطيه كرتون التمر سمعته يرفع صوته على البنات واستفزّني
هز راسه راجح من فهم الموضوع، وشرب فنجاله بتفكير
يناظر عناد اللي شارد بفنجاله، عناد اللي كبر وتربّى على يده
يد راجح اللي يمنع ويرفض فكرة إهانة البنت مهما صار، راجح اللي يعزّ بنته غاليه ووحيدته، ويبدّي سعادة حفيداته و راحتهم على راحته
فهم غضب عناد، وتفهّم شعوره ونطق: زين سويت، زين سويت يا عناد
سكت عناد، ونطق راجح بتنهيده: شدّاد قال ان أمهم تركتهم عنده بعد وفاة زوجها وسافرت، بس ما هقيته يعاملهم بهالشكل
عناد عقد حاجبها: ووينها أمهم؟
تنهد راجح: ما عاد سألوا عنها

غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن