استيقظت في اليوم التالي على ضجيج رواد المطعم ، لاول مرة فقط اشعر بارتياح لاني لن ارى وجوههم البائسة مع الصباح ..
ذهبت الى الحمام رتبت مظهري و نزلت استعدادا لاشكرها على معروفها ، اتجهت نحوها حين رايتها منهمكة في اعمال المطبخ :
- سيديتي ، مرحبا .. جئت لاشكرك على معروفك
- لا شكرا على واجب عزيزتي انا اؤد ما علي ، المهم انك بخير
- اشكرك مجددا ، انا علي الرحيل الآن ، ساقوم ببعض الأعمال ، علي البحث عن مسكن و ربما عمل لاساعد نفسي على تكاليف الحياة كما تعلمين
، فهل تعرفين مكانا قريبا يمكنني البحث فيه فانا جديدة هنا و لحسن الحظ اني وجدتك امس- دعيني افكر ..... همممممم... طيب ، اعرف احدا في الشارع المجاور يبيع منزله بثمن بسيط
- اه شكرا لك انا ممتنة ، استدرت لاغادر و لكنها استوقفتني ..
- قلت ستبحثين عن عمل صحيح ؟
- اجل
- يمكنكي العمل عندي بمقابل ، ستساعدينني في العمل و انا اساعدك لتكسبي المبلغ
، لا يمكنك البحث عن عمل هنا فهذا نادر ..- حسنا ، بما اني ساملك المبلغ عما قريب ، ساعمل ما بوسعي لاساعدك ..
- فلتتبعيني اذا
صعدنا الطابق العلوي الى احدى الغرف ، فتحتها و قالت لي :
- من الان ستكون هذه غرفتك ، تجدين في الخزانه اللباس الموحد للعمل ، يمكنك ان تبدئي العمل اليوم ان كنت تريدين .. و الان اسمحي لي فلدي عمل كثير لأقوم به
- حسنا ، سأكون في الاسفل بعد دقائق .
دخلت الغرفة و اغلقت الباب ، حسنا .. اولى العقبات انتزاحت من طريقي ، ما علي الآن ان افعله سوى ان اعمل ، و انسى ما مضى .. يعني عمي و منتجاته الحمقاء ..
اخرجت اللباس من الخزانة و ارتديته ، لقد كان مناسبا لي تماما ، كانه خيط من اجلي ، لا اعرف لم انا سعيدة لهذا الحد
، خرجت من الغرفة و نزلت مسرعة الى تلك السيدة ، انها لطيفة جدا انا ممتنة لها لانها ساعدتني كثيرا ، ماكان احد اخر ليفعل اكيد- حسنا ها انا اذا
- تبدين رائعة بهذا الفستان عزيزتي
- شكرا لك سيدتي ، بم يمكنني ان اساعد
- اريدك ان تمري على الطاولات و تاخذي الطلبات من فضلك ، المطعم مزدحم اليوم ، نادرا ما يأتون بهذا العدد
، لقد كنت اقوم بكل شيئ وحدي هنا ، طبعا كان سهلا مع زوار قليلين ، انا ممتنة لانك هنا اليوم- لا عليــكـ ، ساكون الى جانبك طالما تحتاجينني ، ساخذ الدفتر و ابدا عملي
اخذت الدفتر و القلم من على الطاولة و خرجت من المطبخ كان مزدحما ، لم ار مطعمنا بهذا القدر من الرواد ، منذ ان كنت اذهب مع والداي ، كانت المطاعم هادئة في ذلك الوقت ، و لكني اشعر بسعادة لاني ارى الاشياء تتغير ، كنت امر على كل الطاولات اسألهم عن طلباتهم ، لم تكن كثيرة للغاية ، شعرت بارتياح لاني اتحدث مع اشخاص اخرين ، فقديما كانت محصورة فقط على اولاد الاغنياء ، عدت الى المطبخ و قلت :
- ها هي الطلبات سيدتي ، اتمنى ان لم اطل عليك
- لا لم تفعلي ، هل يمكنك ان تقرئيها لي فانا مشغولة بتحضير الطعام
- طيب
قرات لها بعض اولى الطلبات كما طلبت مني ، ثم حملت صينية و وضعت فيها صحنين افرغت فيهما الطعام و كذلك زجاجة عصير كبيرة استدارت و قالت :
- هذه للطاولة ستة ، ايمكنك ايصالها ؟
- طبعا ، انا اذكر مكانها
حملت الصينية بروية و خرجت من المطبخ متجهة نحو الطاولة المحددة ، وصلت اليها و بابتسامة وضعت الصحون على الطاولة و فتحت علبة العصير و ملأت الكأسين و بابتسامة اخرى رددت :
- صحة و عافية ، اذا احتجتما الى شيئ فقط يمكنكما مناداتي
عدت الى المطبخ و انا كلي حماس لاخذ باقي الطلبات ، فقط لاول مرة اشعر بسعادة .. انا اشعر بمتعة كبيرة ، لاني اجرب احساس العمل و اعرف كيف اتعامل مع الناس و اتحدث اليهم ، و اكثر من هذا اني تعرفت الى اول شخص كان رحيما بي ، بعد والدي ، اني ممتنة لها بالفعل ، اعرف انها قدرمت الكثير لمن هم في مثل حالتي و الا لما استعطفها قلبها و ساعدتني ..
نهاية الفصل الثاني
اتمنى أن يعجبكم ♥
و أعطوني آراءكم
حفظ الله المتفاعلين مع قصتي
سلاااااااااااااااام