"رحيل الحلم"

65 31 9
                                    


في ذلك اليوم، وقفت أمام المرآة، نظرت إلى عينيّ الذابلتين وشددت على خيبتي العميقة. كانت الظلال السوداء ترتسم على وجهي، لكنها لم تعكس الجروح الداخلية التي تنزف بصمت.

ذهبت إلى نافذتي الصغيرة، وكأنها فتحة تؤدي إلى أعماق روحي. هممت بالكتابة عن رحلتي، حتى تكون الكلمات الشاهدة على ما حدث. كان يجب أن أتحدث عن نفسي، عن تلك القصة البائسة التي جعلتني أصل إلى هنا.

كانت قصتي مأساوية، فقد وقعت في حب فتاة تكمن جمالها في عيونها الرائعة وابتسامتها الساحرة. كنت أظن أن حياتي ستنير بوجودها، وكل لحظة كانت بجانبها تبدو وكأنها لحظة سحرية.

لكن ما لم أكن أدركه هو أنني كنت مصدر زعج بدلاً من السعادة. خلال تلك اللحظات الجميلة، كانت هي تختبئ وراء ابتسامتها لتخفي تأثير غيابي عليها. كان قلبي يتألم، لأنني أدركت أن حبي أضر بها أكثر مما فهمت.

وفي يوم من الأيام، واجهت الحقيقة الصعبة، واختارت الهرب من حياتي. غادرت بصمت، وتركتني وحيداً في هذه العتمة المحيطة بروحي.

بدأت أناقش قلبي الحزين وأفكاري الملتبسة. لم يكن الخطأ في الحب، بل في طريقة تعبيري عنه. كنت قاسيًا وجعلتها تشعر بالازعاج،
ولكن، وسط هذا الظلام الكئيب، بدأت أناقش قلبي الحزين وأفكاري الملتبسة. أدركت تدريجياً أن الخطأ لم يكن في الحب نفسه، بل كان في كيفية التعبير عنه. كنت قاسيًا جداً ولم أكن أدرك تأثير كلماتي على الآخرين، خصوصاً على تلك التي أحببتها.

فكيف وصلت إلى هذه النقطة المظلمة؟ سأجيب على هذا السؤال بصدق. كنت قد وقعت في حب فتاة لطالما راودت أحلامي، لكنني لم أكن واعياً بمدى تأثير سلوكي السلبي عليها. في النهاية، اكتشفت أنني كنت مصدر إزعاج لها، وبكل قسوة، قررت ترك حياتي.

ألم الفراق لم يكن الوحيد الذي شعرت به. بل كان هناك ألم آخر، ألم الندم والتساؤل عن ما إذ كان يمكنني تغيير مسار الأحداث. لم يكن الخطأ في حبي، بل في تصرفاتي السيئة وفهمي الضعيف لكيفية التعبير عن مشاعري.

بدأت أفهم أن الحياة ليست مجرد سلسلة من اللحظات الرومانسية، بل هي أيضًا مشروع فني يتطلب تعاطفًا وفهمًا. الآن، وسط هذا الظلام، أنا هنا وحدي جالس وأفكر في كل هاته الاحداث ورغبتي في التغير طاغية على أفكاري.

...

فصل الأملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن