"رحيل الظلام"

32 28 5
                                    


تواصلت الليالي في غرفتي المظلمة، وكل صدى يشير إلى ألم لا يزال يعتريني. لكن هذه المرة، بدأت أحس بأن هناك شيئًا يتغير ببطء داخلي.

مع كل مرة أنظر فيها إلى مرآتي، أشعر بأن الظلال التي كانت تلتصق بوجهي بدأت تتلاشى تدريجيًا. كان هناك نوع من السحر يحدث، وكأنني أرقد تحت شعاع من الضوء ينساب ببطء عبر الستار.

بعد رحيلها، بدأت في ترتيب الأشياء في حياتي الداخلية. أصبحت الكتابة لا تكون مجرد وسيلة للتعبير، بل أصبحت رحلة داخلية نحو فهم الذات. بدأت أقتحم متاهات ذهني وأفكاري، لأعثر على معاني لم تكن واضحة من قبل.

كان الحب الذي أعرفه الآن يتجاوز المشاعر الرومانسية. أصبح هو حب الذات أولاً، فقد أدركت أن لا يمكنني تقديم الحب للآخرين إذا لم أكن قد أحببت نفسي أولاً. بدأت أرفع رأسي بكل فخر، وكأنني كنت أغوص في بحر من الصمت والسلام.

في اللحظة التي اتخذت فيها قرار التغيير، بدأت الحياة تعود ببطء إلى قلبي. كانت الكلمات التي كتبتها في الفصل الثالث تعود لتروي قصة التحول، حيث تمثلت الكلمات في المرآة التي نظرت فيها.

رحيل الحلم لم يكن نهاية القصة، بل كان بداية لرحلة استكشاف الذات والعثور على الضوء الداخلي. كانت كل الألام والهموم تتلاشى أمام قراري بالنمو والتطور.

وهكذا، ما بدأته كحكاية حزينة عن فقدان الحب تحول إلى رواية عن اكتشاف القوة الداخلية وتحول الألم إلى نمو. في نهاية المطاف، يظل الحلم حيًا، ولكنه يأخذ شكلاً جديدًا، شكلًا يحمل في طياته قوة الشفاء والتجديد..

فصل الأملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن