الفصل الثاني

6.6K 375 38
                                    

استيقظت في اليوم التالي على ضجيج رواد المطعم ، لاول مرة فقط اشعر بارتياح لاني لن ارى وجوههم البائسة مع الصباح ..

ذهبت الى الحمام رتبت مظهري و نزلت استعدادا لاشكرها على معروفها ، اتجهت نحوها حين رايتها منهمكة في اعمال المطبخ :

- سيديتي ، مرحبا .. جئت لاشكرك على معروفك

- لا شكرا على واجب عزيزتي انا اؤد ما علي ، المهم انك بخير

- اشكرك مجددا ، انا علي الرحيل الآن ، ساقوم ببعض الأعمال ، علي البحث عن مسكن و ربما عمل لاساعد نفسي على تكاليف الحياة كما تعلمين
، فهل تعرفين مكانا قريبا يمكنني البحث فيه فانا جديدة هنا و لحسن الحظ اني وجدتك امس

- دعيني افكر ..... همممممم... طيب ، اعرف احدا في الشارع المجاور يبيع منزله بثمن بسيط

- اه شكرا لك انا ممتنة ، استدرت لاغادر و لكنها استوقفتني ..

- قلت ستبحثين عن عمل صحيح ؟

- اجل

- يمكنكي العمل عندي بمقابل ، ستساعدينني في العمل و انا اساعدك لتكسبي المبلغ
، لا يمكنك البحث عن عمل هنا فهذا نادر ..

- حسنا ، بما اني ساملك المبلغ عما قريب ، ساعمل ما بوسعي لاساعدك ..

- فلتتبعيني اذا

صعدنا الطابق العلوي الى احدى الغرف ، فتحتها و قالت لي :

- من الان ستكون هذه غرفتك ، تجدين في الخزانه اللباس الموحد للعمل ، يمكنك ان تبدئي العمل اليوم ان كنت تريدين .. و الان اسمحي لي فلدي عمل كثير لأقوم به

- حسنا ، سأكون في الاسفل بعد دقائق .

دخلت الغرفة و اغلقت الباب ، حسنا .. اولى العقبات انتزاحت من طريقي ، ما علي الآن ان افعله سوى ان اعمل ، و انسى ما مضى .. يعني عمي و منتجاته الحمقاء ..

اخرجت اللباس من الخزانة و ارتديته ، لقد كان مناسبا لي تماما ، كانه خيط من اجلي ، لا اعرف لم انا سعيدة لهذا الحد
، خرجت من الغرفة و نزلت مسرعة الى تلك السيدة ، انها لطيفة جدا انا ممتنة لها لانها ساعدتني كثيرا ، ماكان احد اخر ليفعل اكيد

- حسنا ها انا اذا

- تبدين رائعة بهذا الفستان عزيزتي

- شكرا لك سيدتي ، بم يمكنني ان اساعد

- اريدك ان تمري على الطاولات و تاخذي الطلبات من فضلك ، المطعم مزدحم اليوم ، نادرا ما يأتون بهذا العدد
، لقد كنت اقوم بكل شيئ وحدي هنا ، طبعا كان سهلا مع زوار قليلين ، انا ممتنة لانك هنا اليوم

- لا عليــكـ ، ساكون الى جانبك طالما تحتاجينني ، ساخذ الدفتر و ابدا عملي

اخذت الدفتر و القلم من على الطاولة و خرجت من المطبخ كان مزدحما ، لم ار مطعمنا بهذا القدر من الرواد ، منذ ان كنت اذهب مع والداي ، كانت المطاعم هادئة في ذلك الوقت ، و لكني اشعر بسعادة لاني ارى الاشياء تتغير ، كنت امر على كل الطاولات اسألهم عن طلباتهم ، لم تكن كثيرة للغاية ، شعرت بارتياح لاني اتحدث مع اشخاص اخرين ، فقديما كانت محصورة فقط على اولاد الاغنياء ، عدت الى المطبخ و قلت :

- ها هي الطلبات سيدتي ، اتمنى ان لم اطل عليك

- لا لم تفعلي ، هل يمكنك ان تقرئيها لي فانا مشغولة بتحضير الطعام

- طيب

قرات لها بعض اولى الطلبات كما طلبت مني ، ثم حملت صينية و وضعت فيها صحنين افرغت فيهما الطعام و كذلك زجاجة عصير كبيرة استدارت و قالت :

- هذه للطاولة ستة ، ايمكنك ايصالها ؟

- طبعا ، انا اذكر مكانها

حملت الصينية بروية و خرجت من المطبخ متجهة نحو الطاولة المحددة ، وصلت اليها و بابتسامة وضعت الصحون على الطاولة و فتحت علبة العصير و ملأت الكأسين و بابتسامة اخرى رددت :

- صحة و عافية ، اذا احتجتما الى شيئ فقط يمكنكما مناداتي

عدت الى المطبخ و انا كلي حماس لاخذ باقي الطلبات ، فقط لاول مرة اشعر بسعادة .. انا اشعر بمتعة كبيرة ، لاني اجرب احساس العمل و اعرف  كيف اتعامل مع الناس و اتحدث اليهم ، و اكثر من هذا اني تعرفت الى اول شخص كان رحيما بي ، بعد والدي ، اني ممتنة لها بالفعل ، اعرف انها قدرمت الكثير لمن هم في مثل حالتي و الا لما استعطفها قلبها و ساعدتني ..




نهاية الفصل الثاني

اتمنى أن يعجبكم  ♥

و أعطوني آراءكم

حفظ الله المتفاعلين مع قصتي

سلاااااااااااااااام




جعلت من نفسي فتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن