لم تعلم آنا كيف مرَّت الثلاث الأسابيع الماضية عليها انهكت نفسها بالعمل لم تريد التواصل مع احد. وكي تضمن عدم اللقاء ب روما عيَّنت شخص للتواصل مع البوربون والباوس لجميع الأعمال.
لم تريد الاهتمام بأي من أعمالهم، لقد ندمت لأنها قابلتهم، منذ ما حدث وهي تفكر ان كان ما فعلته بالاقتراب منهم هل هو تصرف خاطي أم سليم و ما تزال تبحث عن جواب كي يرضي الأصوات التي بدأت تتكاثر بعقلها.
وبالرغم من كل ذلك لم تستطع ان تترك فيليا بمنتصف الطريق لذلك العمل الوحيد الذي لا يزال يربط بينها والبوربون هو فستان الزفاف الخاص ب فيليا.
حفل الزفاف الذي سيضم كل من في عائلتها، فكرت آنا كثيرا في ما كان يجب عليها ان تذهب لذلك الحفل أو لا. وبعد تفكير دام أسابيع قررت التراجع عن الذهاب فهي لا ليست مستعدة لمواجهة والدها بعد آخر لقاء بينهم.
ها هي الآن تجلس على الكرسي بمكتبها على يمينها فستان الزفاف الذي سهرت عليه طوال الليالي الماضية كي يكون مثالي وينال اعجاب العروس 'عروس شقيقها'. قاطع شرودها وتفكيرها العميق صوت طرقات على الباب لتدخل مساعدتها تخبرها عن حضور فيليا برفقة رومانيو .
-
دخلت فيليا لتقيس فستان الزفاف وبقت هي رومانيو لوحدهم بالمكان الذي غلفه الصمت بعد ما تركتهم فيليا. و ليقاطع ذلك الهدوء رومانيو حين سألها.
" هل ستحضرين الزفاف آنسة فوكس"
التفت له وعلى وجهها ابتسامة لطيفة لا تعكس ما داخلها من عواصف
" للأسف لن أستطيع.. ولكن سأحاول ان أكون هناك"
" آمل أن تستطيعي سأسعد ان استطعتي ان تحضري"
قالها وبعدها أخذ عدة ثوان يتأمل وجهها وكأنه يرى أمه ولكنه تدارك الوضع سريعا انزل رأسه وساد الصمت المكان مرة اخري حتى دخلت المساعدة وهي تضع القهوة أمام كل منهم.
أخذ رشفة منها وعلامات الاستغراب بدأت بالظهور على وجهه فهمت السبب وانتظرته ان يسأل. أن يسأل كيف تعرف طريقة شربه للقهوة. ما لم يعلمه هو أنها تعرفه اكثر من نفسه حتى، لكن رومانيو لم يسأل و تدارك الموضوع بعدها خروج فيليا من الغرفة التي كانت مرفقة بمكتب آنا. خرجت وهي ترتدي فستان زفاف أحلامها.. على وجهها ملامح السعادة التي جعلت البسمة ترتسم على وجه رومانيو.. تلك الابتسامة التي ظهرت على وجه رومانيو كانت مثل الدواء لآنا لكل ما كانت تشعر به الأسابيع الماضية. وكأن الابتسامة على وجه احد افراد عائلتها هي كل ما يهمها.
