24

10K 453 70
                                    




يوم الأحد - يوم المسابقة المُنتظرة

-ملاحظة
قفز الحواجز هي أحد أنواع رياضة الفروسية وفيها يتم اختبار قدرة الخيل على القفز ومهارة الفارس من خلال تخطي العديد من الحواجز في وقت محدد.

لبست حنين خوذتها تسمع أصوات الضجة حولها، التفتت من الشباك المفتوح واللي يطل على الميدان اللي توزعت وسطه الحواجز العالية وتشوف المدرجات اللي امتلت بالحضور ومن بينهم عائلة راجح و الجدة حصة اللي تعنّوا وحضروا يشجعونها و يشجعون وجد اللي حاوطت كتف حنين
وابتسمت: جاهزة؟
بنفس الوقت التفتت وتين حولها تناظر الحشد بذهول، وابتسمت لعناد اللي جالس جنبها ينتظر بداية المسابقة
وتين ناظرته: ودي أنزل لحنين قبل يبدأون
عناد هز راسه وقام يمد يده لها: مشينا
نزلت وتين مع عناد يجذبون انتباه تميم اللي واقف على طرف الميدان
و فزّت حنين من انتبهت لوتين تمشي باتجاه غرفة المتسابقين
وضحكت تحضنها بحماس، ونطقت وتين: واثقه فيك! كلهم هنا يشجعونك شوفي!
ضحكت حنين تشوف جلوس راجح و حصة في مقدمة المدرجات وجنبهم غالية و فاطمة وحاتم و مشاري والبنات
ونطق تميم: تدربتوا كثير خلوكم واثقين من نفسكم
هزت راسها وجد، وأشر لها تميم: وجد راح تبدأين جولتك أول ثم حنين
وجد تقدمت لخيلها تستعد لانطلاقها، دقايق و ارتفعت الصفارات وانطلقت تحت نظرات مشاري اللي يراقب مهاراتها وتحكمها بالخيل بابتسامه، ترتفع صرخات هاجر ويصفقون بيدينهم من تتعدى الحواجز بمهاره
دقايق وضحكت وجد ورفعت يدينها تلوّح لهم من ختمت جولتها بوقت قياسي ووقف مشاري يصفق و يجذب أنظارها له
والتفتت حنين لوتين اللي شدت على يدها، كانت حنين تعيش حلمها اللي تخيلته ليالي وأيام طويلة، تعيشه وسط الميدان بين أهلها و توأمها و خيلها
الرعد اللي تقدم من صفّر له تميم بأصابعه وضحكت حنين تشوفه يسرع بخطواته باتجاه تميم
ومسح تميم على راسه: بيّض وجهي!
صعدت حنين على الرعد والتفتت لوتين اللي غمزت لها بابتسامه
ونطق تميم يناظر حنين: واثق فيك
ارتفعت نبضاتها وابتسمت وابتعد تميم يترك مجال للرعد يتجه لبداية الميدان
وقفت وتين جنب عناد وتكتفت تناظر توأمها بتركيز و حاوط عناد كتفها بابتسامه
ارتفعت أصوات الصفارات وانطلقت حنين بالرعد تقفز الحواجز ببراعة، تسمع أصوات التشجيع من وتين ووجد و تميم اللي صفق بيدينه يشجع بعلوّ صوته
رفعت وتين نظراتها للحشد الكبير بالمدرجات، كلهم يناظرون توأمها، كلهم يشهدون على تحقيقها لحلمها، ينكتب اسمها على شاشة الميدان بخط عريض "المتسابقة حنين سلطان"
عض تميم شفايفه من اقتربت حنين لخط النهاية القريب من المدرج اللي وقف فيه الشخص المجهول يتلبّسه السواد
يرفع طرف جاكيته ويطلّع فوّهة المسدس يصوّبه باتجاه حنين اللي ارتفعت نبضاتها تشوف الحاجز الأخير وتمسك اللجام تحس بارتفاع الرعد اللي قفز الحاجز تزامن مع ارتفاع صوت الرصاص
طلقه، طلقتين ثلاث واختل توازن الرعد يطيح وتطيح حنين معه
صرخت وتين تركض باتجاه توأمها يتبعها تميم اللي انقبض قلبه يسمع صرخات الألم من حنين وجمدت وجد مكانها والتفتت تناظر حولها بصدمه
ارتفع ضجيج الجمهور خوف من الرصاص اللي يجهلون مصدره، يتدافعون ويخرجون من المكان ما عدا راجح اللي جمد الدم بعروقه يسمع صوت حصة اللي تردّد: بنتي، شوفوا بنتي وش صار فيها!
ركض مشاري باتجاه الميدان يشوف تجمّع المسعفين حول حنين والرعد
و نزلت وتين لمستوى حنين برجفة تسمع بكاءها: رجلي، رجلي
تميم حوّل نظراته لجسد الرعد اللي طايح بثقله على رجل حنين و
يلطّخ الدم أرض الميدان، ناظرت حنين الدم و جسد الرعد بجنبها و بكت بألم
تقدّموا المسعفين يحاولون يشيلون جسد رعد الضخم عن رجلها
تحت نظرات الذهول من تميم، يحاول يساعدهم لكن رجله ما تشيله ويدينه ترجف
وردّدت وتين تناديها: حنين تكفين! حنين
كانت حنين تفقد وعيها من ألمها، و وتين تفقد عقلها كل ما رمشت عيونها بخمول، كل تفكيرها بصوت الرصاص اللي سمعته
تدوّر بعيونها مكان إصابة اختها، يجن جنونها كل ما فكرت إن الرصاص بجسد توأمها
عناد مسك وتين يهدّيها وصرخت وتين: حنين!
حضنها عناد بقوه وانهارت وتين تبكي ويحس عناد بارتجاف جسمها بحضنه
والتفت يناظر المسعفين يشيلون حنين للحمّاله الخاصة للإسعاف تحت نظرات تميم اللي تقدم يمشي معهم بثقل خطواته يناظر ملامح حنين بخوف، نسى الرعد خلفه و ركض بكل حواسه لحنين يرتجي منها نظره وحده تطمنه
تفحّص المسعف رجل حنين والتفت: احتمال رجلها انكسرت، الرصاص أصاب الخيل ما أصابها
تنهد تميم براحة، ومشت وجد لوتين تطمنها: رجلها مكسوره بس
التفت عناد للرعد اللي طايح على الأرض يفهم إن الرصاصات اخترقت جسده
ونطقت وتين بين دموعها: عناد، خذني لها
هز راسه ومسك يدها يطلعون من المكان يتبعهم خروج راجح وحصة والبنات يسرعون بخطواتهم لسياراتهم يتبعون الاسعاف اللي يحمل داخله حنين المتألمة
ناظر تميم جسد الرعد على الأرض والدم حوله، رفع أصابعه المرتجفه لفمه يصفّر له كعادته، ينتظره يفزّ له و يركض باتجاهه مثل كل مره
صفّر تميم للمره الثانية ما زال الأمل داخله
ونطق بهمس: يالله يا الرعد! تعال
تقدم تميم ينزل لمستوى الرعد يناظر سكون جسده، مسح على راس الرعد ونزل يثبت جبينه عليه وغمض عيونه بحسره
التفت من حس بيد تطبطب على كتفه وطاحت عينه على مشاري
تقدم مشاري يحضن تميم اللي شد عليه يردّد: مات، مات الرعد يا مشاري مات

غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن