يوم السبت - ٣:٠٠ م
فاحت ريحة النعناع بالغرفة، تسندت وتين على سريرها تشرب نعناعها وتناظر حنين اللي تستشور شعرها بشرود
حنين التفتت لها: أربط شعري كامل أو نصفه؟
صحت وتين من شرودها: لا تربطينه، حلو كذا
حنين انتبهت لرسالة وجد وقرأتها لوتين: وجد تقول لا تتأخرون تعالوا عندي من بدري ابغى نتجهز مع بعض
وتين هزت راسها وشربت نعناعها بدون رد
حنين ناظرتها وتقدمت تجلس جنبها: وش فيك؟
وتين نزّلت نظراتها لكوبها: ما أدري
حنين: تكرهين هالوضع صح؟ أعرفك
وتين ناظرتها: أكره إن زواجي و زواج عناد صار بهالطريقه!
حنين سكتت، وكمّلت وتين: أكره إن كل شيء صار بتحدّي وعناد، كان المفروض عناد يحب ويتزوج ويبني حياته بنفسه وكان المفروض أنا أختار واتزوج اللي حبيته
حنين مدّت يدها ترفع خصلة وتين خلف اذنها: بس مو عناد أفضل اختيار؟ وقف معنا يوم تعبي وساعدك بمشروعك واليوم وقف بوجه شدّاد
وتين: طيب وهو؟
حنين بتساؤل: هو ايش؟
وتين: أنا افضل اختيار له؟
حنين ابتسمت: لو ما كنتي افضل اختيار ما كان جاء لين بابنا وطلب تتزوجينه
وتين: طلبني عشان يتحدى شدّاد
حنين هزت راسها: وانتِ وافقتي عشان تتحدين شدّاد بعد، نتحداه كلنا
والتفتت حنين تفلّ شعرها: وأنا مستعده اتحدى العالم كله معك، المهم نطلع من جحيم شدّاد
التفتت وتين تسمع الأصوات اللي وصلتهم من برا
وقامت تطل من الشباك تشوف سيارة شدّاد، والشاحنه الكبيرة والعمال اللي انتشروا بالمزرعة
وتين عقدت حاجبها ولبست عبايتها تنزل لهم وخلفها حنين المستغربه
وتين طلعت تناظر شدّاد اللي ابتسم بسخريه من شافهم
شدّاد: بنات اختي هنا! حسبتكم عند راجح
وتين ناظرت العمال: وش قاعدين يسوون!
شدّاد: اليوم سبت، سلّمت المزرعة للبلدية وبنقل كل اغراضي للدمام
حنين: واغراضنا! باقي ما رتبنا شيء
شدّاد بسخريه: ما تهمني أغراضكم أنا باخذ الأثاث اللي اشتريته بنفسي
وتين رفعت حاجبها، والتفت شدّاد للعمال: شيلوا كل شيء وحمّلوه بالسياره
دخلوا العمال ودخلوا خلفهم التوأم يشوفونهم يشيلون الأثاث الخاص في شدّاد ويشيلون كل شيء تأشر عليه يد شدّاد
وتين وقفت قدام غرفتهم تمنعهم يدخلون: اذا شلت أغراضنا خليتكم تاخذون الأثاث
شدّاد: وخري عن طريقهم، البيت لازم ينشال كل شيء فيه بعد يومين بيجون مُستأجرين
حنين وسعت عيونها بصدمه: بعد يومين! ما يمدينا نسوي شيء أبد
شدّاد ناظر وتين اللي ساكته: هذا اللي يصير يوم تبيعيني وتروحين لراجح، خلّيه يضفك انتِ واختك
حنين: طيب اترك غرفتنا احنا بكره نجي ونرتبها
قاطعها شدّاد: لا، اليوم والحين ينشال كل شيء!
وتين ناظرته ثواني وابتسمت: تسوي كذا عشان تكسرني؟
نفى شدّاد: هذا ولا شيء باقي حتى يدك أكسرها لك
وتين: طول عمرك وانت تمسكني مع اليد اللي توجعني، أوجعتني لكنك ما كسرتها
وتين تقدمت تكمل كلامها: أوجعتنا بيُتمنا، بطفولتنا ومراهقتنا، أوجعتنا بشوقنا لأمنا وتجاهلت سؤالنا عنها
عضت حنين شفايفها، وارتفع صوت وتين: لكن تبطي يا شدّاد ما كسرتني، أقطع يدي بنفسي ولا تكسرها
ضحك شدّاد بسخريه يكتم غيضه و قهره من كلامها
وتراجع يأشر للعمال: كملوا شغلكم
وابتعدت وتين عن الباب تترك العمال يشيلون أثاثهم
مشى العامل يسحب التسريحه وطاحت الأغراض تنتثر بالأرض
و تقدمت وتين تجمعهم: عطوراتي وجع!
والتفتت حنين للرفوف اللي امتلت بكتبها وتقدمت تجمعها
وأشّرت وتين: ألبومات تايلور خذيها
أخذتهم حنين تبعدهم عن يدين العمال اللي شالوا الرفوف يحمّلونها في السيارة
أنت تقرأ
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن
Actionما بين نسمات الشتاء والنار والحطب بين أشجار النخيل والليمون والنعناع بين صهيل الخيول وتغريد الطيور بين برودة أمواج البحر ونعومة الرمل بين أوتار العود وخيوط الإبرة أحداث حارقة، امتلت بالجفاء والعناد لكن تحمل بين سطورها وتين نابض بالحياة